يعيش أنصار "الموك" هذه الأيام حالة هستيريا كبيرة وذلك على وقع الفاجعة التي ألمّت بأسرة الفريق الجار شباب قسنطينة بعد فقدانه لمناصرين عشية الجمعة الماضي بسكيكدة في اللقاء الذي جمع "السي.أس.سي" بالشبيبة المحلية، بحيث عاشوا نهاية أسبوع مؤلمة وكأنهم فقدوا أحدا من أفراد عائلاتهم في الحادثة. الفاجعة أنستهم فرحة الفوز على أرزيو أنصار "الموك" لم يجدوا أي منبر يبحثون فيه عن الجديد ويؤكدون تضامنهم مع الجار شباب قسنطينة، حيث اتصل بنا العديد من الأنصار وعلى رأسهم الثلاثي عبد الرزاق، عمر وعادل حتى يقدموا تعازيهم الخاصة لأسرة السنافير إدارة ولاعبين وعائلات الضحايا لهذا المصاب الجلل الذي أصابهم، والذي لا يمثل حسبهم تقاليد وثقافة الروح الرياضية لا من قريب أو من بعيد. وقد أكد "ليموكيست" أن سماعهم خبر وفاة مناصرين جعلهم ينسون فرحتهم بعد الفوز المحقق أمام أرزيو، لأن أكثر ما يهمهم هو سلامة إخوانهم وجيرانهم من "السي.أس.سي"، وأنه لا معنى للداربي القادم في ظل الظروف الحالية التي أفسدت العرس قبل الأوان وقضت على طعمه وحلاوته المعهودة. الإدارة تؤكد تضامنها وستتذكر الضحايا في الداربي القادم ولم يقتصر التضامن الكبير الذي أبان عنه "ليموكيست" لدى الأنصار فقط، بل تعداه إلى إدارة الفريق التي لم تتقبّل حتى الآن ما حدث لأنصار "السي.أس.سي" عشية الجمعة الماضي، بدليل أن ما حدث أصبح حديث الساعة بالنسبة إليهم، بحيث لم يتقبّلوا ظاهرة العنف التي أصبحت تسود ملاعب كرة القدم الجزائرية. وكإجراء تؤكد فيه تضامنها مع أسرة السنافير، قررت إدارة الموك أن تتذكّر ضحايا سكيكدة إضافة إلى ضحايا الداربي الماضي عن طريق الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواحهم من جهة، والقيام بمبادرات أخرى اتجاههم من جهة أخرى حتى يؤكدوا للجميع بأن من راحوا ضحية الكرة سيبقون دائما في ذاكرتها. كمال مدني (نائب رئيس الموك): "ما حدث شيء فظيع والقضاء على العنف مسؤولية الجميع" أكد نائب الرئيس، كمال مدني، أن ما حدث في سكيكدة شيء فظيع ولا علاقة له بكرة القدم التي تتسم بالروح الرياضية والأخلاق. إلا أن ما حدث في سكيكدة أعطى نظرة أخرى وأكد بأن العنف هو الذي أصبح يسيطر على محيط الكرة. وعلى اعتبار أن الأمور لم تكن على ما يرام بين الشباب والسكيكدية، فقد أكد محدثنا بأن السنافير جيرانه وما كان ليتركهم يتوجهوا لمشاهدة المقابلة خاصة الذين يعرفهم جيدا والمقربون منه، إلا أن أولياء الأبناء حسبه لم يلعبوا دورهم كما ينبغي في هذه النقطة، ولو أن القضاء على العنف حسبه مسؤولية الجميع. وعن أسر الضحايا قال بأن ما بيده سوى أن يقدم باسمه تعازي كل أسرة الموك التي تحترم كثيرا شباب قسنطينة إدارة، لاعبين وأنصار. "المسيرون يتحمّلون المسؤولية الكاملة ومع مجيء روراوة ومشرارة ستتحسن الأمور" ولم يفوت محدثنا فرصة ما حدث في سكيكدة ليؤكد بأن ظاهرة العنف التي تفشت في المواسم الأخيرة يتحمّل مسؤولياتها المسيرون، على اعتبار أن كل رؤساء القسم الثاني يؤكدون بأنهم سيلعبون على الصعود مع بداية كل موسم بالرغم من عدم امتلاكهم للإمكانيات اللازمة لتحقيق ذلك، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على فرق القسم الأول والتي تلعب كلها من أجل لقب البطولة. ونظرا