في هذا الحوار الشيّق الذي جمعنا هاتفيا بصاحب الهدف التاريخي في مرمى العملاق الإفريقي كوت ديفوار في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، عامر بوعزة، مؤكدا أنه لا يزال مستاءً من المدرب الوطني رابح سعدان، الذي لم يستدعه لنهائيات كأس العالم المقبلة، مضيفا أنه ورغم كل شيء إلا أنه سيتنقل إلى جنوب إفريقيا لمناصرة الخضر كأي جزائري يحب وطنه، عنها وعن أشياء أخرى يقول فيما يلي: آلو، صحفي جريدة "الشباك" معك؟ مرحبا بك وبجريدة "الشباك" تفضل.. كيف هي أحوالك في الفترة الأخيرة؟ الحمد للّه، كل شيء على ما يرام وأنا أتدرب مع الفريق بصفة عادية لما تبقى من مشوار هذا الموسم، وتركيزي كله منصب على اللقاءات الأخيرة، وهذا من أجل تسجيل خاتمة قوية ومشرّفة. نفهم أنك تريد خطف الأضواء ولفت انتباه الفرق الكبيرة؟ صراحة، لا أفكر بهذه الطريقة وفهمي هو أنني أريد تشريف العقد الذي يربطني بفريقي ومن واجبي تقديم كل ما لدي من إمكانات وقدرات، وفي حال مغادرتي له فإن مكاني سيبقى نظيفا، بطبيعة الحال خطف الأضواء ولفت انتباه الفرق الكبيرة داخل اللعبة وأي لاعب يتمنى أن يكون محل اهتمام النوادي الكبيرة ليضمن مستقبله، لكني أسعى إلى إنهاء الموسم بطريقة رائعة في كل الأحوال. نعود الآن إلى الحديث عن عدم استدعائك للخضر، هل لازلت متأثرا؟ صراحة كنت قد تفاديت الحديث والرد عن مثل هذه الأسئلة التي تحرجني كثيرا، لأن عدم استدعائي للخضر شيء "قاسني" في قلبي، من جهة لأن الإبعاد لم يكن باحترافية ولم يكن وفق ما هو معمول به عالميا، ولو كنت أرى أن مستواي انخفض في الفترة الأخيرة واللّه لكنت سأتقبل القرار بكل روح رياضية، لكن ذلك لم يحدث وأشعر أنني أحسن بكثير من عدة عناصر يتواجدون في التشكيلة حاليا، وبالتالي الإبعاد وعدم الاستدعاء شيء لن أنساه سريعا ولازلت متأثرا كأي لاعب آخر.. المونديال كان حلمي وهدفي الرئيسي وسعيت جاهدا ليتحقق هذا الحلم وهذه الأمنية، لكن في آخر المطاف تبخر كل شيء وبطريقة غير متوقعة. تقصد أنك الأجدر في أن تكون ضمن القائمة التي ستمثل الجزائر في المونديال؟ ليكن في علم الجميع أن زملائي في فريقي الحالي تفاجؤوا لعدم استدعائي، ونفس الشيء بالنسبة لزملائي في المنتخب، ولن أخفي عنكم أنني تلقيت الآلاف من المكالمات الهاتفية من أشخاص من أهل الكرة ليتأكدوا بأنفسهم ومني شخصيا بأنه لم يتم استدعائي، أتدركون لماذا؟، لأنهم لم يصدقوا أن المدرب رابح سعدان لم يوجه لي الدعوة، في كل الأحوال أنا لم أنتظر هذا الإبعاد ولا أخفي عنكم أنني حضّرت جيدا لهذه التظاهرة العالمية، وهو الشيء الذي زاد من حدة التأثير. قلت قبل قليل أنك أحسن بكثير من عدة عناصر، هل تقصد الجدد؟ نعم، أشعر بهذا والكل يقول ذلك ولست الوحيد، وكلامي هذا لا أقصد به الجدد فقط إنما أيضا من القدامى وأنا لا أقصد لاعبا معين، هذا مجرد كلام، أعرف جيدا أن الكل يظن أنني ضد مجيء الجدد إلى المنتخب لكن هذا ليس صحيح، إذ أن كل اللاعبين أصدقائي وتربطني علاقة جيدة بهم خاصة الذين لعبوا معي في فريق واحد، أعرفه كل الجدد حق المعرفة ولا ألومهم لأنهم أخذوا مكاني في التشكيلة، بل بالعكس أتمنى لهم كل النجاح في المونديال وأتمنى لهم حظا سعيدا، وإن شاء اللّه سيتألقون بشكل أكبر. وهل عدم استدعائك سيجعلك تتخذ قرارات صارمة بشأن المنتخب مستقبلا؟ لحد الساعة لم أتخذ أي قرار لكن من الممكن أن أتخذه في الأيام القليلة القادمة، أي بعد التأكد من بعض الأمور، وإذا اكتشفت أن تنحيتي تمت على أساس الإمكانات فذلك سيجعلني أعمل أكثر من أجل العودة إلى المنتخب، لكن في حال ما إذا اكتشفت أمورا أخرى فسيكون لي رأي مغاير، المهم كل شيء سيتضح في الأيام القليلة القادمة، الجزائر وطني العزيز ولا أريد أن أحرمه من إمكاناتي وخدماتي إذا كان في حاجتي. وهل ستكون في جنوب إفريقيا كمناصر؟ بالطبع، وبدون أي شك، فقبل كل شيء أنا جزائري حد النخاع وقبل أن أكون لاعبا في المنتخب كنت مناصرا وفيا للخضر، ومثل هذه المواعيد لن أفوّتها وسأكون في جنوب إفريقيا في الموعد المحدد لمناصرة زملائي، لقد أخذت كل الإجراءات اللازمة بخصوص هذه الرحلة، كما أنني حجزت مكان الإقامة، وعدم استدعائي لا يعني أنني لن أكون في المونديال حتى كمناصر، لقد قررت التنقل بإمكاناتي الخاصة. لكن سعدان أكد أنه سيكرم الدوليين الذين لم يستدعوا، هل ستلبي الدعوة؟ لم أسمع بهذا التكريم، المهم أنا في جنوب إفريقيا في كل الأحوال ولا أنتظر أي خدمة من أحد لينقلني إلى قلب الحدث، الحمد للّه لديّ كل الإمكانات ولست بحاجة إلى خدمة من أي كان، فمن أجل الجزائر سأضحي بكل ما لدي من أجل متابعة مباريات المنتخب الوطني. وهل تلقيت اتصالا من سعدان أو من روراوة؟ ليكن في علم الجميع أنه منذ كأس أمم إفريقيا لا أحد اتصل بي لا المدرب رابح سعدان ولا رئيس الاتحادية روراوة، وفي الوقت الحالي لست بحاجة إلى ذلك، كنت بحاجة إلى اتصال منهما بعد استبعادي من المباراة الودية أمام صربيا، كما انتظرته مباشرة بعد الإعلان عن القائمة المعنية بكأس العالم، لكن الآن لست بحاجة لذلك بما أن الوقت قد فات. كلمة أخيرة. بالمناسبة أتمنى مشوارا طيبا للخضر في المونديال، على الأقل بلوغ الدور الثاني، كما أتمنى النجاح لكل زملائي سواء الجدد أو القدامى، وشكرا لكم على هذه الالتفاتة.