أسباب الفشل أدرج في الختام هذه الخلاصة التي وردت بقلم أحد الإخوة من مجلس الشورى ,لمن كان له قلب و عقل سليم , يقرأ و يوعّي ما بقي من الغوغاء و الذين في قلوبهم مرض , راجين من الله أن يهديهم للتوبة النصوح و يغفر الله لنا و لهم و يدخلنا في رحمته ... باسم الذي لا إله غيره و الصلاة و السلام على رسوله القائل " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " و كما هو معلوم فإنه لا يجوز تأخير البيان عن وقته . و لهذا فليعلم الجميع أننا ما أسسنا حزبنا الجبهة الإسلامية للإنقاذ : ج . إ . إ " في الجزائر إلا لنصون دماء المسلمين و نقدم لهم أحسن الخدمات و نعينهم على الإلتزام بالصواب و نجمع شتاتهم حتى لا تتفرق كلمتهم و حتى لا تركب كل شيعة أو جماعة رأسها و تتبع هواها دون الإلتفات إلى من سواها و ألزمنا أنفسنا بالبذل لا بالأخذ واعين بالرهانات و التحديات المحلية و الجهوية و الدولية و الدينية و الإيديولوجية مقدرين أتم التقدير كل القوى المحيطة بنا و ببلادنا ومن ذلك الوضع إنطلقنا بجهد المقل في العمل الحزبي الملتزم الواعي بقدراته و قدرات من حوله القائم على التحدي لكل من يخالفه بالحجة و البيان و العمل الميداني شاعرين بضعفنا و قلة حيلتنا و هواننا على الناس. و صممنا أمام الناصر و الرافض أن وسيلتنا في عصرنا هذا و أيامنا هذه و بلدنا هذا و شعبنا هذا هي هذا الحزب السياسي المسمى . ج . إ . إ . الذي إلتزم التنافس السياسي مع غيره و إلتزم تقديم الإسلام دينا و سلوكا و شرعا على أحسن وجه ممكن إذ تخلى عن بعضه كثيرا من أبنائه جهلا به و بتفوقه و قدرته على كل منهج سواه لاستيعاب مشاكل المجتمع . و دعوني أحدثكم عن بعض أسباب وقعتنا هذه . ففي سنة 1990 قلنا نشارك في الإنتخابات المحلية حتى نكسب تجربة ميدانية و ما كان حزبنا إلا لينافس الآخرين ظنا منه أحسنهم فقال زعيم الحزب لا يمكن أن نشارك حتى لا يمسح فينا فساد جبهة التحرير قلنا جئنا لتغيير الوضع و لهذا نشارك حتى نقلل من ذلك الفساد فقال الزعيم ندخر كل جهدنا للإنتخابات المحلية و المطالبة الفورية بإنتخابات تشريعية مسبقة ففعلنا و بعد إنتصارنا في المحليات قال بعضنا نطالب بإنتخابات رئاسية مسبقة إذ لا يمكن لحزب الأقلية أن يحكم حزب الأغلبية فقال الزعيم لا يمكن أن نطالب بإنتخابات رئاسية فورية أو مسبقة إذ الرجل ( الرئيس ) وفّى و عند كلمته فليتم وقته إلى أجله نكتفي بإنتخابات تشريعية مسبقة و إختصارا فعندما جاء وقت الإنتخابات التشريعية قدم الزعيم مخطط مبيت ليحاج على عدم جدوى المشاركة في الإنتخابات التشريعية إذ النظام مستعد للغش فقلنا نحتج قبل تغيير قانون الإنتخابات فرفض و بعد أن سلم مشروع تعديل قانون الإنتخابات إلى المجلس الوطني ليصادق عليه بعث الزعيم برسالة إحتجاج رمزية ثم أصدر القانون التعديلي فقال الزعيم و من معه لا نشارك في إنتخابات مزورة مسبقا إذ الخسارة ثابتة فقلنا الدراسة أثبتت تفوق . ج . إ . إ . فوق 50 % مع العراقيل القانونية فأفحمنا الجميع. و جاء الزعيم بمشروع الإضراب لإبعادنا عن الإنتخابات فقلنا لم هذا الإضراب فقال لأننا سنخسر هذه الإنتخابات بسبب القانونين فقلنا كلا بالحجة فتجاوز الزعيم قرار المجلس الشورى و أعلن بمفرده عن الإضراب و زاد في المطالبة تنحية الرئيس بإنتخابات مسبقة و كان من رأيه إن لم تستجب الدولة لمطالب الإضراب ألا نشارك في الإنتخابات التشريعية . سنة سابقة قال نحضر التشريعيات و بعد ذلك يرفضها بحجج واهية أثبتت الدراسة عكسها و أثبت الواقع أيضا عكسها و تخلى عن الإحتجاج على القانونين المعدلين لقانون الإنتخابات في وقته ثم طالب بإلغائهما هل هو هوى متبع أم أغراض و لقد أثبت الزمن الأغراض . و هنا بدأ المنزلق : إيقاف مسار الج . إ . إ . أو السير في إضراب محدود يدوم 3 أيام فكانت فرحة الزعيم. ( إضراب محدود أو غير محدود ) المفيد أن يبدأ الإضراب و بعد ذلك يرى الزعيم كيف يمدده و بعد دراسة إمكانية الإضراب أعلن للزعيم أن لا قدرة على إضراب قد لا نضبطه و لا تجربة لنا في مثل هذه الأعمال السياسية للضغط على السلطة لمطالب المضربين و لو دام الإضراب شهورا فماذا سنصنع إذا, فأعاد مؤكدا : عند عدم إستجابة السلطات لا نشارك في الإنتخابات فظهر جليا للجميع أن القصد من الإضراب هو عدم المشاركة في الإنتخابات ترى لأي هدف فهل من صالح ج . إ . إ . أم هو لإلحاق الضرر بها . فكيف إذا إنتقلت الأمور من المطالبة السياسية المحضة إلى غيرها من الوسائل ؟ و هل استوفت الدراسة لهذا الإنتقال ؟ أم هي المغامرة ؟ أم هو إجهاض لمشروع الج . إ . إ ؟ أم هي الإستجابة لمختلف الإستفزازات ؟ أم هي كل ذلك مجموع معا ؟ فلندع الزمن يكشف الأسرار إذ لا يمكن لنا أن نتطرق لكل ما وقع و لكن نقول أن النباهة و الكياسة و الفطنة الواجبة كان عليها أن تجتنب كل الأمور الموصلة الى ما نحن فيه و السكوت على قليل من الظلم خير من الوقوع في الإنفصام الإجتماعي . فالدخول إذا في الصراع الدموي لم يكن إذا من قرارات مجلس الشورى للج . إ . إ الذي هو في الحقيقة صاحب القرار في البدء و النهاية على مستوى الج.إ.إ , بل قرار المجلس في قضية الإضراب كان توقيف الإضراب و الإلتزام بالبيوت عند إنطلاق أول رصاصة و تدخل الجيش . و في هذه الحال إنفلت زمام الأمور من أيدي قيادة الج إإ و إنتقل مركز القرار إلى غيرها فالكلام الذي نحن بصدده ليس من عورات الج إإ فكثيره معلوم لدى الجميع و هو ذكرى لهم و إعلام لغيرهم بذكر ظواهر قد لا ينتبهون إليها و أن المهندس المعماري صمم ما سينجز قبل إنجاز البناء فهل ترون قيام دولة ما دون برامج أو دون فكر مؤصل تقوم عليه , فعدم تصور ما ستقوم عليه الدولة المستقبلية دليل قطعي على فساد النية إذ لا يمكن للزعيم أن يعتقد ما أعلن به للمجلس الشوري و إثبات قطعي لشخصية تقوم على الإرتجال المنافي للعمل التنظيمي فهذه حالة الزعيم و ليست حالة الج إإ , إذ الزعيم لم يهتم يوما بما تنجزه اللجان الوطنية من تنظيم أو دراسة و ما كان يهمه هو منظره الإعلامي و الحق أقول ما كنا نطمح إليه أولا هو حكومة لا تتنافى قراراتها مع تعاليم الإسلام ثم الإصلاح التدريجي الذي يجلب التأييد و لا ينفر الناس و لقد أقلعنا من لا شيء و لا يخفى على الجميع أن هيكلة الج إإ لم تبلغ في إنجازاتها و إعداداتها ما يكفيها للقيام بدولة حديثة التنظيم المنهمكة في كثير من الأزمات . و إن لم يهتم الزعيم بالإعداد للحكم فلقد قامت اللجان الوطنية بنسبة 20% تقريبا من الإعداد المطلوب قبل جوان 1991 و حين جاءت الإنتخابات التشريعية وجدت القائمين عليها فارغة أياديهم من كل برنامج علمي حتى إنهم لم يقوموا على مستوى الوطن و لا بمحاضرة واحدة عن أسلوب الحكم الذي سيقوم بعد الزمن القليل و ما خفي على السلطات و لا على كثير من الملاحظين و جهله فقط أغلبية أتباع الج إإ و اسألوا المسؤولين عن الج إإ في ذلك الزمن أن يصدقوكم فلا غرابة إذ ان لم نمكن من الحكم لمخالفتنا سنن إستنصار رب العالمين و قد يقول قائلهم أنه لنا برنامج قدمناه للناس جميعا فنقول إنه يحمل مبادئ عامة تحتاج إلى كثير من التفصيل و توضيح للطرق الإجرائية و هو مشروع تمهيدي لم يراجع بعد و لم ينقح. فإن كنا قد تأكدنا من الأحداث قبل الدخول في دوامة الحرب أن الج.إ.إ الحزب الذي كان سيحكم البلاد لم تكن قيادته متحدة الطموح و لا الأفكار و لا كانت على قلب رجل واحد و على شاكلة القيادة كان الأتباع في مختلف الوطن و لم يكن للج.إ.إ الشيء الكافي من البرامج لإصلاح ما أفسد في البلاد و قد بدأ المكر لقطف ثمار عمل ج إإ و الإطارات المتحدة التوجه و المعرفة لتسيير البلاد فيبقى من السهل توقع المتاهة التي كنا مقبلين عليها . و هذه الإعلانات على مرارتها لا تعني الرضى في الإستمرار على ما كان عليه الحكم الجانب الإيجابي الذي كانت ستأتي به الج إإ هو صدق رجالها و نزاهة أغلبيتهم التي لا تقارن بما هو موجود في السوق السياسية الجزائرية و الذي لعله كان سيحدث التحسن في البلاد رغم النقائص الثابتة عند الحزب فرغم الإختصار الشديد في سرد الأحداث فقد فهمنا بدقة الوضع الذي كنا عليه و أن سنتين و نصف من العمل الدؤوب لم تكن كافية للإعداد الأدنى للحكم و لا لضبط تنظيم الج إإ و رغم ذلك كنا نرى وجوب إستلام الحكم على حالنا و كنا نبذل جهدا مرهقا لتحضير الج إإ للحدث و تجري الرياح بما لا تشتهي السفن و شاء القدر بما كسبت أيدينا ألا نصل الى الحكم و هو عبرة لكل الناس عامة و للحركة الإسلامية خاصة دون إحتياج إلى شرح في الظرف الراهنة و هذه التقريرات التي قدمتها لا تنفي مسؤولية السلطة القائمة فيما أقدمت عليه من إجراءات لا تحتاج إلى تعليق .