والدي من مستغانم وأحب زيارة الجزائر كلما أتيحت لي الفرصة مباراة أم درمان تعتبر مباراة القرن دانيال بروكنر لاعب كرة قدم جزائري من مواليد روستوك الألمانية في 14 فيفري 1981، وينشط كمهاجم في فريق آس سي بادابورن من الدرجة الثانية الألمانية، من أب جزائري وأم ألمانية إلا أنه يبدي تعلقا كبيرا بالجزائر، كما أعلن في هذا الحوار الشيق مع جريدة "الشباك" أنه ينتظر دعوة من المنتخب الجزائري والتفاتة من الناخب الوطني الجديد من أجل تدعيم خط الهجوم مستقبلا. في البداية هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الجزائري؟ صراحة أن جد سعيد بهذه الالتفاتة من جريدتكم التي تعطي أهمية للاعبين الجزائريين في كامل أنحاء العالم، كما أنه سيكون أول حوار لي مع صحيفة جزائرية وأريد أن أعرف نفسي للجمهور الجزائري .. اسمي دانيال بروكنار من مواليد 14 فيفري 1981 بروستوك بألمانيا، تربيت وكبرت بهامبورغ مع الوالدين اللذين يمتلكان جنسيتين مختلفتين، فالوالد من جنسية جزائرية وبالضبط من مستغانم، وأما الوالدة من جنسية ألمانية، أنا مشبع بالثقافة الجزائرية فوالدي لا يهمل العادات والتقاليد بدءا بزيارة الأقارب وصيام رمضان، بالرغم من اختلاف التقاليد مع الوالدة التي لم تعارض أبدا طريقة تربيتي وشجعتني كثيرا في مسيرتي الكروية. هل لنا أن نعرف الأندية التي لعبت لها خلال مسيرتك الكروية؟ بدأت مسيرتي الكروية مع فريق فيردر بريمن الألماني، حيث لعبت مع هذا النادي في صنف الهواة، ثم فريق روت فايس آرفورث، الذي كان آنذاك في الدرجة الثالثة، ثم تحولت إلى فريق كرويتة فورث أيضا في الدرجة الثالثة، وبعدها بدأت الاحتراف فى الفريق الذي أنشط فيه حاليا وهو آس سي بادابورن من الدرجة الثانية الألمانية، ونحن نسعى للصعود إلى القسم الأول من البوندسليغا ومواكبة الفرق الكبيرة من أجل أن أظهر للعيان بشكل أكبر. ما هو المنصب الذي تلعب فيه مع ناديك؟ في بداية مسيرتي الكروية كنت أنشط كلاعب وسط ميدان هجومي، لكن في فريقي الحالي أصبحت ألعب كقلب هجوم صريح، وهذا ما ساعدني على التألق كثيرا وتسجيل العديد من الأهداف. هل سبق لك وأن زرت الجزائر؟ أنا أزور الجزائر كلما أتيحت لي الفرصة لملاقاة العائلة الكبيرة في مستغانم التي أحييها، ولا أخفي عليك أني أجد راحتي كثيرا في الجزائر ففي اعتقادي هي من أجمل البلدان خصوصا بكرم أبنائها وهو ما يميز الجزائريين عن باقي دول العالم، وأريد أن أضيف لك معلومة .. تفضل .. سبق لي وأن قضيت سنة كاملة في الجزائر أيام الطفولة وأحمل ذكريات لا تنسى في مدينة مستغانم، وهذا سبب تعلقي بهذا البلد الكبير وإن شاء اللّه سأزور الجزائر من جديد وسألتقي العائلة التي اشتقت إليها كثيرا. وماذا تعرف عن الكرة الجزائرية؟ صراحة أتابع كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب الجزائري .. نعم أعرف وأتابع كل مباريات الخضر، وفيما يخص البطولة الجزائرية فإني لا أتابعها كثيرا لضيق الوقت لكن أعرف عدة أندية أمثال فريق شبيبة القبائل، الذي أتمنى له النجاح في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، كما أعرف مولودية وهران وإتحاد العاصمة عن طريق الجالية الجزائرية التي تتحدث كثيرا عن الكرة الجزائرية، ما يؤكد الشعبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم في الجزائر. ما رأيك في مباراة الخضر أمام المنتخب المصري التي جرت بأم درمان؟ أظن أن مباراة أم درمان تعد مباراة القرن، تابعتها على الأعصاب رفقة أصدقائي من الجالية الجزائرية وكدت أفقد أعصابي قبل انطلاق المباراة إلا أن صديقي عنتر يحيى استطاع أن يريح شعبا بأكمله، كما أكد المنتخب الجزائري تفوقه على المنتخب المصري وأحقيته بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. ما هو تعليقك على مسيرة المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا 2010؟ لقد تابعت مسيرة المنتخب الجزائري في المونديال الإفريقي بكل جوارحي وتمنيت أن يمر أشبال سعدان إلى الدور ثمن النهائي، كما أني فرحت كثيرا لنتيجة التعادل التي حققها المنتخب أمام إنجلترا حيث كان أداء اللاعبين مذهلا علق عليه جميع زملائي في آس سي بادابورن والكل اندهش للأداء الرائع الذي قدمه رفقاء مبولحي، وأظن أن المستوى الذي ظهر به الخضر كان منطقيا بما أنها أول تجربة لهم وإن شاء اللّه سيتواصل العمل الجاد في السنوات المقبلة ولم لا التأهل إلى الدورة المقبلة في البرازيل. في رأيك ماذا كان ينقص المنتخب من أجل تسجيل الأهداف؟ صراحة ليس من اختصاصي أن أعاتب اللاعبين ولا يمكنني أن أعرف الأسباب الحقيقية بما أنني كنت بعيدا عن المنتخب، إلا أني أؤكد لك أن خط الهجوم لا يتحمل أي مسؤولية بل بالعكس فهو قدم الكثير إلا أن سوء الحظ لاحق جبور الذي فشل في التسجيل أمام المنتخب الأمريكي بعد أن اصطدمت كرته بالعارضة وفشل المهاجمون في التهديف لاحق حتى اللاعب واين روني الذي أوقفه بوڤرة بامتياز. هل تمنيت أن تكون ضمن صفوف المنتخب الذي شارك في المونديال؟ طبعا هذا حلم أي لاعب محترف، فأنا كذلك كنت أود تواجدي معهم للعب مع المنتخب لتشييد ورفع ألوان العلم الجزائري في جنوب إفريقيا، إلا أني كنت معهم بكل جوارحي كأي مناصر جزائري غيور على بلده وأشكر كل اللاعبين الذين قدموا أداء مبهرا. سمعت أن المنتخب الوطني أصبح تحت قيادة المدرب بن شيخة فهل تنتظر استدعاء من قِبل المدرب الجديد؟ إن شاء اللّه، فهذا الحلم راودني منذ صغري وأنا في انتضار الاستدعاء من المدرب الوطني لأعطي كل ما لدي لمساعدة منتخب بلدي، لأني جاهز في كل وقت ولا أعطي أبدا ظهري للجزائر، وأعد أنصار الخضر أنني سأقدم كل ما أمتلكه من طاقة من أجل حل عقدة الهجوم وفك اللغز الذي خيم مطولا على المنتخب الوطني، وأريد أن أوضح لك أن عامل السن لا يعني شيئا في عالم الكرة، هذه القاعدة أثبتها العديد من اللاعبين كبار السن، وأنا من جهتي مازلت قادرا على العطاء وسأضع كل إمكاناتي تحت تصرف المنتخب في حال ما إذا تلقيت الدعوة. وماذا عن طموحاتك وأحلامك المستقبلية؟ أتمنى الصحة واللياقة البدنية التامة لأتابع مشواري الكروي بدون أي صعوبات أو إصابات، وأتمنى كذلك أن أتلقى استدعاءً من قِبل الناخب الوطني السيد عبد الحق بن شيخة، وأتمنى إن شاء اللّه الصعود مع فريقي آس سي بادابورن إلى الدرجة الأولى في البوندسليغا، كما أتمنى أن يوفق المنتخب الجزائري في الوصول إلى كأس أمم إفريقيا 2012 وتخطي عقبة المنتخب المغربي. كلمة اخيرة للجمهور الجزائري. أولا أشكركم على الإتصال بي ولو أني غير معروف في الجزائر بسبب الاسم الأوروبي الذي أحمله والذي شكل عائقا كبيرا بالنسبة لي، وأشكر جريدة "الشباك" وأحيّي من مكاني هذا كل الشعب الجزائري سواء كانوا في أوروبا أو في الجزائر، لأنه شعب يمتاز بحب الوطن وشغفه الكبير بكرة القدم، وأطلب من الجماهير الجزائرية الوقوف إلى جانب المنتخب بما أنهم يعتبرون اللاعب رقم 12 ولعبوا دورا كبيرا في النتائج الأخيرة التي حققها المنتخب.