غريب حقا أمر كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، التي لا تتوقف عن مفاجآتها الغريبة والعجيبة، هذا الأمر الذي تأكد منه الجمهور الجزائري بعد الموضوع الذي نشرناه في "الشباك" أمس، والخاص بالحارس العملاق السابق لشباب بلوزداد والمنتخب الوطني الذي تحول إلى "طاكسيور" بسيط في السنوات الأخيرة واعتزل الميادين وعالم التدريب رغم تجربته الكبيرة تاركا الساحة لأشخاص لا علاقة لهم بالرياضة والتدريب لا من بعيد أو من قريب. الجزائريون تأثروا لتحول عبروق إلى طاكسيور وقد حظي البورتري الذي نشرته "الشباك" أمس حول الحارس العملاق والأسطوري لشباب بلوزداد والمنتخب الوطني خلال سنوات الستينيات والسبعينيات، عبروق باهتمام كبير من قبل الأسرة الكروية الجزائرية، حيث أبدى العديد من الجزائريين تعاطفا كبيرا مع الحارس الدولي السابق، وأكدوا أنهم تأثروا كثيرا عندما اطلعوا على الخبر وعلموا بأنه أصبح يعمل "طاكسيور" بسيط في العاصمة، وهو الأمر الذي اعتبروه إجحافا في حقه، وهو الذي قضى معظم حياته في الميادين وضحى بالكثير في سبيل الكرة الجزائرية. المئات من الرسائل وصلت "الشباك" تعاطفا معه وفي هذا السياق، فقد تلقى مكتب "الشباك" طيلة نهار أمس المئات من الرسائل الإلكترونية والهاتفية من عديد الجزائريين وأوفياء يوميتنا، الذين لم يتوانوا في الإتصال بنا للتعبير عن تضامنهم مع هذا الحارس العملاق، الذي أصبح معزولا وتناساه الجميع رغم كل ما قدمه للوطن والكرة الجزائرية، وقد جاءت معظم الرسائل في هذا السبيل بعد أن أبدى كل من اطلع على حالته تأسفه العميق من نكران الجميل الذي ذهب ضحيته كل نجوم الكرة الجزائرية في العقود السابقة. وتساءلوا عن سبب تهميش أصحاب الخبرات وقد أعادت الوضعية التي يعيشها عبروق إلى السطح ظاهرة تهميش أصحاب الخبرات والنجوم الكروية السابقة من قبل المسؤولين عن الكرة في بلادنا ورؤساء الأندية، وهو واقع مر أصبحنا نعيشه ونشاهده يوميا بعد تعدد الحالات المشابهة لحالة عبروق، على غرار المرحوم قورمان الذي تناساه الجميع إلى غاية انتقاله لرحمة الله، وعدة أسماء أخرى تناساها الجميع من أبناء الجيل الحديث والمسؤولين المعنيين، لأن الواقع المر في بلادنا يؤكد بأن هناك الكثير من اللاعبين القدامى الذين صنعوا أمجاد الكرة سواء مع المنتخب الوطني أو الأندية، في الشرق والغرب، أصبحوا مهمشين اليوم بعدما تجاهلهم الكل ونكروا بسرعة لكل ما قدموه للكرة والوطن. الأغرب أن جلول أصبح مدربا للخضر بعدما كان "طاكسيور" ولعل النقطة الهامة التي وقف عليها كل الجزائريين ممن اطلعوا على الموضوع والمئات الذين اتصلوا ب"الشباك"، هي المفارقة العجيبة التي حصلت على مستوى العارضة الفنية للمنتخب الوطني، حيث لم يفهم الكثير سبب تهميش الأسطورة عبروق الذي لم يجد سوى التحول إلى "طاكسيور" لضمان قوت العيش رغم أن مكانه في الميادين نظرا لخبرته الطويلة، وفي المقابل نجد شخصا مثل زهير جلول الذي كان يعمل "طاكسيور" في كندا ويعمل كمدربا ثانيا للمنتخب الوطني ويشارك في منافسة عالية المستوى من حجم كأس العالم، رغم أنه لا يملك أي سجل أو تاريخ في التدريب وكرة القدم الجزائرية على العموم التي سقط عليها من السماء.