أشارت تقارير رسمية إلى إحصاء أكثر من 3 آلاف بناية سكنية، من بينها أحياء كاملة على أنابيب نقل الغاز الطبيعي، إضافة إلى 60 مؤسسة مصنفة المخاطر الكبرى على المستوى الوطني. وتتصدر قسنطينةالولايات التي توجد بها هذه البنايات، إضافة إلى سوق كبير، ومؤسسة تربوية، وتصنف ضمن "الأخطار الحقيقية التي تهدد حياة السكان والممتلكات والبيئة" بسبب توقع حدوث انفجارات في أية لحظة "تترتب عنها نتائج وخيمة" خاصة في حال تسرب الغاز أو اختلاطه بمواد أخرى. خاصة المواد المتفجرة، مما يشير إلى أن هذه المناطق تعيش تهديدا مفتوحا على كارثة بشرية وبيئية في أي وقت على خلفية أنها مناطق سكنية، وكانت السلطات، لمواجهة هذه المخاطر، قد لجأت إلى تصنيف المؤسسات التي تشكل خطورة قصوى وأخضعتها لإجراءات المرسوم التنفيذي رقم 98 - 339 المؤرخ في 3 نوفمبر 1998 الذي يصنف. وفي هذا السياق، يكشف تقرير سنوي، أعدته وزارة البيئة وتهيئة الإقليم حول وضعية ومستقبل البيئة في الجزائر، أنه تم إحصاء 3358 بناية على قنوات وأنابيب نقل الغاز الطبيعي (gazoducs)، تتصدرها ولاية قسنطينة من مجموع 7 ولايات على المستوى الوطني تواجه هذه المخاطر، حيث يوجد حي بأكمله مبني على قنوات نقل الغاز الطبيعي، هو حي "بوصوف" الشعبي، إضافة إلى 585 بناية بنفس الولاية، وسوق شعبي، وكذلك مؤسسة تربوية تتمثل في إكمالية، مما يبقي الاحتمالات مفتوحة حول نتائج وقوع كارثة أو انفجار غير مستبعد في حال تسرب الغاز أو اختلاطه بمواد أخرى أخطرها المواد المتفجرة. وتأتي بجاية في الترتيب الثاني ب 778 بناية سكنية، ثم باتنة ب 516 بناية، وتبسة ب 480 بناية، تليها العاصمة ب 466 بناية، وسطيف ب 264 بناية، وتم بولاية الأغواط إحصاء 269 بناية سكنية، لتكون ولايات الشرق أكبر "متضرر" من هذا النوع أو ما يصنف ضمن المخاطر التكنولوجية والصناعية، ويصنف التقرير هذه البنايات ضمن الصنف الثالث الذي يفرض الحصول على رخصة وموافقة رئيس المجلس الشعبي البلدي في تخصص إقليمه، مما يثير تساؤلا حول منح رخص بناء أحياء سكنية على أنابيب غاز، تشكل خطرا مستديما على السكان والمحيط. على صعيد آخر، تم إحصاء 60 مؤسسة مصنفة في المخاطر القصوى، من بينها المحطات الكهربائية، مركب إنتاج الغاز الصناعي، محطات تكرير البترول، إضافة إلى وحدتي إنتاج الكلور التابعتين لهما، يتطلبان مراقبة مستمرة ودائمة بسبب الأخطار المترتبة عن تسرب الغاز السام في حال وقوع حادث، حيث "سيخلق سحابا كثيفا من الغازات السامة قد يتجاوز الكيلومترات، ومن الناحية الجغرافية -يصنف التقرير- المنطقتان الصناعيتان بسكيكدة وآرزيو (اللتان شهدتا أحداثا مأساوية بسبب انفجارات العام الماضي) ضمن التجمعات ذات الخطورة القصوى" وعلمنا أن ولاة الجمهورية كانوا قد أصدروا تعليمات تقضي بمعالجة هذا الوضع، بعد معاينة هذه البنايات التي تم تشييدها بطريقة غير شرعية وغير قانونية، بهدمها أو ترحيل السكان الذين استفادوا منها في إطار قانوني، وإعادة مد الأنابيب بطريقة لا تشكل خطرا. نائلة. ب: [email protected]