مزيان يُعوّل على التحوّل الرقمي    ألنفط تُؤهّل يونايتد غروب    إنفانتينو يعزّي في وفاة مناد    الصفراء تبحث عن ثالث إنجاز    بلمهدي يستقبل المتوّجين    الجزائر تعرب عن تضامنها التام مع جمهورية اتحاد ميانمار إثر الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد    بوغالي يعزي في وفاة الفنان القدير حمزة فيغولي    بومرداس..وزير الصناعة يشرف على عملية الإنتاج التجريبي لمادة السكر بمصنع تفاديس    مزيان: تنظيم لقاء مرتقب لمناقشة القيم المهنية للصحافة    سوناطراك: حشيشي يتفقد الوحدات الانتاجية لمصفاة الجزائر العاصمة    إجتماع تنسيقي بين وزارة الفلاحة والمحافظة السامية للرقمنة لتسريع وتيرة رقمنة القطاع الفلاحي    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شهر شوال هذا السبت    كرة القدم (مقابلة ودية): مقابلة دولية ودية للمنتخب الجزائري أمام السويد في يونيو المقبل    وضع حد لأربع شبكات إجرامية تحترف سرقة المركبات بالعاصمة    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شهر شوال غدا السبت (وزارة)    عيد الفطر: الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تدعو إلى الالتزام الصارم بالمداومة    ذكرى يوم الأرض: الفلسطينيون يتشبثون بأرضهم أكثر من أي وقت مضى رغم استمرار حرب الإبادة الصهيونية    شراء ملابس العيد من المتاجر الإلكترونية: راحة و وفرة في العصر الرقمي    كرة القدم: الممثل الاقليمي للقسم التقني على مستوى الفيفا في زيارة عمل بالجزائر    العقيد عميروش, قائد فذ واستراتيجي بارع    وفاة الفنان حمزة فغولي عن عمر ناهز 86 عاما    كأس الجزائر: تأهل اتحاد الجزائر ومولودية البيض إلى الدور نصف النهائي    المسابقة الوطنية لحفظ وترتيل القرآن الكريم لنزلاء المؤسسات العقابية: إختتام الطبعة ال15 في أجواء روحية مميزة    اليوم العالمي للمسرح: المسرح الوطني الجزائري يحتفي بمسيرة ثلة من المسرحيين الجزائريين    في يوم الأرض.. الاحتلال الصهيوني يستولي على 46 ألف دونم في الضفة الغربية سنة 2024    مركز التكفل النفسي الاجتماعي ببن طلحة: إفطار جماعي وتقديم ملابس عيد الفطر لأطفال يتامى ومعوزين    الجزائر- قطر: التوقيع على الاتفاقية النهائية للمشروع المتكامل لإنتاج الحليب بجنوب البلاد    اختتام "ليالي رمضان" بوهران: وصلات من المديح الأندلسي والإنشاد تمتع الجمهور العريض    التبرع بالدم.. سمة جزائرية في رمضان    الحماية المدنية تدعو إلى الحيطة    سوناطراك: حشيشي يستقبل الأمين العام لمنتدى لدول المصدرة للغاز    الرجال على أبواب المونديال    مكسب جديد للأساتذة والمعلمين    تعيين نواب من العهدات السابقة في اللجنة الخاصة    فرنسا.. العدوانية    هذه رزنامة امتحاني البيام والبكالوريا    2150 رحلة إضافية لنقل المسافرين عشية العيد    هذا موعد ترقّب هلال العيد    صحة : السيد سايحي يترأس اجتماعا لضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال أيام عيد الفطر    قطاع الصحة يتعزز بأزيد من 6000 سرير خلال السداسي الأول من السنة الجارية    فوز المنتخب الوطني على الموزمبيق "رسالة واضحة للمشككين"    أمطار رعدية على عدة ولايات من شرق البلاد    اللقاء بسفير المملكة لدى الجزائر فرصة لتأكيد "ضرورة تعزيز التعاون والشراكة"    عرض فيلم زيغود يوسف    "أطباء بلا حدود" تطالب بمرور المساعدات الإنسانية لفلسطين    حلوى "التمر المحشي" على رأس القائمة    سوريا تواجه تحديات أمنية وسياسية خطيرة    أغلب رواياتي كتبتها في رمضان    سنعمل المستحيل للتأهل إلى المونديال    برامج ومسلسلات ومنوعات اختفت    رفع مستوى التنسيق لخدمة الحجّاج والمعتمرين    حج 2025: برايك يشرف على اجتماع تنسيقي مع وكالات السياحة والأسفار    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شوال السبت القادم    الجزائر تندد    استشهاد 17 فلسطينيا خلال استهداف منازل وخيام لنازحين    فرسان صغار للتنافس بمساجد قسنطينة    الدعاء في ليلة القدر    المعتمرون ملزمون بالإجراءات التنظيمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيسيا: زبائن غير معروفين حصلوا على حوالي 500 مليار بطريق غير قانونية
نشر في الشروق اليومي يوم 31 - 01 - 2007

عرف اليوم الثالث من محاكمة البنك الصناعي والتجاري الجزائري بمحكمة الجنايات في وهران، مثول المتهم "ل. محمد" الذي كان يشغل منصب رئيس مصلحة أمانة الالتزامات ومديرا بالنيابة، خلال فترة غياب مدير وكالة البنك الخارجي الجزائري في سيڤ.. الساعة التاسعة والنصف صباحا، الجميع كان ينتظر مثول المتهم "ل. محمد"، وذلك لأنه يعد العنصر الأكثر أهمية عقب غياب المتهم الرئيسي "ع. ميلود"، فقد كان يخلفه في كل شيء.. في الإدارة، وإصدار الأوامر.. وحتى في التوقيعات.
