بعد أن تناولنا أمس مشوار لاعبينا المستدعين من طرف المدرب الوطني سعدان إلى تربص سويسرا مع أنديتهم، إرتأينا اليوم أن نركز على فعاليتهم أمام المرمى من خلال جمع عدد الأهداف التي سجلوها في مختلف المنافسات التي لعبوها طوال الموسم، سواء في البطولة، الكأس أو المنافسة الأوروبية بالنسبة للمحترفين أو القارية والإقليمية بالنسبة للاعب المحلي الوحيد المتواجد في قائمة21 وهو العيفاوي (حراس المرمى غير معنيين بهذه الإحصائيات)، كما أننا قمنا باحتساب الأهداف التي سجلها اللاعبون مع المنتخب الوطني سواء في اللقاءات التصفوية الأربعة التي جرت هذه السنة الخاصة بنهائيات كأس إفريقيا والعالم أمام زامبيا، رواندا ولقاءي مصر في القاهرة وأم درمان، إلى جانب لقاءات نهائيات دورة أنغولا واللقاء الودي الوحيد أمام الأوروغواي (مباراة صربيا لم يسجل فيها “الخضر”). جبور، غزال وبودبور أحسن هدافين ب 7 أهداف فقط تبقى أهم خلاصة خرجنا بها بعدما جمعنا عدد الأهداف التي سجلها لاعبونا هذا الموسم في مختلف المنافسات التي لعبوها هي معاناتهم من العقم أمام الشباك، فلا أحد منهم تجاوز 7 أهداف وهو رقم ضعيف جدا بلغه 3 لاعبين فقط ويتعلق الأمر ب: جبور، غزال وبودبوز الذين رغم اللقاءات الكثيرة التي لعبوها خاصة بالنسبة إلى الثنائي الأخير، حيث لعب بودبوز 36 لقاء وغزال 41 لقاء كاملا (معدل هدف تقريبا في كل 6 لقاءات) إلا أنهم لم يقدروا على هز شباك المنافسين أكثر من 7 مرات فقط، في وقت أن جبور سجل حصيلته في مجموع 24 لقاء خاضه. غزال صام عن التهديف 36 مرة في 41 لقاء لعبه هذا الموسم تبقى الحصيلة الكارثية لمهاجم نادي سيينا عبد القادر غزال تدعو إلى الغرابة والتخوّف أيضا لما نعلم أنه سجل 6 أهداف فقط هذا الموسم في “الكالتشو” الإيطالي من مجموع 31 لقاء لعبه، والأكثر من ذلك أن هذه الأهداف جاءت موزعة على 4 لقاءات فقط بعد أن سجل ثنائية في مرمى جوفنتوس وأخرى في مرمى باري وهو ما يؤكد أنه صام عن التهديف في 27 لقاء كاملا، ولو نحتسب جميع مبارياته التي خاضها هذا الموسم في جميع المنافسات التي لعبها مع ناديه و“الخضر“ ونقارنها بإجمالي أهدافه في موسم 2009/2010 نجد أنه سجل 7 أهداف في 5 لقاءات وصام عن التهديف في 36 لقاء آخر. مسلوب أفضل هدّاف جزائري في أوروبا وبقراءة مجموع الأهداف التي سجّلها المهاجمون الجزائريون الذين ينشطون في أوروبا سواء الموجودون في قائمة 25 التي أعلنها سعدان أو الذين لم يستدعوا إلى “الخضر“، نجد أن أفضل هدّاف على الإطلاق هو مسلوب مهاجم “لوهافر” الفرنسي الذي سجل 8 أهداف وتبعه بودبوز، جبور وغزال ب 7 أهداف، ثم يأتي اللاعب الدولي السابق أكرور ب 6 أهداف مع “ڤرونوبل” وهي حصيلة تبقى مقبولة للاعب بلغ 36 سنة ويلعب في الدرجة الأولى من البطولة الفرنسية والذي تساوى في عدد الأهداف مع مهاجم نادي برلين الألماني كريم بن يمينة الذي سجل بدوره 6 أهداف. زياية سجّل هذا الموسم 27 هدفا أما إذا نظرنا إلى أفضل هدّاف جزائري على الإطلاق هذا الموسم، فإن مهاجم إتحاد جدة السعودي عبد المالك زياية يبقى هو الأفضل لأن حصيلته كانت إستثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد أن سجل 27 هدفا، من بينهم 15 في المنافسة الإفريقية مع وفاق سطيف و5 أيضا في البطولة الوطنية، قبل أن يتمكن من