سجلت مصالح النظافة ، رفع العشرات من جثث كباش عيد الأضحى ، التي تم رميها في المزابل بعد أن تعرضت لجروح أدت إلى وفاتها أو حوادث مرور و أخرى " إنتحرت" من شرفات المنازل و على الطرقات السريعة ، و مقابل ذلك ، سجل العديد من رجال الدين إستفسارات مواطنين حول جواز نحر أضحية جريحة في التناطح و هو ما يحرمه الإسلام ، إضافة إلى بعض العادات التي تسللت إلى المجتمع " و لا تجوز دينيا " مثل تسليم الأضحية للأطفال و تجويعها و إطلاق تسمية عليها. و كانت مناسبة عيد الأضحى هذه السنة ، قد عرفت عدة تجاوزات في حق الأضاحي يعكسه العدد الكبير للجثث المهملة في الشوارع و المزابل ، أغلبها قتل في تناطح و تشاجر بين الكباش ، و أضاحي أخرى لجأت إلى الهروب من الأطفال و الفرار من سوء معاملتهم و تعنيفهم مما أدى إلى صدمهم من طرف مركبات على الطرقات السريعة أو قفزهم من شرفات المنازل و العمارات ليلقوا حتفهم ، و عرفت هذه الظاهرة إتساعا هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة ، حيث سجلت حالات "إنتحار" أضاحي بعدة مناطق من الوطن و أكد ذلك أعوان النظافة المكلفين برفع القمامات . الشيخ شمس الدين: صوم الأضحية حجة ربات البيوت الكسولات و الرفق بالحيوان ولو على مستوى المشاعر و سألت " الشروق" الشيخ شمس الدين بوروبي ، رجل دين و داعية حول أحكام الإسلام من الظاهرة ، ليشير إلى ما وصفه بالتقاليد الغريبة التي أصبحت تميز معاملة الجزائريين للأضحية ، و تأسف لعدم تدخل أئمة المساجد لتنبيه المواطنين و توعيتهم ، و طرح الشيخ شمس الدين جملة من هذه العادات التي تتنافى مع تعاليم الإسلام أهمها توضئة الأضحية لإعتقاد الناس أنها مقبلة على الله في حين أن صاحبها لايكون يصلي مؤكدا أن الكبش لا يتوضأ و هذه بدعة ،و ركز كذلك على قضية تجويع الأضحية ليلة العيد وهو أمر غير جائز شرعا " كثير من الجزائريين يزعمون أن الخروف الذي يصيح ليلة النحر إنما يسبح لله ، لكنه في الواقع يصيح من شدة الجوع " و إعتبر الشيخ شمس الدين ، أنها حجة من طرف بعض ربات البيوت لسهولة تنظيف الأمعاء " كي لا تلامس أيديهن الأوساخ" تحت غطاء التجويع . و أعرب الشيخ شمس الدين عن إستيائه الشديد لتسليم الأضحية للأطفال " و أنا أزعم أنه لولا الأطفال لماتت السنة لدى كثير من الناس" و قال أنه لا يجوز تسليم حيوان لطفل لا يحسن معاملته و يعتبره في الأصل لعبة متحركة " شاهدنا تجمعات للعديد من الصغار على حلقات تناطح و تشاجر بين الكباش تنتهي بمآسي غالبا مؤكدا أن الإسلام يحرم تعذيب الحيوان بأي شكل أو إستغلاله في القمار، و كشف أن العشرات من المواطنين إتصلوا به للإستفسار عن جواز نحر أضحية تعرضت لكسور أو فقع عينه أو نزيف بسبب تعذيبها من طرف الأطفال أو إستعمالها في التناطح و أضاف أن الإسلام يحرم سوء معاملة الحيوان و أضاحي العيد خاصة على مستوى المشاعر حيث حرم نحر أضحية بحضور أخرى و دعا العائلات لوضع الأضحية في مكان لائق و مريح و ليس في الشرفات مما دفع العديد من الكباش إلى السقوط أو الرمي . الشيخ شمس الدين يعتبر أيضا أن تسمية الخروف غير جائزة ، بعد شيوع إسم زيدان هذه السنة على خلفية أنه لا يجوز إطلاق أسماء بشرية على حيوانات، و أرجع إنتشار هذه الظواهر إلى أن الناس حولوا الأضحية من عبادة إلى عادة مما أفرز الأعاجيب و البدع . الأستاذ بلمهدي: إتلاف و تعذيب الأضحية من الكبائر من جهته ، قال الأستاذ بلمهدي إطار سامي بوزارة الشؤون الدينية ، أن التحرش بالبهائم يعد من الكبائر و نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عن التحرش بين البهائم لأن ذلك يدخل في تعذيب الحيوان ، و ينتج عن هذه العادة الجاهلية إصابة القربان "هناك من يسيل دمه و يصاب بعمى و عور أو ضربة شبيهة بالقاتلة تؤثر على أعصاب الخروف فيصاب بالشلل " ، و أشار الأستاذ بلمهدي إلى أن الأضحية المصابة غير جائزة ومنه يضيع أجر المؤمن كما أن الإنسان المتسبب في إتلاف الأضحية يكون قد ضيع صفقة الشراء و البيع . و أوضح في إتصال ب"الشروق اليومي" أن الأضحية هي قربان من العبد المؤمن لله و لذلك إشترط أن يكون كامل الأوصاف التي شرعت لها السنة " لكن المشكلة أن بعض الناس يستغلون الأضحية للتحرش و هذا الأمر من الكبائر فقد نهى عنها الرسول صلى الله عليه و سلم " ووصف ذلك بالعمل غير الإنساني و ليس من شيم المسلمين "لأن الإسلام يرعى حقوق الإنسان و الحيوان و النبات و البيئة" فالإسلام يحرم تعذيب أو قتل عصفور ،مشيرا إلى أن هذا العمل ليس رياضة و أن معالجته ينبغي أن تكون في إتجاه النصح للكف عن هذا الفعل. نائلة.ب : [email protected]