للوعود الكاذبة، فإن الأنصار لا يتقبلون أن يلعبوا من أجل ضمان البقاء بعد خرجات رؤسائهم. إلا أنه ومع مجيء روراوة ومشرارة، فإن الأمور -حسبه- ستعود إلى طبيعتها ويتم القضاء على مختلف أشكال العنف، بدليل أن الحكام أصبحوا أفضل في تسييرهم للقاءات مقارنة بما كانوا عليه من قبل وقلّلوا نوعا ما من ظاهرة العنف بعدما كانوا طرفا فيها، إضافة إلى القرارات الردعية التي بدأت تأتي بثمارها، أضاف محدثنا. محمد بوعبد الله (ليلي) نائب رئيس لجنة أنصار سريع المحمدية :"مسؤولو الفرق يتحمّلون كامل المسؤولية في ظاهرة العنف" يعد محمد بوعبد الله، المعروف في الأوساط الرياضية في الغرب ب "ليلي" واحد ا من أبرز مناصري سريع المحمدية ويعشق الفريق البرتقالي حد النخاع. بوعبد الله وفي حديث ل"الأمة العربية" بخصوص ظاهرة العنف التي طفت بشكل رهيب على الساحة الرياضية الوطنية عبّر عن تأسفه لما وصلت إليه كرة القدم الجزائرية وكذا درجة الانحطاط الكبير الذي بلغه المناصر. ليلي أكد بأن الفرق كبير بين الماضي الذي كان فيه المناصر قدوة في الروح الرياضية ويتقبل النتيجة مهما كانت وبين الحاضر الذي أصبحت فيه أتفه الأمور تثير العنف. نائب رئيس لجنة أنصار سريع المحمدية أرجع أسباب تفشي ظاهرة العنف لمسؤولي الفرق بالدرجة الأولى، الذين لم يقوموا بدورهم في تحسيس المناصر ومطالبته بالتحلي بالروح الرياضية. ومن بين أسباب العنف حسب ليلي الحكام بقراراتهم الارتجالية وتحيزهم لفريق على حساب آخر، مما يفقد المناصر في الكثير من الأحيان أعصابه. وحسب ليلي، فإن الحد من ظاهرة العنف في الملاعب لن يتأتى بتسليط أشد العقوبات على الأندية؛ بل بإعادة هيكلة لجان الأنصار أولا وذلك من باب ضمان تحسيس الجماهير. ولقد أثنى محمد بوعبد الله كثيرا على أنصار سريع المحمدية خاصة هذا الموسم، حيث أصبح جمهور "باريڤو" مثالا يقتدي به في الروح الرياضية. وحسب ليلي، فإن لجنة أنصار سريع المحمدية قائمة بدورها على أكمل وجه وتسعى لأن يكون أنصار الصام الأحسن على المستوى الوطني. أنصار" السنافير" يشيعون جنازة فقيد سكيكدة شيعت، أول أمس السبت، جنازة المناصر الذي قتل بسكيكدة عشية الجمعة وذلك من حي جنان الزيتون في موكب رهيب طبعته تساؤلات كثيرة حول السبب الذي كان وراء الجريمة البشعة التي راح ضحيتها مناصر من قسنطينة فيما يبقى مناصر آخر مفقود حسب مصادر تلقتها "الأمة العربية" عشية أمس، ويبقى مستشفى قسنطينة يستقبل العديد من الجرحى الذين أصيبوا خلال لقاء سكيكدة. العنف يجتاح الملاعب الجزائرية من جديد قتلى، جرحى وخسائر بالمرافق الرياضية ..فأين الحل؟ من دون شك أن الحديث عن العنف الذي يجتاح الملاعب الجزائرية بصفة عامة لن يختصر في بضع كلمات أو سطور، بل يتطلب مجلدات وكتب عديدة لتشخيص الداء والبحث عن الدواء. لكننا ارتأينا في عدد اليوم أن نلمح لهذه الظاهرة القبيحة والتي مست ملاعبنا لسوء الحظ ، فالجميع يتذكر أنها لم تكن موجودة قبل عشر سنوات من الآن، فالعنف وليد العشرية الأخيرة الشيء الغريب في الأمر، أن لا أحد تمكّن من تشخيصه ولا من معرفة الأسباب الحقيقية التي تدفع إليه، واكتفى كل من تكلم عن هذه الظاهرة إلى تبادل التهم بين الجهات المعنية في محاولة منهم للتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم آخرها الأحداث المأساوية التي عاشها أنصار شباب قسنطينةبسكيكدة والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر. الصحافة، رؤساء الفرق، الحكام واللاعبون في قفص الاتهام الحديث عن العنف من دون شك يقودنا إلى الحديث عن الأنصار، فهم المنفّذ رقم واحد للعنف وهذا شيء مفروغ منه. لكن من السبب في هذه الظاهرة؟ علما أن الحشد يمكن التحكم فيه بأي طريقة، فأنصارنا لا يضاهون وحشية أنصار إنجلترا أو كما يسمون "الهوليغانز"، والذين تم ترويضهم من قبل السلطات الإنجليزية، فالجميع في بلادنا يحاول تحميل الصحافة المكتوبة بصفة عامة والرياضية بصفة خاصة مسؤولية العنف، بسبب العناوين المثيرة التي تكتب، كما أن البعض يتحدث عن دخول رؤساء الفرق في ملاسنات مباشرة عبر أمواج الإذاعة أو صفحات الجرائ، كما أن أخطاء الحكام وشجار اللاعبين يساهم بشكل كبير في هيجان المناصر وتحويل الملاعب إلى حلبة مصارعة بين أنصار الفريق.. فكل هذه العوامل من دون شك تساهم في ارتباك الأمور وتفشي ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية. مباراة كرة قدم تنتهي بسقوط عمروسي من سطح زيوي من بين الظواهر العنيفة التي مست فريق اتحاد البليدة فيما يخص ظاهرة العنف، نجد اللقاء المثير الذي لعب بين الاتحاد البليدي وفريق نصر حسين داي بملعب زيوي،و هو اللقاء الذي لم ينته مثلما بدأ بعد أعمال الشغب التي اندلعت بين أنصار الفريقين، والتي أبت أن تتوقف لساعات طويلة وانتهى الأمر بسقوط المناصر البليدي عمروسي من فوق سطح الملعب وتعرضه لنزيف داخلي كاد أن يودي بحياته لولا تدخل الأطباء في آخر لحظة. وهي المواجهة التي لا ينساها لا جمهور البليدة ولا النصرية بعد كل العنف الذي عرفته، والذي تسبب في إصابة العديد من اللاعبين على غرار بلعواد وشهلول على مستوى الرأس، وهي المقابلة التي كتبت نفسها بأحرف من دم في تاريخ العنف في الملاعب الجزائرية. "جيلالي" يطعن ويفقد حياته في السابعة عشرة من العمر ومن بين اللقاءات التي تبقى في تاريخ العنف تلك التي لعبها فريق اتحاد البليدة الموسم الماضي بملعب 5 جويلية ضد عميد الأندية الجزائرية، وهو اللقاء الذي انتهى بروح رياضية عالية بين اللاعبين، لكن أحد "أشباه الأنصار" سولت له نفسه قتل نفس بريئة في واحدة من أعنف الحوادث في ملاعبنا، حيث تلقى "جيلالي" طعنة على مستوى القلب لفظ أنفاسه على إثرها قبل الوصول إلى المستشفى. وتبرأ أنصار المولودية من الحادثة التي لا تمثل أي فريق من الفريقين العريقين، ولا حتى تاريخهما الحافل، ويبقى الجاني شخص واحد حكم عليه مؤخرا بثمان سنوات سجنا نظرا لعدم بلوغه سن الثامنة عشرة بعد. حفيظ فرڤاني:"رؤساء الفرق وعناوين الصحف السبب الأول في العنف" وبغية تنوير الرأي العام ومعرفة وجهة نظر الأنصار في هذه الظاهرة، ارتأينا أن نتنقل إلى بيت المناصر الوفي لاتحاد البليدة حفيظ فرڤاني، الذي يعتبر المسؤول عن لجنة أنصار اتحاد البليدة السابقة والمسؤول عن موقع أنصار اتحاد البليدة على الأنترنت، والذي يلعب دورا كبيرا في تحسيس المناصرين عبر الموقع قبل كل مواجهة، كما يعتبر فرڤاني حكما ومحافظا تابعا لرابطة البليدة الولائية، وهذا ما يجعله على علم بكل صغيرة وكبيرة في كرة القدم فتابعوا... الأمة العربية: كيف يرى حفيظ فرڤاني ظاهرة العنف التي اجتاحت الملاعب الجزئرية؟ حفيظ فرڤاني: باعتباري مناصرا عمره يتجاوز الأربعين، فإني عشت الفترة التي سبقت هذه الظاهرة وهي الثمانينيات والتسعينيات. وحسب معلوماتي، فإن العنف في الملاعب بدأ سنوات 2001 -2002، إذ أتذكر أننا في السابق لم نكن نشهد أي حالة طوارئ ولا اعتداءات بين الأنصار؛ بل المناصر آنذاك كان يتنقل للملعب للتمتع بالعروض الكروية الجميلة المقدمة فوق البساط الأخضر ولسوء الحظ حاليا المناصرون يتنقلون للاهتمام بما يحدث في المدرجات. * وكيف اجتاحت هذه الظاهرة ملاعبنا؟ - البداية كانت باعتداءات فردية بين الأنصار في بداية العشرية الأخيرة، وهي الاعتداءات التي لم تخمد نارها، وبدأت تنتشر وسط جميع الأنصار وتلتها احتجاجات بعض الأنصار على سقوطهم للقسم الثاني، ليبدأ العنف من هناك بسبب سقوط الفرق الكبيرة والتنقلات التي كانت تتخللها طعنات خناجر واعتداءات انتهت بالقتل في بعض الأحيان، وعمت الظاهرة حتى وصلت إلى القسم الأول، على غرار نهائي بطولة 99 بين المولودية والشبيبة الذي أقيم بوهران. * وهل بإمكانك تشخيص هذا الداء وأسبابه الحقيقية؟ - أتذكر أننا كأنصار لاتحاد البليدة حاولنا أن نحد من هذه الظاهرة بطلب تدخل رؤساء الفرق، فلم يسبق لي أن سمعت رئيسا لفريق ندّد بما فعله أنصار فريقه، بل دائما يقولون إنهم تعرضوا لمضايقات. وبهذا أرى أن رؤساء الفرق هم السبب في هذه الظاهرة، خاصة دخولهم في صراعات كلامية على أمواج الإذاعة وهذا ما يخلق عداوة بين فريقين أخوين، كما أن الرؤساء في فترة مضت ركزوا على انتداب اللاعبين والفوز بالألقاب دون الالتفاف لظاهرة العنف التي تفشت مؤخرا، واسمح لي أن أضيف شيئا. * تفضل .... - حتى بعض العناوين الصحفية ساهمت بشكل كبير في تفشي ظاهرة العنف رغم أنها تقلصت مؤخرا بعد الحملة العنيفة ضدهم. وأقول الصحفية، خاصة الصحافة المتخصصة في كرة القدم، ففي بعض الأحيان عنوان ينتهي بمجزرة، وهذا ما تنبه له الصحفيون والمسؤولون عن الجرائد، إذ تداركوا الأمر حاليا وأخذت عناوينهم خالية من هذه الظواهر. لهذا أرى أن السببين الرئيسيين للعنف هما رؤساء الفرق وبعض العناوين الصحفية. * البعض يرى أن اللاعبين والحكام يساهمون في العنف؟ - قلت السببين الرئيسيين، لأن هناك أسباب ثانوية أنا بصدد سردها، وهم الحكام أو بالأحرى أخطاء الحكام الذين يتسببون في العنف، وهو الأمر الذي يفهمه الأنصار على أنه أخطاء متعمدة، ما يثير هيجانهم. كما أن الشجار الذي يقع في الملعب بين اللاعبين يساهم في اندلاع ثورة في المدرجات، والأمثلة عديدة كون لقاء البليدة والنصرية بدأ من أرضية الميدان وانتهى بسقوط عمروسي من سطح زيوي. * وكيف نحد من هذه الظاهرة حسب رأيك؟ - الحلول موجودة والنية الحسنة هي أهم شيء، فهناك العديد من الأمثلة والبطولة الإنجليزية خير مثل نقتدي به، حيث يجب وضع كاميرات، ومراقبة الأنصار ومعاقبة كل من يخطئ بعقوبة شديدة، لكي يكون عبرة لمن تسول له نفسه خرق قواعد الروح الرياضية، كما أن إعادة تكوين لجان الأنصار ضروري ويجب تكوينها بما ينص عليه القانون، لها واجبات وأهداف. ولجنة الأنصار لا يعني الدخول مجانا للملعب كما يظن البعض، بل عملها يبدأ من الحي أياما قبل المواجهة بتحسيس الأنصار كي يدخلوا