يبقى فريق برشلونة أحد الفرق العظيمة التي مر عليها نجوم وأساطير لا تُنسى؛ مارادونا وروماريو وغيرهما، لذلك ارتأينا أن نعود لنستعرض أهم الأساطير التي مرت على برشلونة عبر التاريخ، والتي تركت أسماءها منقوشة بالذهب في الكامب نو .
الساحر الأرجنتيني مارادونا
دييغو أرماندو مارادونا أعظم لاعب كرة قدم منذ نشأتها، فهو أفضل من أنجبتهم الأرجنتين، وأعظم لاعب على مر السنين. وما فعله في بوكا جونيور الفريق الأول له ليس بالسهل، حيث رفعهم إلى أعلى فريق في العالم من حيث الأندية لسنوات قبل أن يحط الرحال في النادي العملاق برشلونة الإسباني منذ ولادته عام 1960، إذ صنع له تاريخا لن يتكرر. لعب هذا الأسطورة مع برشلونة 58 مباراة بالتمام والكمال، لكن معها لم يقد برشلونة إلا إلى بطولة واحدة، وهي كأس ملك إسبانيا عام 1983، وهذا اللقب الوحيد الذي أحرزه مارادونا لبرشلونة، لكنه انتفع في برشلونة، فاكتسب الخبرة وكسب محبة مشجعي الكتلان، الذين يُعدون من أكبر الروابط الجماهيرية في العالم، الذين أحرز معهم مارادونا من خلال تلك المباريات 38 هدفا، وهو إنجاز رائع . قصة مارادونا هكذا انتهت مع برشلونة فقط، لكنها لم تنته مع العالم الرياضي. وقد أحرز مارادونا 11 بطولة في تاريخه، ليعلن أنه أسطورة. وبالفعل هو كذلك. وسجل 352 هدفا في تاريخه، وهذا شيء رائع أيضاً، ولهذا سمي مارادونا "أسطورة" مخلدة في تاريخ العالم وتاريخ كرة القدم مع كل الأندية التي لعب فيها، ومن ضمنها برشلونة النادي العريق والكبير ..
الدنماركي لاودروب الدنماركي مايكل لاودروب صاحب لقب أفضل لاعب في القرن في الدنمارك، له بصمات عديدة مع برشلونة ومع خصمه التقليدي ريال مدريد ومع منتخب بلاده الدنمارك، لكننا سنركز على ما فعله هذا اللاعب مع برشلونة من بطولات وأهداف ونجمه يسطع في سماء برشلونة والدنمارك. حصل هذا اللاعب على العديد من الألقاب أهمها وآخرها لقب "لاعب القرن" في الدنمارك، كما ذكرنا. انتقل بين هذين الناديين أسطورة دنماركية اسمها مايكل لاودروب. ويُعد لاودروب الأفضل من الناحية التهديفية على مر السنين في برشلونة أو في تاريخ كرة القدم. قاد هذا اللاعب فريقه إلى عدة أفعال لم يفعلها دنماركي قط، أولها المفاجأة في كأس العالم 86 في المكسيك، حين قاد المنتخب إلى نصف النهائي، كان هذا مع برشلونة في أوائل التسعينيات وأواخر الثمانينيات، وكان مع الفريق الملقب في ذلك الزمن "فريق الأحلام" لما يضم من كوكبة مدججة بالنجوم، وفاز معهم بعدة بطولات أهمها الدوري الإسباني 4 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وهذه البطولات القليلة بالنسبة للنجوم الباقين البعض أحرزوا فيها أكثر من 15 بطولة، ولكن هذه البطولات القليلة كانت معبرة جداً، وفي أغلبها كان المنقذ، وهو القائد الذي جعل من برشلونة فريقا عالميا كبيرا. لاودروب اكتفى مع برشلونة بهذه البطولات، ومن ثم انتقل إلى