رحّب الدولي المصري وصاحب الأكبر شعبية في الوطن العربي، محمد أبوتريكة، ب"الشباك" في القاهرة، حيث التقيناه على هامش إحدى الحصص التدريبية، وأعرب عن فرحته ما إن عرف بأننا صحافيين من الجزائر وتنقلنا إلى العاصمة المصرية القاهرة خصيصا من أجل إجراء مقابلة معه نتطرق فيها إلى بعض الأمور التقنية التي تتعلق بمشاركة منتخبنا الوطني في المونديال الإفريقي، وكذا عن المباراة التي تنتظر فريقه أمام النادي القبائلي في رابطة أبطال إفريقيا، فضلا عن مبادرة الصلح التي يتم الترويج لها في الفترة الحالية وعن خلفية المباراة الودية التي يزعم إتحاد الكرة المصري بأنها ستكون بمثابة البوابة الحقيقية لإعادة المياه إلى مجاريها، إلا أنه رفض بكل لباقة فكرة إجراء حوار، بحكم أن إدارة النادي الأهلي منعت اللاعبين من ذلك في الفترة الحالية. وجهتنا كانت مركب نادي الأهلي وغايتنا مقابلة اللاعب ما إن نزلنا في القاهرة، قادتنا مهنة المتاعب وفضولنا المهني إلى اكتشاف الأجواء التي تتخلل تحضيرات النادي الأهلي، باعتباره منافس شبيبة القبائل في رابطة أبطال إفريقيا، فضلا عن محاولتنا التقرب من اللاعب الجزائري الناشط في صفوف فريق القلعة الحمراء أمير سعيود، بالإضافة إلى محاولتنا القيام بحوارات مع بعض اللاعبين المصريين من أمثال أبوتريكة، غاية كانت في بادئ الأمر تبدو صعبة بالنظر إلى كل العراقيل التي واجهتنا، بداية بحرماننا من دخول مقر النادي وصولا إلى تكتم جل اللاعبين المصريين وصيامهم عن الكلام لأسباب أكدوا أنها تعليمات من قِبل الإدارة. انتظرناه حتى فرغ من صلاة العشاء .. والوصول إليه كان صعبا بالنظر شعبيته الكبيرة الوصول إلى اللاعب أبوتريكة كان صعبا للغاية بالرغم من حضوره تدريبات فريقه، إلا أنه لم يغادر غرف تبديل الملابس رفقة زملائه، ما قادنا إلى السؤال عن تأخر هذا الأخير وهو ما أجابنا عنه بعض العاملين بالنادي قائلين بأن اللاعب متعود على ذلك بحكم أنه لا يغادر غرف حفظ الملابس إلا بعد فراغه من تأدية صلاة العشاء، وهذا لتفادي الاحتكاك مع الأنصار بالنظر إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها وسط أنصار الأهلي الذين يعشقونه أكثر من أي لاعب في الفريق، وهذا لما يميز هذا الأخير عن البقية من تواضع وأخلاق حسنة، لكن تأخره لم يشفع من تهافت العشاق عليه ممن أصروا على انتظاره إلى غاية مغادرته الملعب وإلقاء التحية عليه أو أخذ بعض الصور التذكارية معه. توقف ما إن علم بأننا من الجزائر وسط الجمع الغفير الذي ميز مغادرة أبوتريكة، أصرينا على التقرب منه بالرغم من أن اللاعب كان يريد المغادرة باعتذاره لكل الحاضرين مؤكدا لهم بأنه مُرهق ويريد الذهاب إلى بيته من أجل أخذ قسط من الراحة، لكن أبوتريكة توقف ما إن علم بأننا من الجزائر ورحب بنا قائلا "مرحبا بكم في بلدكم الثاني، مصر منورة بالأشقاء الجزائريين"، وهمّ يسألنا عن أحوال الجزائر في الفترة الراهنة خاصة بعد الاستقبال الذي حظي به النادي القبائلي في الإسماعيلية، واصفا المبادرة بالطيبة. أصرينا على محاورته لكنه رفض بلباقة .. بالرغم من أن كل المؤشرات كانت توحي إلى رفض اللاعب لإجراء أي حوار مع أية وسيلة إعلامية، بعد أن أكد للصحافيين المصريين بأن الإدارة منعتهم من ذلك في الفترة الراهنة وأنه كلاعب محترف في النادي عليه أن يحترم قراراته، إلا أننا أردنا استغلال جزائريتنا وارتباط اللاعب بالجزائر حتى ننال الاستثناء، إلا أنه أكد عدم إدلائه بأي تصريح لأنها أوامر الإدارة وعليه تطبيقها على غرار كل اللاعبين. حتى وساطة سعيود لم تجد نفعا إصرارنا المهني قادنا إلى اتخاذ سبيل آخر من أجل محاورة النجم المصري، وهو وساطة اللاعب الجزائري أمير سعيود، الذي أكد بأنه من الصعب تغيير كلام أبوتريكة لأنه شخص لا يقبل الوساطة، لكنه أبى إلا أن يتنقل برفقتنا وتحدث إليه فكان رد أبوتريكة سلبيا قائلا "قلت إنها أوامر الإدارة فلا تحرجوني، لو كان الأمر بيدي لكنت من المتشوقين للحديث عن الجزائر لأنها بلد عربي مثل مصر". أبوتريكة: "أعتذر لكنها تعليمات إدارة النادي وسأعوضها في فرصة أخرى" كلماته كانت كلها اعتذار ولم تخلو من عبارة "أستسمحكم" قائلا "أعذروني إنها أوامر إدارة النادي الأهلي، ولعل جل اللاعبين أكدوا ذلك، أرجوا أن يتفهم أشقاؤنا الجزائريون ذلك وأعدكم بأنه في فرصة قادمة إن شاء اللّه سنعوضها وسنتحدث عن كل الأمور التي تريدون محاورتي فيها". فاتح. ب