يجدد محاربو الصحراء، أمسية اليوم ابتداء من الساعة السابعة والنصف بتوقيت الجزائر بملعب كاب تاون مشوارهم في المونديال الإفريقي، بمواجهتهم لأحد أقوى المنتخبات في المجموعة ومن بين المرشحين للتألق في المحفل الكروي، المنتخب الإنجليزي بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها هذا الأخير، في تحدى يبدو أنه صعب بالنظر لعدة معطيات، ولكنه ليس مستحيلا في ظل العزيمة الكبيرة التي تحذوا المحاربين من أجل رد الإعتبار والدفاع عن حظوظهم في التأهل. ويدرك أشبال سعدان أنهم بحاجة لروح وحماسة كبيرتين أمام إنجلترا، وهذا ما أكده أغلب اللاعبين من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي وفي مقدمتهم القائد الجديد للأفناك ومدافع بوخوم الألماني، عنتر يحيى، الذي أوضح بأن "كل شي على ما يرام الآن، أظن أننا نسينا الخسارة أمام سلوفينيا وحفظنا الدرس جيداً، الكل مصمم على رفع التحدي أمام الإنجليز". وعقّب عنتر عن ذلك بالقول:"سنخلق مشاكل عدة للإنجليز، ولدينا الإمكانات للقيام بذلك .. سنكون طموحين أكثر منهم وهذا ما يمكن أن يرجح كفتنا، لأننا نقدم نتائج رائعة عندما نكون تحت الضغط، سنحاول تكرار ملحمة أم درمان. الجزائر أمام فرصة تأكيد أنها منتخب المهمات الصعبة وبغض النظر عن رغبة اللاعبين في تحقيق التأهل، إلا أن زملاء المتألق، كريم زياني، أمامهم مهمة أخرى، وهي رد الإعتبار وقيمة اللاعب الجزائري في هذه المواجهة، لاسيما بعد الحديث الكثير الذي قيل عن مستواهم، فاللاعب الجزائري لم يعد له أي محل من الإعراب في كرة القدم العالمية، خاصة بعد النتيجة السلبية التي حققها الفريق في أول مواجهة أمام المنتخب السلوفيني، والتي فتحت المجال أمام بعض الألسنة التي راحت تنتقد وتؤكد أن الجزائر لا تستحق أن تكون ممثل العرب في المونديال الإفريقي، باعتبار أن تحقيق نتيجة إيجابية أمام الإنجليز يعد إنجازا كبيرا، بالنظر إى قوة هذا الأخير، والذي يعتبر من أفضل المنتخبات المشاركة في المونديال والمرشحة لنيل التاج العالمي. قلب أم درمان وشجاعة القاهرة بإمكانها أن تصنع الفارق وتبقى السمات التي يتميز بها محاربو الصحراء، على غرار الحرارة الكبير من شأنها أن تصنع الفارق أمام جبروت الإنجليز، وأكبر دليل على ذلك ما صنعة الأفناك في أم درمان بعد اقتطاعهم لورقة التأهل على حساب بطل إفريقيا، ظف إلى ذلك المباراة الكبيرة التي لعبها منتخبنا أمام المنتخب الإيفواري في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا ..ما يجعل حظور قلب أم درمان، شجاعة القاهرة وتركيز أنغولا ضروري من أجل تحقيق نتيجة إيجابية. تسجيل هدف مبكر المفتاح الأساسي ومن أجل تحقيق الهدف المنشود، والخروج بنتيجة تضمن للخضر كامل حظوظهم في التأهل إلى الدور الثاني إن صح القول قبل المواجهة الأخيرة التي ستكون أمام المنتخب الأمريكي، يبقى مباغتة المنتخب الإنجليزي بهدف مبكر من أهم النقاط التي ستخلط حسابات المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، كابيلو، المعروف بحنكته في التعامل مع جل الأوضاع العصيبة، لكن الطابع الخاص لمواجهات المونديال وضغط النجومية قد يؤثر سلبا على رفاق روني. الطاقم الفني ركز كثيرا على الجانب النفسي وركز سعدان على إعداد اللاعبين نفسيا ومعنويا في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى تصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في المباراة الأولى من الناحية التكتيكية، خصوصا العقم الهجومي الذي يلازم المنتخب، حيث لم يسجل سوى هدفاً واحداً في المباريات الست الأخيرة. الهوليغانز تحد كبير والفوز يرد الإعتبار وستكون التشكيلة الوطنية في مباراة اليوم أمام تحد جديد رغم أن التألق فيها ضروري، سواء للعناصر الجديدة التي تريد التأكيد عن إمكانياتها الحقيقة أو للمنتخب ككل حتى يضمن تحضيرا آخر. شاوشي الغائب الأكبر..ومبولحي جاهز لتعويضه ومن المتوقع أن يلجأ سعدان إلى خطة 4-5-1 لتأمين خط الدفاع وفرض السيطرة في وسط الملعب، في ظل تواجد أسماء رنانة في المنتخب الإنجليزي، أمثال فرانك لامبارد، ستيفن جيرارد، جو كول وباري. وسيحتفظ سعدان برباعي خط الدفاع عنتر يحيى، مجيد بوڤرة، رفيق حليش ونذير بلحاج على أن يكلف قلب دفاع رانجرس الأسكتلندي، بوڤرة مهمة رقابة نجم مانشستر يونايتد، واين روني، على اعتبار أنه سبق له اللعب في الدوري الانجليزي مع تشارلتون، في حين سيغيب عن الفريق بطل ملحمة أم درمان، فوزي شاوشي بسبب الإصابة التي تعرض لها في الحصة التدريبية على مستوى الركبة، ومن المنتظر أن يشرك سعدان الوافد الجديد مبولحي بحكم أنه جاهز أكثر من الحارس ڤاواوي. بدبوز أساسي في أول مواجهة رسمية والآمال معلقة عليه وسيكون بدبوز إبتداء من عشية اليوم، في أول امتحان رسمي رفقة محاربي الصحراء، بحيث سيدخل الأخير ضمن التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها الناخب الوطني، رابح سعدان، وهذا لما يمتلكه لاعب نادي سوشو الفرنسي من إمكانات كبيرة تخوله ليكون من بين العناصر التي تعلق عليها الجماهير الجزائرية أمالا كبيرة لزعزعة استقرار دفاع المنتخب الإنجليزي.