تسجيل 6 أهداف مع ناديه الجديد إتحاد جدة الذي إنضم إليه في بداية شهر فيفري المنصرم. غيابه مشكل عويص ومخاوف من سيناريو أنغولا حصيلة زياية من الأهداف هذا الموسم لا يمكن مقارنتها بحصيلة أي لاعب جزائري آخر، خاصة الذين إستدعاهم سعدان إلى تربص “كرانس مونتانا“ وهم المرشحون أن يكونوا في قائمة ال 23 التي ستمثل الجزائر في نهائيات كأس العالم المقبلة، وهو ما يعد مشكلا حقيقيا، لا سيما أن الجزائر ستكون منقوصة من قناص حقيقي للأهداف في صورة زياية الذي رفض استدعاء سعدان ما يثير الكثير من المخاوف من تكرار سيناريو دورة أنغولا الأخيرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا أين تمكن رفقاء مطمور من تسجيل هدف واحد في 5 لقاءات كاملة إذا استثنينا مواجهة كوت ديفوار وهي حصيلة ضعيفة جدا إن لم نقل كارثية. بلعيد ومنصوري دون أي هدف وزماموش سجّل ومن جملة 21 لاعبا المتواجدين في سويسرا، نجد أن معظمهم سجل هدفا على الأقل رغم حصيلتهم الضعيفة ما عدا الثنائي بلعيد - منصوري الذي صام تماما عن زيارة شباك المنافسين وهو أمر غير مقبول، خاصة لقائد “الخضر“ الذي يلعب في وسط الميدان وهو الذي خاض هذا الموسم 32 لقاء بإحتساب مواجهاته مع ناديه ومع “الخضر“. يذكر أن حارس مولودية الجزائر لمين زماموش سجل هدفا هذا الموسم وهو أفضل من الثنائي بلعيد – منصوري بعد أن حصل ذلك في ثمن نهائي كأس الجمهورية أمام إتحاد العاصمة عن طريق ركلة جزاء. سعدان في ورطة والبركة قد تأتي من المدافعين مع عدم وجود هدّاف حقيقي في المنتخب الوطني، في ظل غياب زياية ونقص فعالية المهاجمين الذين إختارهم سعدان في قائمته، فإن الحل خلال المونديال القادم قد يأتي من المدافعين الذين غالبيتهم سجل هذا الموسم ما عدا بلعيد، فلاعب مثل بلحاج سجل 5 أهداف كاملة وهي حصيلة مرتفعة لمدافع ولو أن من يعرف الحس الهجومي للاعب بورتسموث لن يتفاجأ بذلك مثلما لن يفاجأ بثلاثية كل من مصباح وبوڤرة وحتى مدافع الوفاق العيفاوي المعروف عنه قوته في الكرات العالية، يضاف إلى ذلك تعوّد المدافعين الدوليين على التهديف مع “الخضر“ في صورة عنتر يحيى، حليش، بوڤرة وبلحاج طبعا. مترف وحاج عيسى سجّلا 10 أهداف ويبقى في يد المدرب الوطني سعدان حلا آخر ويتمثل في الثنائي مترف - حاج عيسى المتواجد في القائمة الاحتياطية، فكل واحد من لاعبي وفاق سطيف سجل هذا الموسم 10 أهداف (أفضل من كامل التعداد المتواجد في سويسرا) ولو أن احتساب 11 هدفا للاعبين يبقى ممكنا لما نعلم أن مترف مثلا كان وراء الهدف الذي سجله مدافع دوالة على حارس مرماه في المنافسة الإفريقية دون أن يحتسب لفائدته، وأن حاج عيسى سجل هدفا في مرمى جوفنتوس في لقاء استعراضي بالسعودية، ووجب التوقف عند نقطة أخرى مهمة جدا ألا وهي أن مترف يعتبر أفضل ممرر على الإطلاق بعد أن مد زملاءه في الوفاق هذا الموسم ب 19 تمريرة حاسمة وهو رقم مرتفع وباحتساب الأهداف التي سجلها يجعله أفضل لاعب دون منازع في بطولة الموسم الحالي في الجزائر. كل المنتخبات المشاركة في المونديال تملك هدّافا حقيقيا إلا ّ“الخضر“ بالحديث عن عقم مهاجمي “الخضر“ وعدم وجود قناص حقيقي للأهداف يُمكن ل سعدان وكامل الجزائريين تعليق آمالهم عليه، إرتأينا أن نجري تحريا عند مهاجمي المنتخبات الأخرى المشاركة في المونديال ووجدنا