فتح النجم البرشلوني الصاعد تياغو ألكانترا قلبه وأجرى هذا الحوار المطول، الذي كشف فيه عن عدة نقاط، وأزال الغموض عن بعض الأمور التي بقيت محل تساؤلات. كما عاد (تياغو ألكانترا) ليكون طفلاً من جديد، فبالأمس في حرم شركة "نايك" في أندورا لعب مع الأطفال، وقضى وقتاً ممتعاً معهم والابتسامة لم تفارق شفاهه. ورغم أن عمره لم يتجاوز 20 عاماً الا أن الموسم القادم سيكون الموسم الذي يثبت أي لاعب كرة قدم أصبح الآن .
هل يمكن أن نقول إنك حققت هدفك بالتواجد مع برشلونة؟ نعم، فهذا هو الهدف الذي تضعه لنفسك عندما تشاهد البارصا ولاعبيه، فأنت ترغب في أن تكون مثلهم وتلعب معهم، وقد حققت ذلك بكثير من الجهد وبمساعدة الكثير من المدربين واللاعبين، وأنا سعيد جدا ومبتهج بالوصول إلى اللعب مع هؤلاء النجوم .
هل هذا يشعرك بالفخر؟ تماماً، لأن هذا الأمر ليس في متناول الجميع في العالم، فهناك لاعبون كبار لم يكن لهم شرف حمل قميص برشلونة العظيم .
عندما تقول نجحت هل تقصد النجاح في البارصا أم في كرة القدم؟
أنا في النادي للعب كرة القدم ومساعدة زملائي في الفريق. ونجاحي مع برشلونة يعني نجاحي في كرة القدم .
خلال السنوات الماضية اسمك تردد كثيراً، لكن ظهورك من خلال وسائل الإعلام قليل.. فهل خططت لذلك؟ في الحقيقة، كلما قلّت المقابلات الصحفية معي والتقاط صور لي كلما كان ذلك أفضل، فالسعادة تأتي من خلال لعب كرة القدم وليس من خلال الظهور في الإعلام. وأنا على دراية بكل ذلك، وأتمتع بكل ما أقوم به، خاصة أني في بداية المشوار. والمقابلات الصحفية سيكون لها وقتها وستأتي في المستقبل، لذلك لم أكن أهتم لها كثيرا .
هل تعتقد أنك متواضع؟ أعتقد ذلك، فالتواضع من القيم التي تعلمتها منذ الطفولة سواء مع عائلتي أو في مدرسة برشلونة .
هل تعتقد أنك قد تتغير خلال سنوات؟
أنا لن أغيّر شخصيتي بسبب كرة القدم، لأن ذلك ما جعلني أصل إلى حيث وصلت. أود فقط أن أتطور خطوة بخطوة على مر السنين في كرة القدم وليس في الجوانب الشخصية، وأتمنى أن أبقى محافظا على التربية التي لُقّنتها .
هل تتأثر عندما تسمع تشجيع الجهور في الكامب نو؟
في ذلك الوقت تكون مركزاً على ما تفعله فوق أرضية الميدان ولا تسمع صوت الجماهير، فأنت تسمع أصواتهم عندما يتم تسجيل هدف، أما عندما تكون مركزاً على المباراة فإنك لا تسمع شيئاً، فذهنك يكون منصبا على ما تقوم به داخل المستطيل الأخضر .
ماذا عما تعلمته خلال السنوات الماضية في النادي؟
بصرف النظر عن طريقة لعب النادي فإنه يتم غرس فينا الكثير من الصفات الإنسانية كالتواضع والتركيز على أن كرة القدم لا تعتمد على شخص واحد بل على اللعب الجماعي والتعاون والمثابرة للوصول إلى الأهداف .
هل مازال اللعب في الفريق الأول مصدر فرح لك؟
الفرح لا يتوقف خلال اللعب. وأعلم أن الموسم القادم سيكون صعباً، فبطبيعة الحال هناك العديد من المسابقات، وسيكون الموسم طويلاً، لكن علينا الاستمتاع باللعب، وعليك أن تكون سعيدا بالتواجد مع برشلونة لأنه أكثر من نادٍ .
