تعيش مدينة بولوكواين على غرار باقي مدن جنوب إفريقيا، على وقع العرس الكروي العالمي الذي أعطيت إشارة انطلاقته الرسمية عشية أمس، من خلال المباراة الافتتاحية التي جمعت منتخب البلد المنظم أمام المكسيك، حيث يترقب الجميع في هذه المدينة الهادئة وخاصة أنصار "محاربي الصحراء" وعشاق الكرة المستديرة غدا مباراة الجزائر وسلوفينيا، التي ستكون أول مباراة يحتضنها ملعب المنطقة والتي سيكون طرفا فيها الممثل الوحيد للوطن العربي. لمحة عن مدينة بولوكواين ولمن لا يعرف مدينة بولوكواين، فإنها تبعد بحوالي 270 كلم عن بريتوريا في محافظة ليمبوبو على حدود بوتسوانا، وتعد مدينة تاريخية عريقة باعتبارها موطنا لأكبر شجرة في إفريقيا والتي يطلق عليها اسم "بوابات" الذي يعني "الشجرة المقلوبة". وتعد بولوكواين التي يطلق عليها اسم "مدينة النجوم" من المناطق المرتفعة في جنوب إفريقيا، حيث يبلغ ارتفاعها ما لا يقل عن 1300 مترا عن سطح البحر، وهو الارتفاع الذي كان وراء قرار الجهاز الفني للمنتخب الوطني بإجراء معسكره الإعدادي الأول في مرتفعات كران مونتانا السويسرية، حتى يتعود اللاعبون على هذا الارتفاع والمناخ السائد في مثل هذه المناطق. وأبدى كل سكان المنطقة وقوفهم مع المنتخب الجزائري عندما يواجه سلوفينيا غدا الأحد بداية من الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي، بالنظر إلى رابط الحدود الجغرافية، خاصة أن الجزائر تعد أحد ممثلي القارة السمراء المعول عليهم في هذه المنافسة العالمية الكبيرة. "لديكم فريق جيد وبإمكانكم تشريف إفريقيا" وقد وقفنا من خلال تواجدنا بهذه المدينة رفقة الأنصار الجزائريين، أن المنتخب الوطني يحظى بسمعة جيدة في جنوب إفريقيا ككل وفي بولوكواين بدرجة خاصة، على اعتبار أن أشبال سعدان وقاهري الفراعنة يعتبرون المنتخب الإفريقي الذي سيدشن ملعب المدينة الجديد، والذي يعد من بين الملاعب الخمسة التي تم تشييدها خصيصا لهذه المنافسة العالمية، وهو ما يزيد من خصوصية المباراة بالنسبة لأهل المنطقة. وقد تصادف وجودنا أمس، في بولوكواين، مع موعد افتتاح المونديال، حيث كان كل السكان تقريبا في الشارع يحتفلون بهذا الموعد العالمي الكبير، الذي تحتضنه بلادهم لأول مرة في تاريخ القارة السمراء، حيث تجمع الآلاف من الأنصار وسط المدينة من أجل متابعة حفل الافتتاح، وهو ما جعلنا نستغل الفرصة وسُمح لنا بالإقتراب من العديد منهم لمعرفة رأيهم في المنتخب الجزائري الذي يعد واحدا من المنتخبات الستة التي ستمثل القارة السمراء في المونديال، ومباشرة بعد شروعنا في الحديث مع أحدهم حتى التف حولي العشرات من الأنصار بمجرد ما أن علموا أني جزائري حيث قالوا: "كلنا بانتظاركم يوم الأحد"، هي العبارة التي رددها الكثير من حولي، قبل أن يطلب مني أحدهم علم الجزائر، وما إن حمله حتى راح يقبله ويقول "أنا متأكد أن الجزائر ستفوز على سلوفينيا". "سنقف إلى جانبكم ونردد وان تو ثري فيفا لالجيري" وقد ارتحت كثيرا بعدما أجمع كل من كان حولي أنهم سيقفون إلى جانب الجزائر، وأكدوا أن تشجيعهم للخضر أمر مفروغ منه، لأن نجاح أي منتخب إفريقي هو نجاح في حد ذاته لجنوب إفريقيا ولكل القارة السمراء، على اعتبار أنها أول دولة من القارة تحظى بشرف تنظيم هذا الموعد العالمي الكبير، كما تمنى الكثيرون من أهل المنطقة، أن تبقى أغلى كأس في العالم في القارة السمراء مهما كان اسم المنتخب الذي سيتوج بها، مع تمنياتهم بطبيعة الحال بأن يكون منتخب "البافانا بافانا" هو صاحب هذا الشرف، رغم أنه حلم بعيد المنال بالنظر إلى قوة المنتخبات العالمية المنافسة على هذا التاج الغالي، وهو ما جعل أحدهم يقول: "سنقف إلى جانب الخضر ونردد كلنا وان تو تري فيفا لالجيري يوم الأحد أمام سلوفينيا". الجميع يتكهن بفوز الجزائر وعن توقعهم لنتيجة مباراة الغد، بين الجزائر وسلوفينيا، فقد أجمع كل من تحدثنا إليهم على أن المنتخب الجزائري بإمكانه تحقيق الفوز على منافسه الأوروبي لو يلعب بنفس المستوى الذي قدمه خلال كل مباريات المرحلة التصفوية الإفريقية، والتي تمكن خلالها من العودة إلى نهائيات كأس العالم، وقال أحد الأنصار وهو ينظر إليّ بتمعن: "لديكم منتخب جيد" مشيرا إلى أنه تابع بعض مباريات الخضر في التصفيات، خاصة المباراة الفاصلة التي لعبت في السودان، مضيفا في ذات السياق، أن الجزائر تملك الكثير من اللاعبين الممتازين الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية؛ ولم يقتصر حديثنا مع المواطنين الجنوب إفريقيين فقط، حيث كان لنا حديث مع بعض الأفارقة الذين يعملون في بولوكواين ومنهم واحد من تنزانيا، الذي ورغم أنه أكد عدم حضوره المباراة، إلا أنه تمنى أن يحقق المنتخب الجزائري الفوز، ونفس الانطباع كان عند مهاجر آخر من زيمبابوي.