الخصم مدريد، ليعيش أسوأ حالاته المعنوية بسبب غضب الجمهور الكتلوني عليه. لكن من الناحية التهديفية كان جيداً. ثم عرف طريق المدربين وسار على نهجهم فأصبح مدرباً لمنتخبه، ومن ثم مدرباً لفريقه القديم برشلونة، ثم درب عدة أندية دنماركية آخرها "بروندبي". وسيبقى هذا الأسطورة الدنماركية في كتاب برشلونة، يروي لأجيالنا القادمة تاريخ أهدافه الغزيرة. غوارديولا العبقري بالطبع الكل يعرفونه، ومن لا يعرف هذه الأسطورة الإسبانية الرائعة صاحب أعظم الإنجازات في برشلونة، وأكثر الإنجازات حققها هناك، حيث يُعد أفضل لاعب، وأكثر واحد حقق ألقابا مع برشلونة في أكثر من 20 بطولة في مختلف البطولات. غوارديولا لازال لتوّه يمارس هوايته بل عمله وكل شيء في حياته، والآن هو مع أحد الأندية في قطر ولكن ليس هذا مستواه طبعاً، فهو الآن يلعب تقريباً لأجل اكتساب بعض المال واكتساب بعض المهارات، وغوارديولا قصته في برشلونة ليست بالغريبة على معظمكم، فهو أسطورة في برشلونة قاد مركز "المحور" بجدارة، وعرف كيف يميز مركزه جيداً. يُعد هذا اللاعب من أقوى اللاعبين في مركز المحور على مر إسبانيا وبرشلونة أو على مر التاريخ، لأنه بالفعل كان المقاتل الأروع في ساحة الملاعب وفي المستطيل الأخضر. ولتطور مستواه حالياً أُعجبت به العديد من الأندية الأوروبية، والتي رغبت من خلال الصفقة في إرجاع الروح في غوارديولا لمستواه الماضي ومستواه المعروف في برشلونة. غوارديولا مشواره ليس بالسهل في برشلونة، ونحتاج إلى كتب لكي نروي عن هذا النجم العملاق. هذا اللاعب بدأ مع برشلونة في عام 1990، ومن هنا بدأت رحلته نحو الأمجاد مع برشلونة، حيث فاز بعد عام واحد، أي 1991 في كأس أبطال أوروبا والدوري الإسباني في نفس العام. وفي العام التالي كسب غوارديولا حب الجمهور، وفاز بالدوري مرة أخرى. غوارديولا قاد برشلونة للفوز بالدوري 4 مرات متتالية، وكانت جميعها في غاية الروعة 91 /92 / 93 / 94. هذا اللاعب يظل أسطورة في برشلونة لما فعله من ألقاب، ومن ثم حقق هذا النجم كأس السوبر الأوروبي عام 97، وحقق الدوري مرة أخرى عامي 98 و99، وكل هذه البطولات وأكثر من الأسطورة. وانتقل غوارديولا إلى العديد من الأندية، لكن أكثرها كان مع برشلونة وروما وبريشيا وقطر، علماً أن غوارديولا خرج من مدرسة برشلونة، وهذا يدل على أن برشلونة تستطيع إخراج المواهب والحفاظ عليها.. الدبابة كومان رونالد كومان الصخرة في الدفاع والهداف في الهجوم والمركز الأساسي بالطبع الدفاع، لكنه ليس كمثل المدافعين حالياً. هذا اللاعب هولندي الجنسية ترك بصمات كثيرة في برشلونة، خاصة أمام ريال مدريد الند القوي لهم، وكثيراً ما يبدع أمامهم. وقاد الفوز إلى برشلونة في العديد من المناسبات. يُعد رونالد كومان من أفضل المدافعين الذين مروا على تاريخ كرة القدم حتى الآن. أما في نزعته الهجوميه فهو هداف من عدة نواح من الضربات الحرة القوية