في كل سنة ومع اقتراب موعد عيد الأضحى، تنتشر في الجزائر العاصمة والولايات المجاورة لها عادة ''تناطح الكباش'' والتي تستقطب اهتمام شريحة واسعة من المواطنين خاصة الشباب• والمثير في الأمر أنّ سمعة الكباش الجزائرية صارت كبيرة وتعدّت شهرتها حدود البلاد بحكم إجادتها ''فن التناطح'' وفوزها بالمنافسات المقامة خصيصا لهذا الغرض• أصبح فن مبارزة الكباش، كما يحلو لعشاقها تسميتها، شائعا ومشتهرا خاصة في منطقة الشرق الجزائري التي تعرف بتربية الكباش المخصصة للمصارعة، بالإضافة إلى ذلك اشتهرت ولاية سوق أهراس وعنابة بتقاليدهما الخاصة في ترويض الكباش وتدربيها على المناطحة، حيث يجد مربو هذا النوع من الكباش لذة خاصة في تنظيم المنازلات التي يجري التحضير لها قبل الموعد بعدة أسابيع، حيث يتم تلقينها تقنيات المناطحة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود التي تضمن النصر، بالإضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المتبارز أمام خصومه• وفي هذا المجال قال الإمام مفتش التوجيه الديني، بجادي عثمان، إن التحريض بين الحيوان لهو ولعب وحرام، مستدلا بما روي عن أبي عباس مرفوعا ومرسلا وموقوفا من قول ابن عمر (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم)، مشيرا إلى أن تعذيب الحيوان بدون سبب شرعي أمر حرام وتضييع منفعته بالإضافة إلى الاستهانة بخلق الله• وأضاف الإمام بجادي أن عملية تناطح الكباش من الظلم المحرم مستدلا بالقول التالي (عن سهل بن عطية بن الحنظلية قال: مر رسول الله ''ص'' ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال ''اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فأركبوها صالحة وكلوها صالحة)، مضيفا أن قول الرسول عليه الصلاة والسلام قال ''لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا'' أي منع إيذاء الحيوان، مؤكدا أنه في القديم كانوا يرمون الحيوان بالحجر أو بالأسهم ولذلك منع وحرم إيذاء الحيوان• وقال الإمام بجادي في حديث ل''الفجر'' أن الرفق بالحيوان واجب شرعي، فإن الله كتب الأمان على كل شيء مستدلا بقول الله عز وجل ''وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون'' الأنعام ,38 مضيفا أنه كانت هناك في قصة الرجل الذي سقا كلبا فشكر الله تعالى فغفر له• وأضاف المتحدث أن الله عز وجل أمر بعدم تعذيب الحيوان بالرجوع إلى قول عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ''مر رسول الله على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليها ببصرها فقال ''أفلا قبل هذا أتريد أن تميتها موتتين''• ينصح الإمام بجادي كل الشباب وأفراد المجتمع أن تكون رحيمة بالحيوان، لأن الإنسان ينبغي أن يكون أضلا رحيما مع أخيه الإنسان كما يرحم الحيوان والنبات وحتى الجماد، مشيرا إلى أن الله عز وجل أوجد الرحمة بين الحيوانات نفسها فكيف لا نرحم الحيوان• وأضاف الإمام بجادي أن نحر الكبش هي سنة نبينا إبراهيم نعبّر من خلالها عن فرحتنا بالعيد وهي نسك نتقرب بها إلى الله عز وجل، مؤكدا أنه لا يجب أن تكون محل عدوان ولعب لا فائدة من ورائه بل هي عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله، وليس للعبث ولتضييع الأرواح والتي قد يموت الكبش جراء هذه المبارزات أو تجرح•