يبقى اسم قاسم بليمام، راسخا في ذهن كل من له علاقة قريبة أو بعيدة بمولودية وهران، فهو الرئيس الأسطوري للفريق بدون منازع والشخصية التي سيبقى التاريخ يتحدث عنها وتتذكرها الأجيال المتعاقبة بالنظر لبصماته ومواقفه الصارمة والحادة والمثيرة للجدل في الكثير من الأحيان، ما يجعله أحد رموز النادي بغض النظر عن علاقته بالمحيط، لكن التاريخ يشهد أن المولودية عرفت معه أحلى الأيام ويكفيه فخرا أنه أعاد الحمري إلى مكانها الطبيعي في حظيرة الكبار بعدما دفن الجميع المولودية. قاسم بليمام لم يبق رئيسا للفريق، لكنه سيبقى "الزعيم"، حسب تقدير المتتبعين، رغم اختلافهم مع تصوراته إلى درجة أن الحبيب بن ميمون مناجير المولودية وأحد مهاجميها الكبار في الثمانينيات وقال بصريح العبارة "يستحق بليمام شهادة تقدير واعتزاز لما قدمه من خدمات جليلة للنادي ومهما اختلفنا معه فإننا نكن له كل الإحترام". تعرض قاسم بليمام قبل نهاية الموسم المنقضي لوعكة صحية أثرت كثيرا على معنوياته وعلى حالته البدنية والجسمانية وتعددت الروايات بشأن مرضه الحقيقي قبل أن ينفي أفراد عائلته ما تداول من إشاعات عن مرضه الحقيقي، وفضلت "الشباك" زيارة الرئيس السابق للمولودية بمقر سكناه بحي "كاسطور" دون موعد مسبق بغرض قيامه بالواجب من خلال عيادة المريض وكذا صورة حية وواقعية عن حالته الصحية دون مزايدات واستفساره عن الأمور التي تخص معشوقته الثانية المولودية، ورحب بنا أفراد عائلة بليمام الذين عاشوا فترات صعبة، سيما في الأيام القليلة الماضية بعد انتشار خبر وفاته، وهي الإشاعة التي تداولها كل الوهرانيين، دون تأكدهم من المعلومة قبل أن يتضح أن قاسم بليمام بخير وحالته في تحسن مستمر، حيث بدأ يستضيف بعض مقربيه ويتجول قرب الحي وبمقدوره في الأيام المقبلة القيام بعملية تسليم المهام مع خليفته محياوي مثلما حدث في 94 مع جباري على حد تصريح المعني بالأمر الذي فقد بعض الكيلوغرامات بحكم المرض، لكنه لازال قادرا عن الحديث عن الكرة والمولودية لساعات دون كسل وملل إلى درجة يخيل لك أنه لازال مسيرا، طالما أنه على علم ما يدور في النادي، وهو ما يجعله الشخصية الرياضية الأولى في الباهية بدون نقاش. "إشاعة وفاتي.. عادية طالما أني شخصية عمومية" لم يبد بليمام أي تأثر للإشاعات المتداولة في اليومين الماضيين عن وفاته بعد مرض عضال، وقال إن مثل هذه الأقاويل عادية طالما أنه شخصية عمومية والكل يريد معرفة أحواله وجديده وابتعاده عن الأضواء منذ نهاية الموسم وسقوطه في فراش المرض منح الفرصة لهواة الإشاعات ليفعلوا ما يشاؤون ويطلقون ما يريدون من كلام. "كدت أفارق الحياة" تحدث بليمام بإسهاب عن الدور الذي لعبته عائلته في محنته الأخيرة، حيث قال "مباشرة بعد لقاء اتحاد العاصمة دخلت في غيبوبة لمدة أسبوعين وعاش أبنائي وأفراد عائلتي أياما صعبة ولولا دعمهم لي ووقوفهم إلى جانبي لكنت هلكت وفي قرارة نفسي كنت أنتظر خروج الروح في أية لحظة وتلك هي مشيئة