الملعب وكأنهم بصدد مشاهدة أي مهرجان. كريم كيلاني (عميد مناصري اتحاد عنابة):"العنف ينتقل من الميدان إلى المدرجات" أكد عميد مناصري اتحاد عنابة، كريم كيلاني، المعروف بحبه للفريق وتنقله معه أينما حل وارتحل، أن العنف مصدره الميدان وليس المدرجات، فلو تكون الأجواء رياضية وأخوية فوق الميدان فالمدرجات ستكون كذلك من دون شك بين الأنصار. كما حدثنا كريم بلهجة كلها حسرة عن الجمهور العنابي الذي قال إنه قد فقد بريقه بسبب كثرة المناصرين القصر الذين أصبحوا يملأون المدرجات وبطيشهم شوهوا صورة المناصر العنابي الذي كان مضرب أروع الأمثلة في الأمس القريب، لكن اليوم انقلبت كل الأمور رأسا على عقب، وما معاقبة اتحاد عنابة بمباراتين مؤخرا عقب الأحداث التي شهدها الملعب في مباراة عنابة ضد شبيبة القبائل إلا دليل على ذلك. وأضاف بأنه حضر أغلب مواجهات الفريق منذ تأسيسه موسم 1983/ 1984 ويشهد بأن الفريق في مواسمه الأولى كان يتابعه الشباب والشيوخ وكانوا وقتها يخجلون حتى من التلفظ بالكلام البذيء حتى لو ارتكب الحكم خطأ فادحا في حق فريقهم.. ولهذا فهو اليوم يفكر فعلا في اعتزال المدرجات عندما يرى شبابا يتغنى بالكلام الفاحش ويتلفظ بكلمات تصم الآذان احتجاجا على كل شيء حتى على رمية تماس في منتصف الملعب!! وحسب محدثنا دائما، فالحل يكمن في منع القصر من الدخول إلى الملاعب بمفردهم، فهذا الإجراء قد يكون كافيا لوقف الهتافات غير اللائقة. ويحلم كيلاني بأن تتحوّل مدرجات ملاعبنا كجيراننا على الأقل حتى لا نقول الأوروبيين الذين يجعلون من المباراة فرصة لإحياء الأفراح ويقصدونها مرفوقين بعائلاتهم بينما نحن تكاد مدرجاتنا أن تتحول لجسر عبور نحو القبور وهذا حسب عميد مناصري اتحاد عنابة يعود لتخلف الذهنيات أكثر من أي شيء آخر... عقوبات الرابطة لم تجد نفعا رغم العقوبات الكثيرة التي سلطتها الرابطة الوطنية على الفرق التي يتسبب أنصارها في العنف، إلا أن الظاهرة لم تتوقف، فمثلا فريق الحراش تمت معاقبته عدة مرات خلال المواسم الماضية لكن أنصاره أعادوا نفس السيناريو هذا العام باجتياحهم لأرضية الميدان في مقابلتهم ضد وفاق سطيف مما جعلهم يعاقبون بست مقابلات كاملة. وهاهي أحداث العنف تعود وبقوة هذه المرة بالنظر إلى الأحداث المأساوية التي عرفتها مواجهة شبيبة سكيكدة بالجار شباب قسنطينة والتي خلفت لحد الآن قتيلا وعدة جرحى من الجانبين. وقبل الأسبوع الماضي، فريق أهلي البرج تعرض إلى اعتداءات خارج الملعب الشيء الذي جعل مسيريه يرفضون دخول الملعب وعادوا إلى ديارهم دون إجراء اللقاء. هذا في مقابلات القسم الأول والثاني أما الأحداث التي تعيشها البطولات الجهوية والولائية فحدث ولاحرج. ويبقى السؤال المطروح هو كيف نقضي على هذه الظاهرة التي حولت ملاعبنا إلى مآس في الوقت الذي من المفروض أن يذهب المناصر نهاية الأسبوع إلى المعلب للترويح عن نفسه، فإذا به يجد نفسه في وسط معارك طاحنة في المدرجات وحتى خارج الملعب. فماذا لو كانت ملاعبنا مثل ما هو موجود في بريطانيا، لا يوجد فاصل بين أرضية الميدان والمدرجات، أكيد كل مقابلاتنا ستتوقف في بدايتها! رشيد بن محجوبة (رئيس تنظيم لجنة أنصار مولودية وهران):ظاهرة العنف خفّت بوهران بفضل العمل التحسيسي للجنة الأنصار أكد رشيد بن