سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهداف الجزائري الأول في البطولات الأوروبية الموسم الماضي فؤاد بوڤرة في حوار ل الشباك
في تونس عشت أوقتا صعبة، كانوا يشتمونني وحدي في التدريبات وحتى في منزلي وعندما أمضيت في عنابة ارتحت نفسيا
في حوار مطول مع المهاجم الدولي السابق فؤاد بوڤرة، والمحترف حاليا بالدوري المجري مع نادي "غيوري" الذي يعد من أقوى الفرق هناك، وقد برز الجزائري في بداية هذا الموسم بتسجيله 7 أهداف، مواصلا التألق الذي عرف به الموسم الماضي، أين سجل 13 هدفا في آخر 15 لقاءً خاضه في الدوري المجري. بداية كيف هي أحوال فؤاد بوڤرة وماذا يفعل حاليا؟ حاليا أنا متواجد في عطلة بفرنسا بعد توقف البطولة المجرية بسبب الثلوج التي تتهاطل في هذه الفترة، حيث أنهينا مرحلة الذهاب وسنستأنف اللعب بداية من شهر فيفري القادم إن شاء الله. لو نسألك من هو فؤاد بوڤرة ما تكون الإجابة؟ فؤاد بوڤرة لاعب كرة قدم جزائري، أبلغ من العمر حاليا 29 سنة وألعب لنادي "غيوري" المنتمي للقسم الأول المجري لعبت لنادي"نانت" مدة ثلاث سنوات، نصفها مع الفريق الرديف، بينما النصف الآخر فلعبته مع الفريق الأول الذي كان ينشط في القسم الأول الفرنسي. بعد انتهاء عقدي انتقلت للنادي الإفريقي التونسي، أين أديت موسما جيدا لكنني تعرضت لإصابة في إحدى لقاءات المنتخب ووقعت لي مشاكل مع مسيري النادي وأنصاره الذين اتهموني بالغش لإنتقل بعدها لاتحاد عنابة ثم شبيبة بجاية في بداية الموسم الماضي، قبل أن أنتقل خلال "الميركاتو" الشتوي إلى نادي "نيرينغازا" المجري، خاصة أنّي كنت أنتظر تحديا جديدا بعدما لم تتح لي الفرصة في بجاية، لعبت 6 أشهر هناك لكن النادي سقط للقسم الثاني، فالتحقت بنادي "غيوري" الذي قدّم لي عرضا محترما وأنا مع الفريق منذ بداية، حيث تسير الأمور على أحسن ما يرام. وهل كنت تتوقع أن يكون مشوارك بهذا الشكل؟ في الحقيقة لا... فعندما بدأت في "نانت" كنت أنتظر أكثر مما وصلت إليه الآن، لكن للأسف لم تسر الأمور جيدا في آخر سنة من عقدي مع الفريق، فتركت البطولة الفرنسية وانتقلت للنادي الإفريقي مع بداية الموسم، أين كانت بدايتي هناك ممتازة وحتى المنتخب استدعاني في تلك الفترة نظرا لتألقي في تونس ولعبت أمام بوركينافاسو. ما سبب تراجع مستواك؟ لقد مررت بتجربة خاصة بعد انتهاء عقدي مع "نانت"، كانت لي الكثير من الاتصالات مع عدة أندية فرنسية الناشطة في الدرجة الثانية، إلى جانب بعض الأندية البرتغالية، لكنني كنت متخوفا من البقاء بدون فريق وأردت أن الانضمام إلى ناد جديد بأسرع وقت ممكن، ولهذا أمضيت سريعا في النادي الإفريقي التونسي خاصة وأنّ عرضهم كان مغريا. كيف تقيّم تجربتك في الدوري الفرنسي؟ لم ألعب كثيرا في الدوري الفرنسي، حيث تركته وأنا متعطش للبقاء واللعب أكثر هناك، لكن للأسف تعرضت لإصابة أجبرتني على البقاء مدة شهرين دون تدريب، وهو ما أثر عليّ في تلك الفترة التي كان فيها المدرب يعتمد علي كثيرا، لكن كل ذلك ضاع بسبب الإصابة وأنا راضٍ بما كتبه الله لي. بعد ذلك لعبت في النادي الإفريقي.. وهو كذلك، كما سبق وذكرت انتقلت إلى تونس وبالضبط إلى النادي الإفريقي الذي قدّم لي عرضا جيدا من الجانب المالي وحتى الجانب الرياضي، حيث كان الفريق سيشارك في رابطة أبطال العرب وهو ما شكّل حافزا آخرا للانضمام إليهم رغم تواجد بعض العروض من الليغ 2 ومن البرتغال، لكن تلك الأندية طلبت منّي الانتظار قليلا قبل التوقيع على العقد، على عكس عرض النادي الإفريقي أين تمت الأمور بسرعة وتخلصت من هاجس قضاء موسم أبيض. وما السبب تركك للنادي الإفريقي؟ في البداية كانت الأمور ممتازة مع النادي الإفريقي، أين كنت قطعة أساسية في الفريق وسجلت عديد الأهداف هناك وحتى النتائج التي كنا نحققها كانت رائعة، بلغنا نصف نهائي كأس رابطة أبطال العرب، كل هذا لم يمرّ على الناخب الوطني مرور الكرام، حيث تلقيت استدعاء ولعبت مباراة أمام بوركينا فاسو، أين تلقيت إصابة وعدت إلى الفريق الذي كان يستعد للعب مباراة نصف نهائي رابطة الأبطال، لكنني لم أكن جاهزا وتحدثت معهم عن إصابتي وهو ما لم يصدقوه، واتهموني بالغش وبأنّي أريد ترك الفريق من أجل العودة لأوروبا، خاصة أنّ عديد الفرق كانت مهتمة بي، الفريق كان بحاجة لخدماتي في هذا الدور لكن كان من المستحيل أن ألعب، وبعد ذلك أقصي النادي الإفريقي من المنافسة، ما جعل الجميع يحمّلني مسؤولية ذلك خاصة بعض المسيرين واللاعبين المنافسين لي، فحرضوا علي الأنصار الذين كانوا يشتمونني في المنزل وفي تدريبات الفريق، لقد مررت بتجربة أشبه بالكابوس. كان الأمر صعبا.. فكيف واجهته؟ نعم.. كانت الأمور صعبة كثيرا، فلقد عانيت الأمرين هناك في تونس وأكثر ما حزّ في نفسي تصرف الأنصار اتجاهي، لقد حمّلوني وحدي المسؤولية وجعلوا منّي كبش الفداء، لكن الأنصار كانوا محرضين من قِبل بعض المسيرين واللاعبين، بعد ذلك وصلت إلى مرحلة لم أستطع فيها الاحتمال أكثر فطلبت من الفريق أن يسرحني لإحدى الفرق التي طلبت خدماتي، لكن المسيرين طلبوا غاليا وكانوا يريدون الانتقام منّي، ثم قررت العودة إلى التدريبات وقلت لهم سأبقى في الفريق وستدفعون مستحقاتي رغم أنّي لن أقوم بأي شيء وهنا لأن موقفهم قليلا، فجاء عرض إتحاد عنابة حيث خفضوا مطالبهم المالية وتمكن منادي من إقناعهم بتسريحي. وكيف كانت تجربتك في عنابة؟ انتقلت إلى إتحاد عنابة منتصف الموسم، وقد ارتحت نفسيا بعد هذا الانتقال خاصة أنّي وجدت راحتي باللعب في بلادي، أين كانت الأجواء ممتازة وتعودت على الأمور كثيرا، فالعيش في الجزائر لا يقدر بثمن خاصة عندما نتحدث عن الجانب الاجتماعي، أمّا من الجانب الرياضي فلقد سجلت بعض الأهداف في المباريات التي لعبتها مع الفريق في موسمي الأول، أمّا في الموسم الثاني فقدت مكانتي الأساسية، رغم لعبي للعديد من المواجهات التي سجلت فيها أيضا وهو ما دفعني لمغادرة الفريق متجها صوب الشبيبة البجاوية. لكن تجربتك في شبيبة لم تعمر طويلا؟ نعم لم أبق في بجاية أكثر من 6 أشهر، حيث أن المدرب مناد أصبح لا يعتمد علي في الفريق واحترمت قراره وتقبلته، ليأتي العرض المجري عن طريق مناجيري حميد قجالي وانتقلت إلى نيرينغازا في منتصف الموسم، وهو ما كان يشكل تحديا جديدا لي من أجل بعث مشواري الكروي في بطولة أوروبية تمتاز بالعمل الكبير على المستوى البدني. حدثنا عن مغامرتك في نيرينغازا.. العرض جاء منتصف الموسم وعقب فترة صعبة مررت بها، حيث كنت لا ألعب مع شبيبة بجاية، وعندما حدثني قجالي عن الانتقال إلى هناك فكرت قليلا قبل أن أوافق، خاصة أنّ هذا قد يفتح لي باب العودة بقوة، في البداية وجدت بعض الصعوبات في بلد لا يقطنه الكثير من الجزائريين، كما أنّ المناخ مختلف تماما وفي أيامي الأولى مع الفريق تعرضت لإصابة بعد فترة التحضير التي دامت شهرين وسط ظروف مناخية قاسية حوالي 15 درجة تحت الصفر، وهو ما حرمني من لعب ثلاث لقاءات قبل أن اعتاد على الأجواء. الفريق كان في وضعية صعبة وكنا نلعب لأجل تفادي السقوط، لعبت آخر اثني عشر لقاءً من بينها 10 كأساسي، سجلت فيها 10 أهداف، وثلاث لقاءات في الكأس سجلت فيها ثلاث أهداف لكن للأسف لم نتمكن من إنقاذ الفريق من السقوط. لكنك أديت ما عليك في الفريق رغم سقوطه للدرجة الثانية؟ صحيح أنّي سجلت 13 هدفا مع الفريق من بينها 6 أهداف في آخر لقاءين، كنا نريد إنقاذ الفريق لكن هذا لم يحدث وسقطنا إلى الدرجة الثانية المجرية، قدمت ما علي ولم أغش هناك لكن السقوط يبقى بمثابة النقطة السوداء في هذه التجربة. غادرت الفريق بعدها وانضممت إلى غيوري... فما الذي جعلك تفضله عن بقية العروض؟ بعد سقوط نيرينغازا إلى القسم الثاني، أردت تغيير الأجواء نحو نادٍ أفضل سيما وكان بحوزتي العديد من العروض من المجر ومن خارجها، لكنني اخترت غيوري لأنه كان العرض الأفضل خاصة أنه من أكبر الأندية المجرية، كما أن مشاركة الفريق في الأورو ليغ حفزتني على الانضمام إليه لأن النادي أكمل الموسم الماضي في المرتبة الثالثة. وكيف تسير الأمور إلى حد الآن؟ الأمور تسير بشكل ممتاز في الفريق، فاللاعبين يشكلون عائلة واحدة ونتفاهم جيدا فيما بيننا، صحيح أنّ النتائج ليست في صالحنا في البطولة بعد أن ضيّعنا عديد النقاط بسبب البرمجة المكثفة التي مررنا بها، حيث كنا نلعب كل يومين أو ثلاث لكننا سنحاول تحسين النتائج في مرحلة العودة إن شاء الله. لقد لعبت أغلب المواجهات رغم البداية الصعبة، أين كنت أنافس مهاجم قدم من نادي "تشيلزي" الإنجليزي، لكنني استرجعت مكانتي في الفريق بعد ذلك رغم أنّي لعبت في عدة مناصب سواء في وسط الميدان أو في الهجوم وسجلت سبع أهداف لحد الآن. ماذا عن التجربة في الأورو ليغ؟ اللعب في الأورو ليغ كان أحد أهم الأسباب التي دفعتني إلى اختيار "غيوري"، وقد شاركت في بعض المباريات كاحتياطي نظرا لالتحاقي المتأخر بالفريق، لكن بعدها تمكنت من تسجيل هدف كما تفوقنا على نادي "مونبوليي" الفرنسي، لكننا تعرضنا للإقصاء في الدوري التمهيدي الأخير أمام دينامو زغرب وهو النادي الذي يقوده وحيد حليلوزيتش. الفريق أنهى مرحلة الذهاب في وسط الترتيب رغم أنّ الهدف في بداية الموسم كان اللعب على اللقب؟ نعم هذا صحيح، لقد ضيّعنا الكثير من النقاط في المباريات الأولى، حيث كنا نلعب على جبهتين البطولة وكأس الدوري الأوروبي، حيث لعبنا ثماني مباريات متتالية في الأوروليغ وكنا نلعب في نفس الوقت مباريات البطولة، وهو ما جعلنا نعاني من الإرهاق فلعب مباراة كل يومين أو ثلاث ليس بالأمر الهين لكننا شيئا فشيئا استرجعنا وأنهينا النصف الأول من البطولة في المركز العاشر على بُعد تسع نقاط من صاحبي المركزين الثاني والثالث، وهو ما يعني أنّ اللعب من أجل التأهل إلى منافسة أوروبية لازال ممكنا بشرط التعامل بكل جدية في لقاءات مرحلة الإياب. هل تلقيت أي عروض من بطولات أوروبية أخرى؟ بصراحة لا أستطيع أن أجيبك عن هذا السؤال، مادام الأمر لم يتم بعد، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا على قضاء حوائجنا بالسر والكتمان. وماذا عن البطولة الجزائرية، ألا تهمك تجربة جديدة فيها؟ في الوقت الحالي لا، فاللعب في البطولة الوطنية لا يستهويني خاصة أنّي تعودت على الأجواء هنا في المجر، أين ألعب لفريق يعتبر من بين أقوى الأندية هنا كما شاركت في بطولة أوروبية والعودة للجزائر بعد كل هذا لا تهمني، خاصة أنّي أجد المستوى هنا أحسن والأمور أكثر احترافية خصوصا من ناحية المنشآت الرياضية ولهذا أفضل البقاء في أوروبا في الوقت الراهن. لعبت في الجزائر وفي البطولة المجرية التي تعتبر مجهولة للجزائريين فأي البطولتين أقوى وما هو الفرق بينهما؟ نعم كانت لي تجربة في البطولة الوطنية مع ناديي شبيبة بجاية وإتحاد عنابة، وأنا حاليا في سنتي الثانية بالبطولة المجرية بعد أن لعبت الموسم الماضي لنيرينغازا وبكل صراحة أجد البطولة المجرية أقوى من الجزائرية، كما أنّ الأندية هنا تزخر بمنشآت وملاعب جيدة عكس ما هو الحال في الجزائر وهنا أود إضافة شيئا آخرا تفضل.. في المجر وفي بلدان أوروبا الشرقية بشكل عام هناك عملا كبيرا على المستوى البدني والتقني، كما أننا نشاهد عديد المباريات الجميلة في البطولة مقارنة مع نظيرتها الجزائرية، وفي اعتقادي هناك بعض الأندية الجزائرية التي لها مستوى البطولة المجرية كشبيبة بجاية، شبيبة القبائل، وفاق سطيف، مولودية الجزائر وحتى جمعية الشلف، لا أقول أن لها مستوى أكبر الفرق المجربة لكن باستطاعة الفرق التي ذكرتها لك إنهاء الموسم هنا في منتصف الترتيب. وكما تعلم فإن نادي غيوري تفوق على مونبوليي الفرنسي في الأوروليغ، حيث فزنا عليهم بملعبهم وهو ما يؤكد مستوى هذا النادي الذي تفوق على أحد أفضل الأندية الفرنسية الموسم الماضي، لكن مسيرتنا توقفت أمام دينامو زغرب الذي يقوده المدرب المعروف لدى الجزائريين وحيد حليلوزيتش، حيث انهزمنا بنتيجة 2-0 ، وقد تفوقوا بعد ذلك على فياريال الإسباني بثنائية نظيفة، وهو ما يدل على قوة هذا الفريق الذي لعب تصفيات رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم قبل أن يواجهنا. حاوره: أمين.م