وتاريخهم إلى الأبد، حيث شهد أول تتويج لمنتخب لاروخا بلقب كأس العالم بعد طول انتظار. ولن ينسى إيكر كاسياس أبداً لحظة معانقة اللقب في جنوب إفريقيا بعد مضي سنتين فقط على تتويج الحارس العملاق وقائد لاروخا بكأس أوروبا للأمم، ذلك اللقب الذي استعصى على أبناء شبه الجزيرة الأيبيرية على امتداد سنوات وعقود طويلة، في حين أنه اكتفى في بداية 2011 بالحصول على كأس الملك، وهي البطولة التي لم يتحصل عليها الفريق منذ 17 سنة كاملة .
قد أعربت دائما عن رغبتك في الفوز ببطولة كوبا ديل ري وحققتها، ما هو السبب؟ هذه الكأس مهمة جدا لريال مدريد، ولا تستطيع أن تكون في سبعة عشر عاما من دون تحقيقها. هذه الكأس كانت مهمة جدا لريال مدريد وتمكنا من الحصول عليها. بالنسبة لنا كان هذا الأمر شيئا مهما، خاصة أننا لم نتمكن من تحقيق البطولة ورابطة الأبطال . كيف كانت سلسلة المباريات مع برشلونة؟ الدافع كان دائما نفسه مهما يكن الخصم الذي سيواجهنا. صحيح أن مواجهات برشلونة كانت مملوءة بالحماس، ولكن يجب أن نترك خلافات الميدان هناك، خاصة أننا في الأخير نمثل المنتخب الإسباني . أثبتم أن ريال مدريد في آخر مواجهة مع برشلونة، كان مستعدا لأي شيء، وحتى مع 10 لاعبين وقفتم في وجه برشلونة؟ هذه المباريات تعطيك دافعا إضافيا، ولا يمكن إضاعتها في أي وقت من الأوقات. صحيح أن الفريق الخصم حتى لو كان لديه ميزة ستكون ردة الفعل جيدة، ونحن قاتلنا وضحينا حتى النهاية، هذا ما يريده الناس .
هل ترى أن ميسي كان أحق بالكرة الذهبية؟ ميسي لاعب كبير وموهوب، ولكن، في اعتقادي، كان يجب أن تكون من نصيب لاعب إسباني، وذلك كان سيكون في غاية العدل والإنصاف، فقد بات اللاعب الإسباني يشكل مثالاً يُقتدى به في السنتين الأخيرتين. لقد جرت العادة دائماً على تتويج اللاعبين حسب مردودهم في المونديال، لذا فالإسبان كانوا أحق بها .
سبق لك أن كنت ضمن القائمة النهائية، لكنك لم تحصل أبداً على الجائزة. في رأيك، لماذا يصعب تتويج حراس المرمى؟ ستبقى الأمور كما هي عليه دائماً، وسيُتوج لاعبو الميدان عوض حراس المرمى. أتفهم أن اللمسات الجميلة والتمريرات الرائعة والأهداف الساحرة هي ما ينال الإعجاب في كرة القدم. أما نحن الحراس فأسلوبنا مختلف تماماً، ومهمتنا فوق أرضية الملعب مغايرة تماماً عن مهمة أي لاعب آخر . لكن يكفي النظر إلى سجل إسبانيا، إذ تُوج منتخبها بكأس العالم وكان الفريق الذي تلقّى أقل عدد من الأهداف في البطولة بكاملها. قد يبدو من خلال ذلك أنك تستحق الجائزة أيضاً، أليس كذلك؟ لقد أدينا جميعاً ما كان مطلوباً منا، وحتى على المستوى الدفاعي. بطبيعة الحال، من الأهمية بمكان الظهور بصورة قوية وتقليل فرص التهديف لدى الخصم. رغم أن إسبانيا تحظى بالثناء على أداء لاعبيها في خط الوسط والهجوم، لما يمتازون به من تقنيات إبداعية عالية وقدرة هائلة على صنع الفارق، فإن خط الدفاع لم ينل نصيبه من الإشادة والتنويه، كيف تفسر ذلك؟ يضم منتخبنا مدافعين ممتازين، إذ يوجد هناك مزيج بين لاعبين مخضرمين وآخرين في ريعان شبابهم، وقد نجحوا في خلق انسجام واضح بينهم. أعتقد أن من الضروري وجود تكامل بين جميع العناصر. وماذا عن دافيد فيا؟ هل أصيب بالخيبة لتفويت فرصة الفوز بالحذاء الذهبي في المونديال؟ نعم بالطبع، خاصة بعدما أضاع ركلة الجزاء تلك أمام هندوراس، لكنه لاعب كبير، فقد أعطى الكثير لإسبانيا من خلال تسجيل أهدافه الخمسة. لقد سجل أهدافاً غاية في الأهمية، ولا يسعنا إلا أن نشكره على كل ما قدمه لمنتخبنا. لم تتوقف تقريباً منذ موسم 20072008، فبالإضافة إلى مشاركتك مع ريال مدريد في مختلف المسابقات، كنت حاضراً مع المنتخب في بطولة أمم أوروبا وكأس القارات وكأس العالم. كيف تشعر الآن جسدياً وذهنياً؟ صحيح أنه من الصعب الحفاظ على نفس النسق طوال كل هذه المدة، فمنذ 2008 لم نحصل إلا على عطلة قصيرة، لكن التوقف عن اللعب والتمارين خلال 15 أو 20 يوماً، أعتقده كافٍيا للراحة حتى تكون جاهزاً للعودة إلى الملاعب، إن مهنتنا ممتعة، صحيح أنها مليئة بالامتيازات أحياناً لكنها تتطلب تضحيات كبيرة أحياناً أخرى، أعتقد أن الأمور ستكون هادئة في العام المقبل. هل تغير شيء في حياتك بعدما أصبحت بطلاً لأوروبا والعالم؟ من الطبيعي أن يحصل تغيير في حياتك، لأنك تصبح أكثر شهرة أينما ذهبت. والناس يحيونك بود وتقدير في كل مكان. أنا سعيد لكوني شاركت في تلك الإنجازات التاريخية التي أدخلت الفرحة في قلوب الملايين من الناس. لا شك أن حمل شارة قيادة هذا المنتخب يترتب عنه شعور لا يقاوَم، أليس كذلك؟ بالفعل، إنه شعور لا يقاوَم، إنه لشرف عظيم أن أقود هذا المنتخب الذي يزخر بنجوم كبار ولاعبين من الطراز العالي. إنني فخور بانتمائي إلى هذا الجيل الذي كُتب له أن يعيش لحظة مجيدة كهذه التي نعيشها اليوم. لقد جاء الفرج بعد طول معاناة في مرحلة توالت فيها الخيبات والانتكاسات، تتغير الأحوال أحياناً، وقد جاء الدور علينا لتتغير أحوالنا. ما هي أبرز الذكريات العالقة في ذهنك بعد نهائيات جنوب إفريقيا 2010؟ التعايش فيما بيننا، وأجواء البطولة، وروح الفريق، واللحظات العصيبة التي مررنا بها عقب هزيمتنا أمام سويسرا وما ترتب عنها من انتقادات لاذعة بعدما كان يُنظر إلينا كأكبر المرشحين للفوز بالبطولة. لقد التزمنا الصمت، وفضلنا التركيز على مبارياتنا. وشيئاً فشيئاً بدأنا نشق طريقنا بثبات. العالم مليئ بالكؤوس والبطولات، لكن لا كأس يضاهي كأس العالم. بغض النظر عن النجاح الإسباني، ما هو المنتخب الذي يثير إعجابك؟ ألمانيا، أعتقد أنها تملك منتخباً قوياً للغاية بفضل المواهب الشابة التي يزخر بها والطريقة التي خاض بها البطولة، ناهيك عن الكيفية التي فاز بها على خصوم من العيار الثقيل مثل إنجلترا والأرجنتين، أعتقد أنه سيكون المنتخب الأكثر نجاحاً بعد سنتين من الآن. وما هو المنتخب الذي خيّب ظنك في جنوب إفريقيا؟ فرنسا، بالنظر إلى الطريقة التي سقطت بها، وحتى إيطاليا التي خرجت من الدور الأول. إن إقصاء طرفي نهائي 2006 بهذا الشكل المبكر، يوضح أن الأمور تتغير بسرعة في عالم كرة القدم، وهذا درس مفيد للجميع، إذ يمكن لأي منتخب أن يلقى نفس المصير. بعدما فزت بكل شيء مع المنتخب وبرفقة النادي، ما هي تحدياتك المستقبلية؟ أريد أن أواصل الفوز بكل شيء ممكن. إن هدفنا الآن يتركز على العودة إلى بطولة أمم أوروبا والحفاظ على لقبنا القاري. أجبنا، هل تأثرت برحيل راؤول وغوتي؟ ألك أن تخبرنا عن الطريقة التي مر بها خروج هاذين المخضرمين وكيفية تعامل المجموعة مع الوضعية الجديدة؟ شخصياً، أحسست بشيء من الحزن لأنهما قدّما الشيء الكثير لريال مدريد، وقد لعبت إلى جانبهما أزيد من عشر سنوات، لكنهما اختارا طريقاً آخر ويجب أن نحترم قرارهما، وأن نتمنى لهما حظاً موفقاً، إنهما يعرفان أن ريال مدريد يُعد بيتهما الثاني، وستظل أبوابه دائماً مفتوحة في وجهيهما. هل يُمكن القول إنك أصبحت تمثل رمز ريال مدريد بعد رحيلهما؟ حسناً، ربما هذا راجع فقط لأني أَقدم عنصر في صفوف الفريق من ضمن اللاعبين الموجودين حالياً، لقد أمضيت ما يناهز 20 عاماً في خدمة ريال مدريد. إذا فضّل أحد أن يعتبرني رمز ريال مدريد فلا بأس في ذلك، علماً أن الفريق يضم عدداً من اللاعبين الذين بإمكانهم أن يلعبوا نفس الدور. من خلال تجربتك، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يقع في مسيرة لاعب كرة القدم المحترف؟ ربما ما يشعر به أهلك ومن حولك من إحراج جراء بعض الانتقادات الموجهة إليك. قد لا يؤثر ذلك فيك أنت شخصياً، لكن من شأنه أن يلحق الضرر بمن حولك.