تصوير بشير زمري - الشروق خبراء معماريون: غياب الصيانة يهدد السكنات الجديدة بالانهيار * كشف أمس، حميد عزوز رئيس المركز التقني لمراقبة البناء أن مكاتب المراقبة التقنية انتهت من إعداد الخبرة التقنية للبنايات القديمة على مستوى المدن الكبرى كالعاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة كمرحلة أولية في انتظار تعميم العملية إلى عدة ولايات، وتوجد التقارير على طاولة وزير السكن الذي سيحدد في لقاء مرتقب قريبا مصير هذه البنايات بناء على هذه المعطيات لإتخاذ قرار هدمها أو ترميمها، حيث خضعت لدراسة تقنية لتحديد حالتها المعمارية مع تصنيف كل العمارات والبنايات القديمة وتحديد الآيلة منها للسقوط أو تلك التي هي في حاجة إلى إعادة تهيئة وترميم، وينتظر تصنيف البنايات التي لديها قيمة تاريخية مع تحديد نوعية الأشغال التي تحتاجها، حيث شملت العملية، التي تشرف عليها مكاتب المراقبة التقنية، كل العمارات والبنايات القديمة التي يعود تاريخ بنائها إلى القرنين 17 و18. * وأكد السيد عزوز في تصريح خاص ل "الشروق اليومي" بشأن البنايات المهددة بالانهيار على خلفية الهزات الارتدادية المتتالية مؤخرا، أن الخطر يكمن في 17 بالمائة من الحظيرة الوطنية للسكن التي تمثل البنايات القديمة التي تعود للعهد الاستعماري، وهي عبارة عن سكنات وبنايات إدارية، حيث تتوزع الحظيرة على 13 بالمائة من البنايات التاريخية. و70 بالمائة من البنايات الحديثة "التي لا تشكل أي خطر وتخضع للمقاييس المطابقة للبناء ومضادة للزلازل"، أما الخطر الدائم، فيكمن في 8 بالمائة من إجمالي الحظيرة الذي يبلغ 6.5 مليون، أي ما يعادل أكثر من نصف مليون بناية آيلة للسقوط. * وأشار أن الخطر يكمن في هذه البنايات الواقعة في المناطق الزلزالية شمال الجزائر، من الشرق إلى الغرب على طول الساحل المقدر ب150كم، مؤكدا أن وزارة السكن تتبنى استراتيجية طويلة المدى لما وصفه "التخفيف من خطر الزلازل" سيمس 17 بالمائة من البنايات، على خلفية أنها بنايات قديمة وبعضها آيل للسقوط والانهيار، واعتبر ذلك "أولوية مصالح وزارة السكن". وأدرج الملتقى الدولي حول التسيير العقاري، الذي نظم مؤخرا بالجزائر، ضمن هذا المسعى، وشدد على ضرورة إشراك المجتمع المدني والسلطات المحلية في تنفيذ هذه الاستراتيجية. * * وزارة السكن تتبنى استراتيجية "التخفيف من خطر الزلازل" * وقلل المسؤول من حجم الأخطار التي تهدد اليوم، البنايات القديمة بالجزائر، مقارنة بدول أخرى متقدمة، وأكد ان "الجزائر أقل خطرا بكثير"، ليشدد على أن الجزائر اتخذت احتياطات لصيانة البنايات القديمة و"حماية المواطنين". * وتحصي الجزائر 450 ألف بناية قديمة على المستوى الوطني، حسب إحصائيات الاتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين، منها 22 ألف بناية قديمة تقع في إقليمالجزائر العاصمة، وتحصي وهران 539 عمارة مهددة بالسقوط موزعة على 1471 سكن تقطنها 3161 عائلة، منها أزيد من 178 عمارة مصنفة في الدرجة الأولى و216 عمارة في ترتيب الدرجة الثانية. * * خبير معماري: نحن على فوهة بركان و5 آلاف بناية مهددة بالسقوط بالعاصمة * ويُجمع الخبراء في قطاع البناء والعمران على ضرورة الإسراع في إحصاء وحصر كل البنايات القديمة للتكفل بها وإعادة ترميمها أو هدمها. وقال الخبير عبد الحميد بوداود رئيس الإتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين إننا "على فوهة بركان"، وأن البنايات القديمة تشكل قنبلة موقوتة في حال تكرار الزلازل، مشيرا إلى أن 5 آلاف بناية مهددة بالانهيار في العاصمة وحدها، وذهب في اتجاه معاكس للسيد بن عزوز عندما طرح نفس الإشكال بالنسبة للسكنات الحديثة، ليحث على ضرورة صيانتها، واقترح السيد بوداود في تصريح ل "الشروق اليومي" تنظيم أبواب مفتوحة بالبلديات لتوعية المواطنين"، مشيرا إلى أن الخطر يكمن في لجوء عديد من المواطنين إلى البناء دون التقيد بالمقاييس أو الحصول على رخصة أو بطاقة مطابقة، إضافة إلى ضرورة المتابعة وتطبيق القانون "لدينا قوانين ردعية وشاملة، لكن تحتاج إلى التطبيق الميداني". وأعاب على السلطات العمومية الاهتمام بالكم وعدد البنايات المنجزة والتغاضي عن شروط الحماية والصيانة.