بداية‮ التعامل‮ بالسفاتج‮ في‮ وكالة‮ سيڤ‮.. يكشف‮ المستور
تقدم‮ المتهم‮ "‬ل‮.‬محمد‮"‬،‮ رجل‮ في‮ الخمسينيات‮ من‮ العمر،‮ ظهر‮ خلال‮ حديثه‮ متلعثما،‮ وخائفا‮..‬ يستعمل‮ يديه‮ كثيرا‮ خلال‮ الكلام،‮ ويجيب‮ عن‮ معظم‮ الأسئلة‮ الموجهة‮ إليه‮ بالدارجة‮.‬
رئيس‮ الجلسة‮ عشعاشي‮ عبد‮ الوهاب،‮ بدأ‮ كلامه‮ بطمأنة‮ المتهم‮ ثم‮ سأله‮:‬
-‬‮ هل‮ أنت‮ مسبوق‮ قضائيا؟
-‬‮ نعم‮ سيدي‮ الرئيس‮ لدي‮ قضية‮ تتعلق‮ بإصدار‮ شيك‮ بدون‮ رصيد‮ بمعسكر،‮ وعوقبت‮ فيها‮ بستة‮ أشهر‮ غير‮ نافذة‮.‬
-‬‮ في‮ أي‮ عام؟
-‬‮ 1996‮.‬
-‬‮ تفضل‮ بالإجابة‮ عن‮ قرار‮ الإحالة‮ والتهم‮ الموجهة‮ إليك؟
- سيدي الرئيس، أريد في البداية أن أقول إنني أزاول مهنتي في البنك منذ تاريخ أفريل 1989، أعمل في وكالة سيڤ وأقطن في وهران.. لقد بقيت أسافر يوميا من وهران إلى سيڤ لمدة 14 سنة، كما أنني لم أتربص أبدا في حياتي المهنية، وفي سيڤ، أخذت جميع معارفي من المدير السابق‮ في‮ تلك‮ الفترة،‮ بوعبد‮ الله،‮ لقد‮ تدربت‮ على‮ كيفية‮ معالجة‮ القروض‮ والتعاملات‮ البنكية‮.. بعدها‮ بثلاث‮ سنوات،‮ أصبحت‮ رئيس‮ مصلحة‮.‬
في سنة 1999، غيروا لي الوظيفة، فتوليت رئاسة مصلحة أمانة الالتزامات، بعدها بسنة، تم ترسيمي.. كانت مهمتي متابعة القروض وليس إنجازها، فأراقب الضمانات، ثم أقوم بوضع قائمة للمدينين من الزبائن في نسختين، واحدة لي والأخرى للمدير، ثم نرسل كل شيء إلى المديرية الجهوية،‮ أما‮ الإعذارات‮ إلى‮ الزبائن،‮ فنرسل‮ نسخة‮ منها‮ إلى‮ الإدارة‮ في‮ العاصمة‮ مع‮ تحديد‮ مهلة‮ ثمانية‮ أيام‮ لكل‮ زبون‮ من‮ أجل‮ الدفع‮..