محجوبة، رئيس لجنة تنظيم مولودية وهران، بأن ظاهرة العنف ورغم أنها أخذت أبعادا خطيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة لأسباب عدة إلا أنها بدأت تعرف منحى إيجابيا هذا الموسم في المبارايات التي تلعبها المولودية داخل قواعدها بفضل التنظيم الجيد الدي اعتمدته الإدارة الجديدة للفريق من خلال تعزيز أعوان الملعب، حيث يحصي النادي بجعبته حوالي 80 عونا زيادة على تخصيص منشورات تدعو لنبذ العنف توزع على الأنصار قبل انطلاق كل المباراة وهو ما جعل العنف يقلّ بملعب بوعقل بفضل عملية التحسيس التي تقوم بها لجنة الأنصار في بداية الأسبوع وسط معاقل أنصار الفريق. مضيفا بأن المولودية قد عانت الموسم الماضي من ويلات العنف إلى درجة أن الظاهرة ألصقت بها وهي الصورة التي سعى الأنصار إلى محوها هذا الموسم. وعن الأسباب الكامنة وراء تفاقم الظاهرة قال بن محجوبة إن الأسباب عديدة وأهمها سوء التحكيم وكذا النتائج السلبية للفرق بالإضافة إلى الأوضاع الاجتماعية للمناصر الدي يرى في الملعب الملجأ الوحيد لإفراغ ما بجعبته من مشاكل عائلية واجتماعية وما أكثرها في بلادنا، داعيا في نفس الوقت أنصار فريقي المولودية الجمعية إلى التحلي بالروح الرياضية بمناسبة الداربي الدي سيجمع الفريقين هذا الأسبوع لأن الأمر لا يعدو مباراة في كرة القدم الفوز فيها للأحسن. ومهما كانت النتيجة، فإنها ستعود بالنفع على وهران لأنهم أبناء منطقة واحدة ويمثلون مدينة واحدة هي وهران. تلمسان بعيدة عن العنف الجسدي لكن اللفظي حاضر بقوة لا يمكن الحديث عن الظاهرة الجديدة التي أصبحت بمثابة الكابوس الحقيقي لمتتبعي كرة القدم الجزائرية والتلمسانية بصفة خاصة دون المرور على خلفيات تفشي ظاهرة العنف وسط الشباب الجزائري والذي يعتبرها البعض امتدادا واصحا لمعاناة الشباب في حياتهم اليومية، خاصة أمام تنامي ظاهرة البطالة وانتشار مختلف الآفات الاجتماعية كتعاطي المخدرات، السرقة ومعاقرة أم الخبائث الخمر. العنف بتلمسان حاضر في مختلف ملاعب الولاية، لكن بدرجة أقل بالنظر إلى عدم تسجيل حالات خطيرة مقارنة بملاعب أخرى على المستوى الوطني، لكن هناك ما هو أخطر من ذلك، وهو العنف اللفظي المنتشر بقوة وسط الملاعب التلمسانية، بحيث يردد الأنصار كلاما قبيحا يستحي لسان الفرد منا التلفظ به، بالإضافة إلى ترديد شعارات خطيرة معادية لرموز الدولة الجزائرية وبالأخص رجال الأمن مقابل الإشادة بالعمليات الإرهابية وكذلك الحرڤة وغيرها وهو ما يجعل الأمر أكثر خطورة، حيث يبقى الجميع مطالبا بإيجاد الحلول والتفكير في حل مشاكل هؤلاء الشباب بدل الصالونات والملتقيات الفخمة التي أصبحت لا تغني من جوع ولم يعد الشباب يثق فيها. وهنا يجب بعث حب الوطن وشعور المواطن الجزائري بوطنيته وافتخاره بها من جديد، لأنه عندما تلتقي شبابا في مقتبل العمر يرددون في الملاعب (كرطون في إيطاليا ولا عيشة الذل في البلاد) وهو شيء خطير يجب معالجته لأنه الدافع الأول للعنف بملاعب الوطن. وبعد دراسة واستطلاع ميداني لحالة المناصرين في تلمسان أيام المقابلات الرسمية وبالخصوص أثناء مباريات الوداد رصدنا ما يلي: غياب لجان الأنصار والإجراءات الأمنية المشددة وراء تفشي الظاهرة من خلال استطلاع مباشر وسط أنصار وداد تلمسان أثناء المباراة