أن غالبية المنتخبات تضم في صفوفها هدّافا متألقا، فباحتساب منافسة البطولات المحلية فقط وجدنا أن مهاجم الأوروغواي سجل في بطولة هولندا هذا الموسم مع فريقه أجاكس أمستردام 35 هدفا، ثم تلاه “البشيشي” الأرجنتيني ميسي ب 34 هدفا مع “البارصا“ في “الليڤا”، ثم الإيفواري دروڤبا ب 29 هدفا في الدوري الإنجليزي مع تشيلزي، ليأتي مهاجم أبطال العالم في الدورة السابقة دي ناتالي ب 29 هدفا مع أودينيزي، في وقت أمضى فيه نجم ريال مدريد رونالدو 26 هدفا فقط في الدوري الإسباني هذا الموسم. إنجلترا آلة تهديف و5 من لاعبيها سجلوا 122 هدف وإذا كان مهاجمي المنتخبين السلوفيني والأمريكي تراوحت حصيلتهم من الأهداف بين المتوسط والجيّد، خاصة بالنسبة إلى مهاجم الولاياتالمتحدةالأمريكية دونوفان الذي سجّل 17 هدفا بين ناديي إيفرتون وڤالاكسي اللذين لعب فيهما هذا الموسم، فإن حصيلة لاعبي المنتخب الإنجليزي تبقى مرعبة لا سيما عندما نعلم أن 5 لاعبين أمضوا فيما بينهم 122 هدف ويتعلق الأمر بكل من روني (34 هدفا)، لامبارد (27 هدفا)، دانييل بينت (24 هدفا)، جيرمين ديفو (22 هدفا) وجيرارد (15 هدفا) ما يعطي معدلا بأزيد من 24 هدفا لكل لاعب. ولو نجري مقارنة بين حصيلة أفضل 5 هدافين في المنتخب الوطني الحالي (بودبوز، جبور، غزال، صايفي وبلحاج) الذين سجلوا 31 هدفا فإن الفارق يصل إلى 91 هدفا... دون تعليق. ----------------------------------- في حوار ل “الهدّاف” من المجر بوڤرة: “سجلت 7 أهداف في بطولة تجرى مبارياتها في درجة حرارة 16 تحت الصفر” ما هي أخبارك في المجر؟ 4 أشهر تقريبا وأنا هنا، الأمور جيدة للغاية، حيث سجلت 7 أهداف في كل المنافسات التي لعبتها. بدأنا البطولة في شهر مارس في برد قارس، حيث نلعب في 16 درجة تحت الصفر، كل الملاعب زلجة ما يجبرنا على التدرب على أرضيات اصطناعية. البطولة على كل حال مستواها جيد والدليل أن هناك فريقا هذا الموسم لعب كأس رابطة الأبطال هو “دبرسان“. لو نتحدث عن فريقك “نيرڤيهازا”، ما هي طموحاتكم وعلى أي هدف تتنافسون؟ فريقي هذا الموسم يلعب من أجل تحقيق البقاء، كان الأمر صعبا لأنني عندما وصلت الى هنا سجل ناديّ تأخرا كبيرا في التحضيرات، كنا على بعد 10 نقاط من البقاء، ولكننا اليوم بفارق نقطتين، بقي لقاءان مهمان جدا في ظرف 5 أيام، لهذا سنلعب الكل في الكل من أجل انقاذ الفريق من السقوط. لا يعرف الجزائريون الكثير عن البطولة المجرية، كيف تُقيّمها بعد 4 أشهر من تواجدك فيها؟ تلعب في أجواء مناخية صعبة جدا أكثر مما يتصوّر أي شخص، كما أنها بطولة بدنية قوية جدا بسبب المناخ. اللاعبون قويون جدا من هذه الناحية، ما يعرض المهاجمين خاصة إلى الإصابات. هناك لاعب جزائري في فريقكم هو عبد العالي الذي كانت له تجربة قصيرة في البليدة، ما هي أخباره؟ يلعب في وسط الميدان، وقد قدم إلى هنا بمساعدة مناجيري ڤجالي حميد قبل 4 أشهر. هو أيضا يقدم ما عليه ويتألق في وسط الميدان رغم وضعية الفريق الصعبة، وقد لعب كل المباريات منذ قدومه، تكوّن في “نيور“ وكان يلعب في القسم الثاني في فرنسا، لهذا تكوينه ضمن له التألق ولم يجد أي مشكل في فرض نفسه. هناك لاعب يتحدث عنه الجميع في البطولة المجرية هو رميلي محمد، هل تعرفه؟ إنه لاعب جيد، لكن للأسف رغم أننا جزائريين إلا أننا لم نتكلم أبدا من قبل، لأنه لا يجيد العربية ولا حتى الفرنسية... واجهته هذا الموسم وفزنا عليهم بملعبهم ب (3-2)، وبالمقابل هناك زميل له في الفريق أعرفه هو كريم بن أوناس يلعبان معا في فريق إسمه “فاساس” ويلعب لأجل البقاء ولكن ترتيبه أفضل منا. ماذا عن أخبارهما؟ بن أوناس جيد ورميلي له إمكانات. هذان اللاعبان قادران على التألق في أي فريق، ولو أنني لا أحب إعطاء آرائي في مثل هذه المسائل. كم سجل رميلي هذا الموسم؟ على ما أعتقد 4 أو 5 أهداف، رغم أن منصبه ليس مهاجما. هل يمكن حقيقة ل رميلي مثلما يقول البعض أن يلعب في المنتخب الوطني الأول؟ في وسط ميدان المنتخب الجزائري هناك زياني، لحسن، بودبوز ولاعبين آخرين ممتازين، لا أعتقد أنه يمكن أن يأخذ مكان أحد هؤلاء على الأقل الآن، وأيضا لا يمكنني أن أعطي أحكامي، فأنا لست سعدان حتى أقرّر. هل تفكر في البقاء في البطولة المجرية، أم تريد مغادرتها، وماذا عن العروض إن كنت تملك إتصالات؟ بدأت في المدة الأخيرة في التعرف على البطولة المجرية، لكن لا أريد البقاء مطوّلا فيها، حيث أريد أن أبقي الأمور سرية مثلما أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام عندما تكون الأمور لم تقض بعد، خاصة أنني لم أمض لأي فريق حتى الآن. أين ستلعب؟ سأغيّر الفريق والبطولة، لكن لا تحرجوني وأعدكم بكشف ذلك في الفرصة القادمة. هل تتابع أخبارك فرقك السابقة التي حملت ألوانها؟ نعم، فالبطولة الجزائرية صارت جزءا مني، إتحاد عنابة إنطلق بقوة، ثم لا أدري لماذا تراجع في الشطر الثاني من البطولة. ربما بسبب ضعف التسيير؟ لا أعرف جيدا ماذا يحدث في عنابة ولم أفهم شيئا، كنت أتمنى أن يواصلوا التألق لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وعن التسيير لا اعتقد ذلك ولا يمكنني أيضا انتقاد رئيسي السابق منادي الذي ليس لدي معه أي مشكل. وبالمناسبة ما دمنا نتحدث عن الإتحاد، فقد قضيت موسما ونصف هناك والأمور كانت رائعة، وعلاقتي ظلت جيدة مع الجميع، خاصة الأنصار الذين أكرّر شكري لهم بالمناسبة. وبخصوص شبيبة بجاية؟ اسمعني جيدا، رئيس شبيبة بجاية بوعلام طياب رجل حقيقي وأمثاله قليلون، لقد منحني ورقة التسريح عندما طلبت منه ذلك بعد أن أكدت لهم إهتمام فرق أوروبية بي. نتائج الشبيبة رائعة ومنتظرة وأتمنّى لهم التألق في الجولات المتبقية... ولو تسمح أريد أن أتكلم عن فريق آخر. أي فريق؟ وفاق سطيف، هذا الفريق الذي أعشقه كثيرا، فيه رئيس يعرف جيّدا ماذا يفعل، إنه سرار الذي يقوم بعمل جبار والدليل أنه حوّل الوفاق إلى أكبر ناد في القارة. ماذا إشتقت في الجزائر؟ إلى الحرارة (يضحك)... إلى محبة الناس وزملائي في الفرق التي لعبت لها، لا أريد أن أسمّي أحدا لأنهم كثيرون حتى لا أنسى. الجزائر هي حرارة الأنصار والمساجد في كل مكان التي تنادي الى الصلاة، الجزائر هي بلادي. ما رأيك في اللاعبين السبعة الذين دعّم بها سعدان المنتخب، وهل ترى أن بعضهم كان إنتهازيا في استغلال دعوة المنتخب قبل المونديال؟ الجدد يمكنهم تقديم الإضافة للجزائر في كأس العالم، عندما كنت في فرنسا كنت أعرف بعضهم واسمع أخبارهم، إلاّ الشبان الذين تكوّنوا في مراكز التكوين وكانوا صغارا لا أعتقد أنهم إنتهازيون أو إستغلاليون، وفي اعتقادي يريدون خدمة بلادهم، وصراحة الجزائر هي التي تحتاجهم.