صالح عوض قبل ايام قليلة استقبل اهل القدس منبر صلاح الدين الايوبي الذي احرقه الصهاينة قبل اربعين عاما وذلك بعد ان تم ترميمه خارج فلسطين .. كان المشهد باهتا..وبين دخول المنبر في المرة الاولى و دخوله في المرة الثانية مفارقات عجيبة..عاد المنبر باذن من محتلي المسجد الاقصى والقدس الشريف تزينه النقوش الجميلة والزخارف البديعة لكنه يئن من الم يعصر الافئدة ويقطع نياط القلب..لم تكن الايدي التي تحمله هي الايدي التي حملته سابقا ولم يكن الرجال هم الرجال. ففي حين كان صلاح الدين الايوبي ينصبه في مكانه الذي توسط المسجد الاقصى مهللا مكبرا وجموع الامة تكبر معه وتهلل بنصر الله المبين كانت بقايا الفرنجة الصليبيين يولون الدبر مدحورين مخزيين ..اما اليوم يدخل المنبر الى القدس وهو تحت الاحتلال فيما حماة القدس يتقاتلون ..يقتل الاخ اخاه لتدور دائرة الفتنة تعصف ببية الامل.. اليوم تتهيأ قيادة اسرائيل للقيام بحدث تاريخي خطير انه هدم باب المغاربة احد اهم ابواب بيت المقدس بعد ان وصلت الحفريات الصهيونية تحت المسجد الاقصى الى مستويات متقدمة ..كل شئ يتم برتابة وهدوء قاتلين كانه القدر المحتوم الذي لم يعد للناس الا الاعلان عن الاستسلام له..ورغم ان الموضوع لايقف عند المسجد الاقصى مع كل قداسته بل يطال المدينة المباركة كلها ضمن مخطط منهجي لتهويد المدينة الا ان ردة فعل العرب والمسلمين والنصارى ضعيفة بل معدومة. هنا نريد ان يرتفع الصوت مطالبا محور الاعتدال في بلاد العرب هل ترون ان هذا التصرف الاسرائيلي غير جدير باثارتكم ورفع سماعات هواتفكم للسيد الامريكي لممارسة ضغط على قادة اسرائيل..ام ان حتى مجرد مكالمة سلمية مرفوض عليكم..اين الاحزاب العربية؟..اين المنظمات والنقابات العربية والاسلامية؟ اين جامعة الدول العربية التي تلتزم بقرارات منع دخول الاموالا للشعب الفلسطيني ؟ اين منظمة دول العالم الاسلامي؟ اين اصدقاء الامريكان واين خصومهم؟ اجل ان الرمزية بالغة الدلالة يعود منبر صلاح الدين فيما اسرائيل تهدم بوابة المغاربة وحفرياتها تهدد المسجد الاقصى بالسقوط والفصائل الفلسطينية تتقاتل والنظام العربي لايحرك ساكنا..نعم لان المنبر عاد ولم يعد صلاح الدين.