للإشارة،‮ فقد‮ بقيت‮ سيدي‮ الرئيس‮ مسؤولا‮ عن‮ هذه‮ المصلحة‮ حتى‮ أثناء‮ غياب‮ المدير،‮ قبل‮ أن‮ يتم‮ تغييره‮ وتعيين‮ المرحوم‮ عرجون‮ الميلود‮..‬
-‬‮ هنا‮ يتدخل‮ القاضي‮ ليسأل‮: كم‮ استمر‮ في‮ منصبه؟
-‬‮ 6 أشهر‮.‬
-‬‮ من‮ خلفه‮ بعدها؟
-‬‮ أعادوا‮ المدير‮ الأول‮ بوعبد‮ الله‮ الذي‮ كان‮ في‮ بشار‮..‬
-‬‮ ثم‮ متى‮ عاد‮ عرجون؟
-‬‮ أواخر‮ العام‮ 1998،‮ بعد‮ إحالة‮ بوعبد‮ الله‮ على‮ التقاعد‮.‬
-‬‮ لماذا‮ كنت‮ تخلف‮ المدير‮ أثناء‮ غيابه؟
-‬‮ لأنني‮ كنت‮ محل‮ ثقته‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لديك‮ صفة‮ نائب‮ المدير؟
-‬‮ لا‮ يا‮ سيدي‮..‬
-‬‮ منذ‮ متى‮ بدأت‮ تخلفه‮ في‮ غيابه؟
-‬‮ منذ‮ سنة‮ 1999‮.‬
-‬‮ في‮ العطلة‮ فقط‮ أم‮ في‮ الحج‮ أيضا؟
-‬‮ لقد‮ خلفته‮ في‮ الحج‮ أيضا‮.‬
-‬‮ نعود‮ إلى‮ موضوع‮ السفاتج‮.. ما‮ علاقتك‮ بها؟
-‬‮ إنني‮ لم‮ أرها‮ أبدا‮ في‮ حياتي‮ سيدي‮ الرئيس‮.. كما‮ لم‮ أتدرب‮ على‮ التعامل‮ البنكي‮ معها،‮ أما‮ مصاريفها،‮ فتحسب‮ في‮ العاصمة‮..‬
-‬‮ وأنتم‮ ألا‮ تحسبون‮ المصاريف؟
-‬‮ لا،‮ يقومون‮ بذلك‮ في‮ الإدارة‮ العامة‮..‬
-‬‮ في‮ وكالة‮ سيڤ‮ ألم‮ تكونوا‮ تتعاملون‮ بالسفاتج‮..‬
-‬‮ أبدا،‮ حتى‮ سنة‮ 2002‮..‬
-‬‮ القاضي‮ يشير‮ إلى‮ المتهم‮ بمواصلة‮ حديثه‮..‬
-‬‮ بعد‮ انقضاء‮ عطلة‮ المدير‮ "‬ع‮. ميلود‮" في‮ 2002‮ بدأ‮ التعامل‮ بنظام‮ السفاتج‮..‬
-‬‮ لمن‮ كانوا‮ يسلمون‮ السفاتج؟
-‬‮ لرئيس‮ مصلحة‮ الحقيبة‮..‬
-‬‮ وأنت؟
-‬‮ ليس‮ لي‮ علاقة‮.‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ الشيكات؟
- القضية يا سيدي الرئيس إذا سمحت لي، بدأت في منتصف 2003.. قبلها، في أواخر سنة 2002 التعامل مع الصكوك والسفاتج كان يتم بصورة عادية، حتى قبل ذهاب المدير "ع. الميلود" الى الحج في 18 جانفي، ناداني مساء وطلب مني أن أهتم بالبنك في غيابه..