ماذا تتوقع في الموسم المقبل؟ أتمنى أن أحظى بدقائق للعب مع الفريق، وأن أفوز بالألقاب، وأحظى بثقة المدرب. كما لدي حلم آخر، هو المساهمة الفعلية في تتويجات برشلونة. وإن لم تتمكن من اللعب؟ لا أُشغل نفسي حالياً بالتفكير في هذا الأمر، فالأهم أن أتواجد هنا وألعب مع زملائي، طالما حلمت باللعب معهم، ولا أفكر في الجانب السلبي، لأن ذلك شيء موجود في كرة القدم، لكني واثق من نفسي وإمكاناتي. ما رأيك في الجدل الحالي تياغو-سيسك؟ سأختار "تياغو" بلا شك (يضحك). أنا بالتأكيد أرغب أن أحظى بدقائق للعب، وستكون حتماً صفقة جيدة للنادي إذا تعاقد مع "سيسك"، فسيكون شريكاً جيداً جداً للفريق، كما أني لا أهتم بالآخرين بقدر ما أرغب في تطوير نفسي والتعلم من هذه النجوم الموجودة فيه، خاصة أن المستقبل أمامي، وإذا كان الفريق يرغب في جلب سيسك لأنه سيقدّم الإضافة تماما مثلي، حين قرروا الاحتفاظ بي، لأني سأمنح الدعم للفريق. ولكن هل سيكون تعارض؟ لا أعتقد أن أي لاعب قد يكون عائقاً للاعب آخر، فكان الحديث قبل ذلك يتركز على (تشافي وتياغو)، وأنا أرغب في اللعب مع تشافي ومع زملائي الآخرين. لا أريد أن أحل محل أحد، فقط أريد اللعب. هل سيتحسن الفريق بوجودك؟ الفريق جيد الآن لدرجة أنه ليس هناك حاجة لتحسينه، لست أنا الذي سأحسن الفريق أو لاعب آخر. بوجود أشخاص جدد في الفريق مثلك فإن هناك آمالاً جديدة، فهل يعطيك هذا شعوراً جيدا؟ نعم، بالتأكيد وكل لاعب يحاول أن يمنح الإضافة. عشت طفولتك بالقرب من شخص محترف في كرة القدم؟ طوال حياتي كان والدي بالقرب مني، وقد كان مثالا رائعاً لي سواء داخل أو خارج الملعب، تعلمت منه الكثير ولا أزال أتعلم منه، كما أني ممتنّ له في كل ما سأحققه في المستقبل وحققته في الفترة القصيرة التي لعبتها. وهل ساعدك على التكيف؟ بالطبع ساعدني، فقد دخلت عالم كرة القدم بفكرة مسبقة عنه، وهو عالم عشته منذ الطفولة، عالم معقّد، لكني اعتدت عليه منذ الطفولة، ويجب على الشخص أن يستمتع بالعمل الذي يقوم به. ماذا يمثل لك أبوك؟ أبي هو كل شيء في حياتي، وما أنا عليه الآن هو نتيجة ما علّمني إياه والدي ووالدتي. تم الحديث عن انتقالك من الفريق خلال الفترة الماضية؟ لا أعتقد ذلك، فهذه الأخبار كانت مزعجة ولكنني كنت مركزاً على البطولة الأوروبية. وعندما عدت الى برشلونة قمت بالتجديد وانتهت الأمور. وأشكر كل من اهتم بي ورغب في ضمي، لأن ذلك ساهم في رفع معنوياتي أيضا. هل أضافت لك البطولة الأوروبية شيئاً؟ بالطبع، فالجميع يشاهدونك في أوروبا وفي مختلف دول العالم. ولدي أصدقاء في البرازيل، وقد تابعوا جميع المباريات، كما أنها لقب غال على البلاد، ساهمنا من خلاله في إفراح الشعب. وأتمنى حصد ذلك مع المنتخب الأول. أنهيت الموسم الماضي وأنت تلعب لكلا الفريقين الأول والثاني.. فهل كان ذلك صعباً؟ بالتأكيد، فأنت تلعب مع الفريق الأول والذي يمثل حلماً للجميع، ومن ثم تعود للدرجة الثانية، ولكن ذلك أعطاني الدافع لتقديم الأداء الأفضل، واستمتعت باللعب مع العديد من الزملاء، والذين أتطلع للعب معهم من جديد مستقبلاً. هل هناك فرق في تسجيل الأهداف للفريق الأول أو الفريق الثاني؟ قد تعتقد أن التسجيل في الفريق الأول مفرحاً أكثر، لكنني أرى أن السعادة هي نفسها في كلا الفريقين. كيف هو اللعب مع "تشافي" و"إنيستا"؟ اللعب معهما يريح البال، وبوجودهما يكون اللعب سهلاً. هل تخشى أن يأتي يوم تفقد فيه طموح الفوز؟ يجب أن يكون لديك الطموح، وهذا الفريق لا ينقصه ذلك، فقد فاز اللاعبون بكل شيء مع الفريق ومع منتخبات بلادهم، ومع ذلك فرغبة الفوز مازالت مستمرة معهم. هل يشكل ريال مدريد تهديداً بتعاقداته الجديدة؟ ريال مدريد يظل فريقاً جيداً حتى ولو لم يقم بأي تعاقدات جديدة. وفي الموسم الماضي لم يتمكنوا من الفوز لأن أداء البارصا كان منقطع النظير، وحقق ما لم يتمكن أي فريق من تحقيقه. هل شقيقك لاعب جيد؟ آمل أن يكون لاعباً رائعاً مستقبلاً، فهو يمتاز بإمكانات لا تصدَّق. بماذا يمكن أن تضحي من أجل اللعب الى جانبه يوماً ما؟ لا أضحي يشيء، فأنا واثق أننا سنلعب معاً يوماً ما كما فعلنا ذلك في الصغر، ومع برشلونة أيضا. كمال. م عن صحيفة "سبورت" بتصرف