استفحلت مؤخرا في المجتمع الجزائري ظاهرة يمكن وصفها بالغريبة بالنظر إلى ما تحمله في طياتها من معتقدات غريبة عن تعاليم ديننا الحنيف، ويتعلق الأمر بظاهرة التطير، قد يجهل البعض هذا المصطلح، لأننا لا نستعمله كثيرا، ولهذا لن نجد أحسن من هذا المثال الشعبي الشهير لتقريب الفكرة من قرائنا الكرام والذي قول ... العين حق والطيرة باطلة، وكما نقول بالعامية الفال وهو ينقسم في مفهومه إلى شقين لا ثالث لهما فال خير وفال شوؤم، ولن نخرج عن الإطار الرياضي، في التعمق في تحليل هذه الظاهرة، سيما وأن البعض يفسر بشكل مباشر أسباب الإنتصار أو الإنهزام بمثل هذه الأمور، وإلا فكيف نفسر استقرار عامة أنصار المنتخب الوطني مثلا في التأكيد أن البذلة الخضراء نذير شؤوم على الخضر وأنهم كلما يلعبون بهذا اللون ينهزمون، بالرغم من أن اللون الأخضر شأنه شأن باقي الألوان لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يعدو أن يكون لونا من بين الألوان الثلاث للراية الوطنية الأبيض والأخضر والأحمر، والغريب في الأمر أن مجريات الأحداث تساير حقا مثل هذه الخرفات، ولن نقتصر فقط على هذا المثال لأن الأمثلة كثيرة والمقام لا يسع لذكرها كلها فلقبعة سعدان حكاية أخرى نرويها سيما وأنها قبعة الخير والنتائج الإيجابية بالنسبة للسواد الأعظم من أنصار المنتخب الوطني. الشبح الأسود حقائق تجسد على أرض الواقع، لكن.. ولا يمكن أن نتحدث عن التطير دون التعريج عن حكاية الشبح الأسود، فهناك أندية تكون في أوج عطائها وعندما تصل لمواجهة أندية أخرى يقال أو يشاع أنها الشبح الأسود بالنسبة لها تتوقف مكانتها وتخفق في الفوز حتى ولو كان الفريق الذي يزعم أنه الشبح الأسود في أسفل السافلين، فمثلا في البطولة الوطنية هناك قصة غرامية دراماتيكية بين نصر حسين داي وشباب بلوزداد، وبين وداد تلمسان واتحاد البليدة وأولمبي الشلف ومولودية الجزائر والأمثلة كثيرة، ولكن إذا كانت هذه الأمور مجرد أساطير ولا أساس لها من الصحة، فلماذا تتكرر باستمرار؟ وكيف يمكن إيجاد الأساليب المناسبة التي تكسر هذه القاعدة؟ الرقية..السحر والخلط بين العين والتطير ويقال أيضا..العين حق والسحر يلحق، هناك عدة حقائق لا يمكن في أي حال من الأحوال أن نمر عليها مرور الكرام، فهناك مثلا من أنصار الأندية المحلية من يجزم أنه عندما يرى شخصا وهو في طريقه إلى الملعب، فإن الهزيمة ستكون لا محالة والعكس صحيح، والأغرب من هذا أن هناك لاعبين معروفين لا يترددون في الإستعانة بالسحر للحصول على عروض كبيرة ويوفقون في ذلك ثم يكشف أمرهم فيما بعد، ومنهم أيضا من يضع حروزا يظن أنها تقيه من العين ومن شر الإصابات، وأمور أخرى يندى لها الجبين، وعندما نتحدث بهذا الخصوص نستحضر حتى رؤساء بعض الأندية ولكن لا يمكننا أن نقول أكثر من هذا لأننا لا نملك الدلائل المادية التي نستعرضها في حال اعتراضهم على نشرنا لهذا الموضوع، وأخف هذه الظواهر أن البعض من اللاعبين يستنجدون بالرقية لحماية أنفسهم من العين في إطار مشروع ومسموح به دينيا. إصابة لاعبي الخضر سببها العين ولعل ما يؤكد ما نحن بصدد ذكره، أن عددا كبيرا من أنصار المنتخب الوطني يرجعون تعرض لاعبي الخضر لإصابة متفاوتة قبل شهرين من المونديال للعين، ففي اعتقاد البعض أن الأداء الرائع لأشبال سعدان في نهائيات كأس أمم أفريقيا بأنغولا وكذا تمكن المنتخب الوطني من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال وراء تسلط لعنة الإصابات التي ألقت بوبائها على الخضر، وأن الحل لن يكون إلا باستنجاد الفاف براقي شرعي لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان، مادام أن العين حق كما يقال. الراقي.. اللاعب رقم 24 في قائمة سعدان بجنوب إفريقيا جرت العادة أن تقدم الإتحادية الجزائرية على التكفل بنقل راق شرعي مع الخضر في كل خرجاتهم الرسمية بما في ذلك الحاسمة، مثلما كان عليه الحال في القاهرة وأم درمان، والأكيد أن المدرب سعدان لن يخرج على هذه القاعدة قبل الموعد العالمي في مونديال جنوب إفريقيا، وسيقدم على إضافة اسم الراقي مع قائمة ال23 لاعبا التي يودعها لدى الفيفا بداية شهر جوان، مادام أن تجربة الإستنجاد بالراقي أثبتت نجاعتها، والوقاية خير من العلاج كما يقال.