أصدرت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو خلال جلستها الجنائية العادية الحكم بالبراءة في فائدة المتهم (س.محمد) 35 سن مسبوق قضائيا والمتابع بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب والخوف في أوساط السكان مع علمه بفرضها والسرقة باستعمال سلاح ناري. وقائع القضية استنادا إلى ما ورد في قرار الإحالة الذي أصدرته غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو تعود إلى يوم 25 أوت 2002، حيث قامت جماعة إرهابية مسلحة يتعدى عددها 25 إرهابيا على وضع حاجز أمني مزيف وإيقاف عن طريق التهديد بالأسلحة عربة نقل المسافرين وسرقتها بعد أن قاموا بحجز جميع المسافرين الذين كانوا داخلها والذين تعرضوا إلى عملية سرقة أموالهم وجميع أغراضهم، كما قام الإرهابيون والذين يوجد بينهم المتهم (س.محمد) والزعيم الحالي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي درودكال عبد المالك الملقب بأبو المصعب عبد الودود. قاموا في الليلة الموالية المصادفة ليوم 26 أوت باقتحام حانة بقرية تلا عثمان لصاحبها (م.سمير) وجردوا الزبائن من أموالهم، كما سرقوا أكثر من 100 صندوق بلاستيكي، وحسب قرار الإحالة فإنه من بين الإرهابيين الذين شاركوا في اقتحام الحانة الإرهابي (كرار كريم) الملقب بمصطفى بغلية. وخلال تقديم الضحية شكوى لدى الجهات الأمنية تعرف على المتهم (س.محمد) بعد أن عرض عليه رجال الأمن صور الإرهابيين الذين شاركوا في اقتحام الحانة. المتهم (س.محمد) والذي سبق له خلال سنة 1999 وأنه تورط في إحدى القضايا التي أسالت الكثير من الحبر بتيزي وزو عندما قام بتحطيم النصب التذكاري الذي تم تدشينه بمدينة ذراع الميزان، أنكر أمام هيئة المحكمة أثناء استجوابه التهمة المنسوبة إليه، مؤكدا أنه لم يسبق له وأن التحق بالجماعات الإرهابية، ولم يكن له اتصال مع الإرهابيين بحكم إعاقته الذهنية، وصرح المتهم أنه كان يجهل أنه كان محل بحث من طرف الضبطية القضائية رغم أنه صدر ضده أمر بالقبض بتاريخ 15 جانفي 2005، كما حكمت عليه محكمة الجنايات يوم 3 مارس 2007 بالإعدام غيابيا. ممثل الحق العام خلال مرافعته أعاد سرد تفاصيل الجرائم التي تورط فيها المتهم والذي تم إلقاء القبض عليه يوم 11 مارس 2007، مؤكدا أن هذا الأخير حاول التحايل على القانون والضبطية القضائية، حيث قام باستخراج بطاقة إعاقة عقلية ليثبت أنه مجنون ولا يستطيع أن يستجيب للأمن، وأضاف النائب العام أنه تم تأجيل قضية هذا الأخير خلال الدورة الفارطة ليتم عرضه أمام طبيب الأمراض العقلية. وحسب التقرير الطبي الذي أعاده الدكتور بن عبد الله جعفر أكد أن المتهم في كامل قواه العقلية مع إشارة أنه يعاني من الاكتئاب، ونظرا لثبوت التهمة التمس ممثل الحق العام من هيئة المحكمة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقه. دفاع المتهم الممثل في نقيب المحامين بتيزي وزو الأستاذ شلاط، تساءل واستغرب من وصف موكله بالذراع الأيمن للزعيم الحالي لتنظيم القاعدة درودكال وهو لا يغادر مسكنه العائلي إلا برفقة أحد إخوانه، متسائلا كيف يمكن لإنسان مجنون أن يشارك في ارتكاب جرائم مع الإرهابيين، وأكد الأستاذ شلاط أنه لايوجد أي دليل يثبت أن هذا الأخير إرهابي، وطلب من هيئة المحكمة إفادته بالبراءة. بعد المداولة القانونية أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو الحكم بالبراءة لفائدة صونية قرس