بعد جلسة ماراطونية دامت أزيد من 20 ساعة، فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو خلال دورتها الجنائية العادية الخميس الفارط، في أعقد القضايا المطروحة على العدالة، كون أطرافها أعطوا صبغة سياسية للقضية التي أسالت الكثير من الحبر بالمنطقة، كونها حدثت يوما واحدا قبل الانتخابات الرئاسية الفارطة والتي شارك فيها الدكتور سعيد سعدي وكان يومها عروش القبائل قد دعوا إلى مقاطتها وعمل المستحيل من أجل منع المواطنين للتوجه إلى صناديق الإقتراع. لكن ما حدث لم يتوقع أحدا حدوثه، حيث قتل شقيق مندوب عرش آث جناد رشيد علواش، وهذا الأخير لم يتردّد في توجيه أصابع الإتهام إلى الأرسيدي، حيث اتهم مباشرة أقارب سعيد سعدي بتورطهم في قتل أخي. وحسب ما ورد في قرار الإحالة الذي أصدرته غرفة الإتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو، فإن تفاصيل هذه القضية الخطيرة، بدأت عندما تلقت مصالح الضبطية القضائية مكالمة هاتفية بخصوص حرق محل تجاري بفريحة ملك لعائلة علواش وأن هذا الحريق، أدى إلى وفاة علواش حكيم الذي كان نائما بداخله بغاز الكربون الناجم عن دخان النار. المتهم الرئيسي في القضية "ب. يحي" وهو مسبوق قضائيا، أنكر خلال جميع مراحل التحقيق وأمام هيئة المحكمة، التهمة المنسوبة إليه، مؤكدا أنه في تلك الليلة كان كعادته يراقب الصور والملصقات الخاصة بخاله المترشح للانتخابات الرئاسية لمنع الشباب من تمزيقها وكان يقوم بالدوريات بشوارع فريحة ولما سمع صراخا ظن أنه تمّ الاعتداء على مقرّ الحزب وسارع رفقة المتهم "س. سعدي" إلى عين المكان، فوجد المحل التجاري التابع لعائلة علواش يحترق، فساعدهم على إخماد النيران، وأكد هذا الأخير، أنه ساعدهم على إخماد النيران وأنه هو الذي قام بكسر الباب؛ مضيفا أنه لم يسبق له وأن هدّد مندوب العروش، رشيد علواش بالقتل. لكن هذا الأخير، "علواش رشيد"، صرّح أمام المحكمة أن الضحية حكيم، أخاه والذي توفي ليلة 6 إلى 7 أفريل 2004، مختنقا بغاز الكربون، نتيجة الحريق الذي اندلع في محلهم التجاري، أين كان نائما كعادته لحراسة المحل لكونه سبق له وأن هدّده بالموت إن واصل شتم خاله سعيد سعدي. ممثل الحق العام، خلال مرافعته أكد أن التهمة ثابتة في حق المتهمين وطلب من هيئة المحكمة تسليط عقوبة السجن المؤبد في حقهما.. وبعد الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين "14 محاميا" من بينهم الأستاذ ميلود براهيمي، أصدرت محكمة الجنايات الحكم بعقوبة 10 سنوات سجنا للمتهم "ب. يحي" والبراءة ل"س. سعدي. ومباشرة بعد النطق بالحكم، قرّر الأرسيدي الطعن فيه وقد اعتبره الدكتور سعيد سعدي بالسياسي.. أما العروش، فقد أصدروا من جهتهم بيانا رحبوا فيه بمجريات المحاكمة واعتبروا الحكم ب10 سنوات لقاتل حكيم علواش بالعادل. صونية قرص