حقّقت كمية المخدرات المحجوزة سنة 2006 أعلى مستوياتها مقارنة بالأعوام الخمسة الأخيرة التي عادت فيها مصالح الأمن لنشاطها الطبيعي بعد انشغالها لسنوات بمكافحة الإرهاب، وأعلنت أجهزة الأمن ما يشبه الحرب على بارونات المخدرات ليبرز إسم إمبراطور مهربي المخدرات أحمد زنجبيل أو" إسكوبار الجزائر" لأول مرة إعلاميا بشكل ثقيل. العمليات كانت نوعية وتم خلالها حجز كميات من المخدرات الثقيلة مثل الكوكايين والهيرويين، وتميّز شهرا أكتوبر ونوفمبر بحجز أكبر كمية من المخدرات، حيث قامت مصالح الشرطة والدرك والجمارك بحجز حوالي 10 أطنان من الكيف المعالج وحوالي 15 كغ من الهيرويين والكوكايين. وتفيد الأرقام المتوفرة لدينا، أن مصالح الدرك الوطني قامت بحجز 4 أطنان من المخدرات من نوع القنب الهندي، إضافة إلى 7 كغ من الكوكايين و6.7 كغ من الهيرويين خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية، ومقابل ذلك تمكّنت نفس المصالح من حجز 1 طن و500 كغ من القنب الهندي خلال شهر نوفمبر الماضي وتبقى أبرز عملية حقّقتها مصالح الدرك الوطني بولاية عين تموشنت بحجز أكثر من 15 قنطارا من الكيف المعالج كانت مخبّأة داخل قارب صيد بإحكام، وحجز 15 قنطارا آخر وسط أكوام البصل على متن شاحنة بولاية سيدي بلعباس، لتبقى الجهة الغربية منفذ مهربي المخدرات التي يبقى مصدرها المملكة المغربية. من جهتها، قامت مصالح الشرطة في أقل من 9 أشهر بحجز أكثر من 1280 كغ من الكيف المعالج و44 غ من الكوكايين و2.15 غ من الهيرويين. وكانت مصالح الجمارك قد قامت، من جهتها، بحجز 2 طن من الحشيش بولاية تندوف و194 كغ من القنب بولاية بجاية، وأحصت ما لا يقل عن 38 قنطارا من القنب الهندي خلال 10 أشهر فقط، وتتجاوز هذه الكميات حجم المخدرات المحجوزة في السنوات الأخيرة. ويفسّر مسؤولو الأمن هذه الوضعية بتشديد الخناق على المهربين وتفعيل خلايا ساريا أمن الطرقات، والتضييق على نشاطهم من خلال الحملات الأمنية التي مسّت بشكل أكبر معاقل الإجرام، حيث كان يجري تنظيمها بمعدل حملة كل نهاية أسبوع. وحققت الحملات المشتركة بين الشرطة والدرك نتائج إيجابية في مجال مكافحة الإجرام الذي يتصدره الإتجار بالمخدرات، ورافق ذلك على صعيد العدالة تشديد العقوبات ضد المتورطين في التهريب والإتجار بالمخدرات وحتى استهلاكها بأحكام وصلت إلى المؤبد. كما تم لأول مرة رسميا الكشف عن وجود أكثر من 300 مهرب مخدرات في الجزائر يجري البحث عنهم من طرف العدالة ومصالح الأمن، وجرت هذه الإجراءات في سياق الحديث عن عزم الدولة على مكافحة تهريب المخدرات، لكن أبرز البارونات الذين خرجوا إلى العلن وبرزوا إعلاميا هذه السنة -رغم شهرته الذي جعلته يوصف ب "بارون المهربين في العالم وإسكوبار الجزائر"- هو أحمد زنجبيل أو أحمد الشلفي الذي اكتشفه الجزائريون وتابعوا تفاصيل عن نشاطه وهوية شركائه الذين لم يكونوا أشخاصا عاديين بل نافذين في القصر الملكي تمت تنحيتهم ومحاكمتهم". الجزائر تتجه اليوم برأي العديد من الملاحظين إلى مواجهة أخرى لمخلّفات سنوات الإرهاب لتحوّل نشاطها إلى محاربة شبكات التهريب التي ثبثت صلتها بالتنظيمات الإرهابية ومهربي الأسلحة والجريمة المنظّمة. نائلة. ب: [email protected]