تلاعب‮ بالملايير‮.. والمتهم‮ ينفي‮ مسؤوليته
بعد‮ مرور‮ ساعة‮ من‮ مناقشة‮ القاضي‮ للمتهم،‮ كان‮ واضحا‮ أن‮ الأمور‮ بدأت‮ تأخذ‮ شكلا‮ أكثر‮ حدة،‮ خصوصا‮ بعدما‮ واجه‮ رئيس‮ الجلسة‮ المتهم‮ ببعض‮ الحقائق‮..‬
-‬‮ لقد‮ قمتم‮ بخصم‮ سفاتج‮ قيمتها‮ 300‮ مليار‮ سنتيم‮ مضمونة‮ من‮ طرف‮ البيسيا‮ ويونيون‮ بنك؟
-‬‮ صحيح‮.‬
-‬‮ لقد‮ كانت‮ موجهة‮ إلى‮ شركة‮ سوترابلا،‮ والتجار‮ سلمان،‮ بن‮ عاشور،‮ وغيرهم‮...‬أولا،‮ كيف‮ تم‮ خصم‮ سفاتج‮ سلمان‮ صاحب‮ شركة‮ قرطبة؟
-‬‮ لقد‮ كان‮ يتعامل‮ باسمه‮ الخاص،‮ وليس‮ باسم‮ الشركة،‮ وكل‮ تعاملاته‮ كانت‮ تتم‮ بموافقة‮ المدير،‮ وذلك‮ منذ‮ سنة‮ 2002‮.‬
-‬‮ هل‮ كان‮ لديه‮ رصيد؟
-‬‮ نعم‮.‬
-‬‮ منذ‮ متى؟
-‬‮ منذ‮ سنة‮ 2002‮.‬
-‬‮ إذن‮ لم‮ يكمل‮ عاما‮ واحدا‮ على‮ فتح‮ رصيده؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮ جيدا‮..‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لديه‮ رخصة‮ خصم؟
-‬‮ لماذا‮ يحتاجها،‮ مادام‮ حصل‮ على‮ الموافقة‮..‬
-‬‮ لقد‮ تم‮ خصم‮ هذه‮ السفاتج‮ أثناء‮ توليك‮ مسؤولية‮ المدير‮ بالنيابة،‮ أي‮ بين‮ 2002‮ حتى‮ أفريل‮ 2003؟
-‬‮ لا،‮ المدير‮ "‬ع‮. ميلود‮" كان‮ حاضرا‮.‬
-‬‮ هل‮ أمرك‮ بالتوقيع‮ على‮ السفاتج؟
-‬‮ لماذا‮ يأمرني،‮ لقد‮ كان‮ ينفذ‮ لوحده‮ ويعطي‮ جميع‮ التعليمات‮..‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ من‮ كان‮ يصادق‮ عليها؟
-‬‮ لم‮ أفهم‮ الهدف‮ من‮ السؤال‮..‬
-‬‮ من‮ كان‮ يصادق‮ على‮ هذه‮ السفاتج؟
-‬‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق‮ "‬ب‮. عبد‮ العزيز‮".‬
-‬‮ إذن‮ ماذا‮ كان‮ دورك‮ أنت؟
-‬‮ ليس‮ لي‮ دور‮!‬
-‬‮ القاضي‮ متعجبا‮... ماذا‮ كانت‮ وظيفتك؟
-‬‮ رئيس‮ مصلحة‮ أمانة‮ الالتزامات‮.‬
-‬‮ وكيف‮ يكون‮ تعاملك‮ مع‮ السفاتج‮..‬؟
-‬‮ لا‮ شيء‮..‬المدير‮ هو‮ من‮ كان‮ يأمرني‮ بالتوقيع‮ عليها‮.‬
-‬‮ ما‮ أهمية‮ إمضائك؟
-‬‮ ليس‮ له‮ أهمية‮!‬
-‬‮ إذن‮ لم‮ تمض،‮ ماذا‮ يمكن‮ أن‮ يحدث؟
-‬‮ لا‮ شيء‮... ما‮ يصرا‮ والو‮!‬
-‬‮ ماهي‮ شروط‮ صحة‮ السفاتج؟
-‬‮ لا‮ أعرف‮..‬
-‬‮ ألا‮ تعرف‮ أنه‮ يلزمها‮ رخصة‮ الخصم؟
-‬‮ نعم‮.. لكنني‮ كنت‮ أنفذ‮ تعليمات‮ المدير‮ رحمه‮ الله‮.‬
-‬‮ حتى‮ لو‮ أعطاك‮ أوراقا‮ مزورة؟
-‬‮ لا‮.. كنا‮ ندرك‮ أن‮ المدير‮ يتأكد‮ من‮ كل‮ شيء‮.‬