التي لعبت الجمعة الماضي ضد شباب باتنة، أكدت لنا بعض العينات أن غياب لجان أنصار فعالة تحرص على التنظيم الجدي للأنصار في المدرجات وتسهل دخولهم إلى الملعب هو ما يجعل المناصر في حالة قلق كبير يجعله يفعل أي شيء خلال المباراة خاصة إذا علمنا أن الملعب به أكثر من 10 أبواب لكن المكلفون بالتنظيم يصرون على فتح بابين فقط وهذا ما يجعل التزاحم كبيرا. مع الإشارة إلى تعدي بعض رجال الأمن للقانون من خلال محاولة نرفزة المناصرين بإجراءات مشددة في بعض الأحيان تتعدى القانون كالضرب بدون سبب وهو ما يعاني منه حتى رجال الإعلام في الدخول إلى أرضية ملعب بيروانة فما بالك بحال الأنصار الذين يتعدى عددهم في كل مباراة 16 ألف متفرج. رشيد بوراوي رئيس وداد تلمسان:الحڤرة وتحيز الحكام سبب العنف في الملاعب لم يكن رأي رئيس وداد تلمسان، رشيد بوراوي، مختلفا عن المنطق عندما أكد بأن الشعور بالحڤرة خاصة في برمجة المباريات مع تمييز فريق على آخر يجعل الأنصار في حالة قلق ويفقدهم أعصابهم بالإضافة إلى التحيز الواضح للحكام في بعض المباريات، مستشهدا بما قام به حكم مباراة الوداد بأولمبي العناصر الموسم الماضي، بن باقة، والذي أدار المباراة بشكل غير عادي وتسبب في حدوث مأساة حقيقية على أرضية ملعب الإخوة زرقة نتيجة خروجه الواضح عن القانون وعدم احتسابه لهدف شرعي للوداد بالإضافة إلى نرفزته للأنصار الذين ثاروا ضد قراراته. رئيس وداد تلمسان وإن صرح بأنه ضد مثل هذه التصرفات، إلا أنه طالب بإبعاد الجراثيم التي تنخر كرة القدم الجزائرية والحفاظ على المنافسة الرياضية وفقط بعيدا عن الأمور غير الرياضية قصد الرجوع بكرة القدم الجزائرية إلى عهدها الذهبي الضائع. يوسف منصري الملقب بعواقة مناصر الوداد الذي يصنع الفرجة في المدرجات :كرة القدم متعة والعنف بعيد جدا عن عاداتنا بعد تفكير عميق في اختيار المناصر المناسب لاستفساره عن تفشي ظاهرة العنف في الملاعب، توجهنا مباشرة إلى المناصر الوفي لوداد تلمسان سواء داخل تلمسان أو خارجها، إنه يوسف منصري صاحب 24 ربيعا الملقب بعواقة والذي وجدناه في حالة جد مأساوية نتيجة فقدانه لأعز أصدقائه في حادث مرور مؤلم عقب تأهل الوداد على حساب جمعية الخروب أثناء رحلة العودة حيث تعرضت سيارتهم إلى حادث مرور كان الناجي الوحيد منه فيما توفي زميله إبراهيم بسايح وبقي اثنان آخران لحد الآن بمستشفى فرانس فانون بالبليدة تحت العناية المركزة لأزيد من شهر ونصف. يوسف تحدث إلينا بكل حسرة عن فقدان زميله إبراهيم مؤكدا بالمقابل حبه الكبير لوداد تلمسان مضيفا بأن إبراهيم هو شهيد من الشهداء الذين ماتوا من أجل أن تعود الوداد إلى مصاف الكبار، مطالبا الجميع بضرورة التحلي بالروح الرياضية في الملاعب التي أصبحت حسب رأيه مأوى للصراعات والمشادات بين الشباب فيما بينهم وهو غير المنطقي، معتبرا وجوده على المدرجات رفقة زملائه من أجل التمتع لا غير ومناصرة فريقه الوداد بما تسمح به أخلاقيات اللعبة بعيدا عن العنف بنوعيه الجسدي أو اللفظي مطالبا في المقابل من الهيئات المشرفة على كرة القدم الجزائرية باستحداث مرافق ترفيهية في الملاعب ومعاقبة المتسببين في العنف خاصة الحكام. وفي الأخير ترحم يوسف على روح صديقه إبراهيم وتمنى بالمقابل الشفاء لصديقيه الآخرين.