والرائعة، والآن الكثيرون يفعلون مثله كروبيرتو كارلوس وغيره، وكذلك في الضربات الركنية كثيراً ما يتقدم إلى الأمام ويحرز أهدافاً برأسه. وفي الهجمات المرتدة يتقدم، مما يؤكد أن اللاعب مثالي بكل المقاييس. رونالد كومان يُعد من أفضل اللاعبين الذين مروا على الطاحونة الهولندية، ومروا على برشلونة، خاصة أن هذا اللاعب قوي التسديد من الضربات الحرة، وكثيراً ما يحرز الأهداف من هذه الطريقة وتسديداته الخيالية والتي أعجز عن وصفها، مكان الضربة سواء كان بعيداً أم قريبا يسجل منه الأهداف بكل بساطة، ونادراً ما يخطئ التسديد. وعندما تذكر هدفه على نادي ريال مدريد الند القوي، تجد أن الهدف من ضربة حرة، جاء منها الهدف الأروع والأجمل في اللقاء، وأهدى بها الفوز لفريقه كومان. له بصمات عديدة مع ناديه الأقوى وناديه الذي قضى فيه أكثر وقته وأغلب مسيرته الكروية. وعندما تذكر هذا اللاعب لا بد أن تذكر معه برشلونة وفضل برشلونة عليه وفضله على برشلونة، فأجزم أن هذا اللاعب لن يمر في تاريخ برشلونة أبداً، وأعتقد أن الكل يعرفونه، لأنه معروف أصلاً، ولم تعرف مثل هذا اللاعب هولندا أبدا. الخائن لويس فيغو آخر مبدع جاء من بلاد الأندلس لويس فيغو، لكن هذه المرة بطعم آخر، جاءت معه بعض المشاكل جراء الخيانة التي ارتكبها. ورغم أنه كان في برشلونة وترعرع فيه إلا أن الخيانة والانتقال إلى نادي آخر، جعلت كل عشاق برشلونة يكرهون هذا اللاعب. كل برشلونة تعترف بمواهبه ولكنها تكرهه للخيانة التي فعلها بعد أن كان فيغو اللاعب المثالي في أول فريق له، وهو سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ثم جال في الأندية الإيطالية بارما وجوفنتوس، لكن في عام 1995 شهد العالم بأسره دخول أسطورة برتغالية جديدة لعالم إسبانيا وبرشلونة بالأخص، وهذا جاء من حرص الأسطورة الخالدة يوهان كرويف المدير الفني لبرشلونة. وفي هذا الموسم حجز هذا اللاعب مقعدا أساسياً في الفريق، ليصبح أحد أفضل اللاعبين في الجهة اليمنى في الدوري الإسباني. وتجسدت صورة فيغو كعلامة مسجلة متنقلة للكرة البرتغالية في العام التالي مع حصاد الألقاب بقدوم البرازيلى رونالدو إلى صفوف برشلونة، ليصبح فيغو بتمريراته وانطلاقاته بمثابة عفريت المصباح لرونالدو وشهيته لإحراز الأهداف، والتى تُرجمت 47 مرة فى شباك الخصوم فى جميع مسابقات موسم 1996/ 1997 المحلي. هذا اللاعب قدّم الكثير لكرة القدم والكثير لبرشلونة على حد سواء، وبدأ يحرز الألقاب الشخصية، لكن خيانته كانت بيده، فأفقدته شعبيته بعد خيانته لفريقه والانتقال إلى ريال مدريد عام 2000. هذا العام كان وجه نحس لفيغو ومحبيه عندما تجرأ على فعل هذه الحركة "الخيانة "، التي أزعجت كثيراً الجماهير الكتلونية، التي صارت في كل ديربي بين برشلونة ومدريد تلجأ إلى سب وشتم فيغو ورميه بما تجده. لكن في النهاية يبقى هذا اللاعب أسطورة في برشلونة لن تتكرر أبداً..