-‬‮ عندما‮ ذهب‮ المدير‮ إلى‮ الحج،‮ كيف‮ تعاملت‮ في‮ غيابه‮ مع‮ الزبون‮ "‬س‮. عبد‮ الرحمان‮"‬؟
-‬‮ لقد‮ جاء‮ عندي‮ بنفسه‮..‬
-‬‮ القاضي‮ مقاطعا‮: هل‮ كنت‮ تعرفه‮ شخصيا؟
-‬‮ لا‮ يا‮ سيدي،‮ انه‮ بالنسبة‮ لي‮ زبون‮ وفقط‮.‬
-‬‮ هل‮ كنت‮ تعرف‮ أن‮ لديه‮ أملاك‮ ومحلات؟
-‬‮ سمعت‮ أن‮ لديه‮ محلات‮ في‮ مسرغين‮ بوهران‮..‬
-‬‮ محل‮ ماذا؟
-‬‮ محل‮ للمواد‮ الغذائية‮.‬
-‬‮ وفي‮ سيڤ؟
-‬‮ لا‮ أعرف‮..‬
-‬‮ في‮ فترة‮ العطلة‮ التي‮ أخذها‮ المدير،‮ جاء‮ عندك‮ سلمان؟
-‬‮ جاء‮ إلى‮ البنك‮ واستقبلته‮..‬
-‬‮ كم‮ جاء‮ عندك‮ من‮ مرة؟
-‬‮ مرة‮ واحدة‮.. أتى‮ بسفاتج‮ مدتها‮ 9‮ أشهر‮ لأوقعها‮ له،‮ فقلت‮ له‮ إننا‮ لا‮ نتعامل‮ إلا‮ بسفاتج‮ مدتها‮ 3‮ أشهر‮...‬
-‬‮ إذن‮ جاء‮ عندك‮ مرتين‮..‬
-‬‮ نعم‮ سيدي‮ الرئيس
-‬‮ كم‮ عدد‮ السفاتج‮ التي‮ جلبها‮ معه؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮.‬
-‬‮ وقيمتها؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮..‬
-‬‮ القاضي‮ يقرأ‮ في‮ بعض‮ أوراقه‮ ويقول‮: لقد‮ جلب‮ 8 سفاتج‮.. ماذا‮ فعلت‮ بها؟
-‬‮ استشرت‮ المديرية‮ الجهوية‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ هذه‮ السفاتج‮ مضمونة‮ من‮ طرف‮ البيسيا‮ أو‮ يونيون‮ بنك؟
-‬‮ لا،‮ البيسيا‮.‬
-‬‮ هل‮ أوصاك‮ المدير‮ بالتعامل‮ جيدا‮ مع‮ سلمان؟
-‬‮ لا،‮ مع‮ كل‮ الزبائن‮.‬
-‬‮ ألم‮ تقل‮ إنك‮ لا‮ تعرف‮ التعامل‮ مع‮ السفاتج؟
-‬‮ لقد‮ علمني‮ المدير‮ كل‮ شيء‮ قبل‮ ذهابه‮ الى‮ الحج‮... إنها‮ عملية‮ سهلة‮.‬
-‬‮ هل‮ كانت‮ لهذه‮ السفاتج‮ رخصة‮ خصم؟
-‬‮ لا‮ يهم‮.. لقد‮ كان‮ زبونا‮ معروفا‮.‬
-‬‮ كيف‮ ذلك؟‮ لم‮ يمر‮ عام‮ من‮ فتح‮ رصيده‮ وتقول‮ معروف؟
-‬‮ إننا‮ نعرفه‮ برقم‮ أعماله‮ ونشاطه‮ التجاري‮..‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ بقية‮ الزبائن‮ الآخرين‮.. فلنبدأ‮ من‮ "‬ر‮. لحسن‮"‬؟
-‬‮ هذا‮ الأخير‮ كانت‮ لديه‮ وكالة‮ عند‮ "‬س‮. عبد‮ الرحمان‮".‬
-‬‮ وكالة‮ عن‮ الرصيد‮ وليس‮ عن‮ السفاتج،‮ ثم‮ تقوم‮ أنت‮ بخصمها‮..‬
-‬‮ المتهم‮ يشعر‮ بالتوتر‮..‬
-‬‮ لقد‮ كان‮ عدد‮ هذه‮ السفاتج‮ 27،‮ بمبلغ‮ مليار‮ و713‮ مليون‮ دينار،‮ أي‮ تقريبا‮ 200‮ مليار‮ سنتيم،‮ ثم‮ تقوم‮ أنت‮ بخصمها‮ ببساطة‮ ودون‮ التأكد‮ من‮ سلامة‮ العملية؟
-‬‮ لا‮ أتذكر‮ هذا‮ المبلغ‮.‬