الله" "تمنيت الموت على سقوط الحمري على يدي" لم يضيع بليمام فرصة تواجدنا ببيته ليحدثنا عن المولودية وقال لنا إن الموسم المنقضي كان شاقا وصعبا وعدة أطراف أرادت إسقاط النادي بأية طريقة ما جعله يرفع التحدي ويبذل قصارى جهوده من أجل الحفاظ على مكانة الفريق في حظيرة الكبار، وذهب بليمام في شهادته بالقول "تمنيت الموت على أن تسقط الحمري على يدي"، لا يمكنني تصور ذلك وأحمد الله أني نجحت في إنقاذها رغم كيد الأعداء. "محياوي رجل أعمال ناجح أرجو أن يوفق في رئاسة المولودية" أكد قاسم بليمام أنه فكر في الرحيل قبل نهاية الموسم والإحتراف جاء في الوقت المناسب ليسلم مفاتيح الحكم إلى شخص واع بثقل المسؤولية وقال إنه يأمل أن يكون محياوي عند العهد ويعيد الاعتبار للنادي وطالما أنه نجح في إدارة شؤونه التجارية، ما الذي يمنعه من النجاح في رئاسة المولودية؟. "عملية توزيع المهام ستتم بعد شفائي ومنحته الوثائق اللازمة للإستفادة من الإعانة" كشف بليمام أنه سيقوم بعملية تسليم المهام مع محياوي بمجرد أن يشفى تماما من وعكته وقال إنه سيلجأ إلى هذه الخطوة حتى تبقى تقليد مثلما حدث في 94 مع جباري، وأسر بليمام أنه منح محياوي الوثائق المهمة من أجل الإستفادة من ريع الدولة، فضلا عن تسويته لقضية الأموال المحجوزة في الخزينة العمومية والمقدرة قيمتها بأزيد من 3 ملايير و800 مليون سنتيم. "المحيط متعفن في كل النوادي والرشوة حطمت كرتنا" رفض بليمام وصف محيط المولودية بالخطير، وقال إن كل الأندية الوطنية لها محيط متعفن، وأشار أن المولودية لم تشذ عن القاعدة، وتنظيف الأجواء المحيطة بالفريق، يتطلب فترة طويلة، لكن ما يقلق بليمام هو تفشي الرشوة وأكد أنها حطمت كرتنا الجزائرية من خلال الأساليب الملتوية التي يعتمدها البعض في الوصول إلى مبتغاهم. "شريف الوزاني سينجح لو يتركوه يعمل" تحدث بليمام عن شريف الوزاني وقال إن هذا الأخير كان القائد المثالي لفريقه وساعده كثيرا في مهمته حينما كان رئيسا للنادي وسي الطاهر لاعبا فيه، حيث كان يقوم بدور الوسيط ولا يترك أي كبيرة وصغيرة، ويحق له قيادة المولودية في الظرف الحالي لأنه أهل لها في تصور بليمام الذي دعا المحيطين بالنادي إلى ترك سي الطاهر يعمل حتى يحقق ما يحلم به الأنصار. "الجيل الحالي صعيب.. وفخور بما قدمته للفريق" اعتبر بليمام الجيل الحالي بالأصعب من الذي عمل معه طوال مسيرته كرئيس وقال إن الأجيال السالفة كانت لها ميزاتها والجيل الحالي له خصائصه وأبدى اعتزازه بما قدمه للنادي وقال إنه لا أحد سيمحي من الذاكرة الإنجازات والألقاب التي حصدتها وجعلت من طريقة عمل الحمري علامة مسجلة. "نصيحتي للأجيال من بعدي.. الحمري أمانة في أعناقكم" في ختام حديثه معنا، وجه بليمام نداء إلى المحيطين بالنادي وقال لهم بالحرف الواحد "نصيحتي الوحيدة هي الحفاظ على هذا الإرث التاريخي فالمولودية لها تقاليد كروية وليس كل من هب ودب يرأسها ويلعب فيها.. هذه نصيحتي الوحيدة فاحفظوها