-‬‮ وماذا‮ عن‮ الزبون‮ المدعو‮ "‬م‮. الحاج‮"‬،‮ لقد‮ قام‮ أيضا،‮ بتوكيل‮ سلمان‮ من‮ أجل‮ خصم‮ 3‮ سفاتج‮ قيمتها‮ 356 مليون‮ دينار،‮ هل‮ كان‮ له‮ حساب؟
-‬‮ نعم‮.‬
-‬‮ فتحه‮ منذ‮ عام‮ أيضا‮... كيف‮ سمحت‮ بذلك؟
-‬‮ لقد‮ كانت‮ لديه‮ ضمانات‮ مثل‮ السجل‮ التجاري‮ و‮..‬
-‬‮ لماذا‮ وقّعت‮ على‮ السفاتج؟
-‬‮ لم‮ تكن‮ تلك‮ مهمتي‮ الأساسية‮.‬
-‬‮ لكنك‮ كنت‮ مديرا؟
-‬‮ لمدة‮ شهر‮ واحد‮.. وبالنيابة،‮ لماذا‮ تريد‮ سيدي‮ الرئيس‮ أن‮ تجعلني‮ مديرا‮ بالقوة‮!‬
-‬‮ الزبائن‮ الآخرون‮.. مثل‮ "‬عاشور‮ ودرار‮ والشريف‮.."‬كيف‮ تعاملت‮ معهم؟
-‬‮ بشكل‮ عادي‮.‬
-‬‮ السفاتج‮ تم‮ خصمها‮ في‮ ظرف‮ أسبوع‮ واحد،‮ وأثناء‮ وجود‮ المدير‮ في‮ الحج؟
-‬‮ لا،‮ كان‮ حاضرا‮ أثناء‮ العملية‮.‬
فضيحة‮ الشيكات‮ تهز‮ المحكمة
-‬‮ كل‮ من‮ تواجد‮ في‮ القاعة‮ كان‮ يعتقد‮ أن‮ مساءلات‮ القاضي‮ ستنتهي‮ عند‮ هذا‮ الحد،‮ قبل‮ أن‮ يخرج‮ ورقة‮ أخرى‮ من‮ خلال‮ سؤاله‮ للمتهم‮:‬
-‬‮ لقد‮ أشّرت‮ على‮ 217‮ شيك‮ قيمتها‮ 2‮ مليار‮ و616‮ مليون‮ دينار،‮ وقلتم‮ إن‮ لها‮ رصيد،‮ لكن‮ اتضح‮ العكس‮.. ما‮ ردك؟
-‬‮ لقد‮ وقّعت‮ عقب‮ توقيع‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق‮.‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ أيضا‮ وقعت؟
-‬‮ إننا‮ ثلاثة‮ من‮ وقّع‮.‬
-‬‮ لقد‮ حصل‮ سلمان‮ على‮ 80‮ شيكا،‮ ورفاس‮ على‮ 54،‮ ومرابطي‮ على‮ 33‮... هل‮ تأكدت‮ من‮ سلامة‮ العملية؟‮ هل‮ سألت‮ رئيس‮ مصلحة‮ الصندوق؟
-‬‮ نعم،‮ لقد‮ سألته‮..‬
-‬‮ سألته‮ 217‮ مرة؟
-‬‮ نعم،‮ كما‮ أن‮ الشيكات‮ راقبها‮ المدير‮.‬
-‬‮ لكن‮ أنت‮ من‮ وقّعت؟
-‬‮ المدير‮ قال‮ لي‮ وقّع،‮ لقد‮ كان‮ يأمرني‮ بذلك‮ دوما،‮ ويتجنب‮ هو‮ التوقيع‮..‬
-‬‮ من‮ جاء‮ إليك‮ بالشيكات؟
-‬‮ الزبون‮ سلمان‮.‬
-‬‮ هل‮ كنت‮ تعرف‮ أنها‮ غير‮ قانونية‮..‬
-‬‮ إنها‮ ليست‮ مشكلتي،‮ إنها‮ مسألة‮ تخص‮ المدير‮ رحمه‮ الله‮.‬
-‬‮ كيف‮ تقومون‮ بالمصادقة‮ على‮ هذه‮ الشيكات‮ غير‮ القانونية‮ في‮ 3‮ أيام؟
-‬‮ إنه‮ سؤال‮ يطرح‮ على‮ المدير‮..‬
-‬‮ حتى‮ لو‮ كان‮ المدير‮ حيا‮ لما‮ سألته،‮ لأنك‮ أنت‮ من‮ وقّع‮ وليس‮ هو‮.‬
-‬‮ لقد‮ أمرني‮ بذلك،‮ لست‮ مذنبا‮... لست‮ مذنبا‮.‬
القاضي‮ يطلب‮ من‮ المتهم‮ الهدوء،‮ ويرفع‮ الجلسة‮ الصباحية‮ في‮ حدود‮ منتصف‮ النهار‮.‬ .
قادة‮ بن‮ عمار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.