قبل أربعين عاما أحرق صهيوني حاقد منبر صلاح الدين الأيوبي بالمسجد الأقصى وكاد الحريق يأتي على المسجد كله لولا نهوض أهل المدينة والمناطق المجاورة لإطفاء الحريق .. * قالت (قولدا مائير) رئيسة وزراء إسرائيل عندما سمعت الخبر: "إن هذا أسوأ يوم على دولة إسرائيل".. ظنت أن جيوش المسلمين والعرب ستزحف بملايينها نحو القدس لتزيل اسرائيل.. وعندما انقضى يوم كامل على الجريمة دون أي رد فعل قالت: "اليوم هو أفضل يوم لدولة إسرائيل". * وقبل ثلاثين سنة أطلق الامام آية الله الخميني زعيم الثورة الإسلامية في إيران على آخر جمعة من رمضان اسم يوم القدس العالمي دعا فيه المسلمين الى الخروج في الشوارع والإعراب عن سخطهم لما يلحق بالقدس وأكنافه من عدوان صهيوني .. كما دعا المسلمين كافة للتوحد والعمل من أجل استرداد القدس واجتثاث الكيان الصهيوني، وألحق بالإثم كل من لا ينهض من أجل ذلك .. وأكدت الثورة الإسلامية في ايران بهذا انخراطها في وحدة الهدف ووحدة المصير لكل جماهير المسلمين.. ولعل هذه الدعوة التي جاءت في مرحلة كامب ديفيد هي من عجل بالمؤامرات على الثورة وشن الحصار عليها والحروب التي أرهقتها. * لم نكن قبل ثلاثين عاما نشعر بأهمية تلك الدعوة..كان كل الفلسطينيين في فلسطين سواء الذين هم في العمق أو في الضفة الغربية أو قطاع غزة يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى دونما عائق..لم تكن المستوطنات والاستيطان قد ابتلع محيط القدس والمسجد الاقصى ..لم يكن القدس في كل ملامحه الا عربيا ..كان الحديث عن الأنفاق يتم كأحلام مزعجة وليس كواقع معاش أما اليوم فلم يبق من القدس الا رموزا تنتهك بين الحين والآخر فهاهم مسلمو فلسطين يحرمون من زيارته والصلاة في المسجد الاقصى الشريف وهاهي الانفاق تحته تهدد بسقوطه أما الاستيطان فلقد بلغ درجة طاغية ..نحن اليوم نعيش حالة حقيقية من تهديد معالم القدس وتهجير المقدسيين وترحيلهم..ان القدس اليوم في خطر ومن هنا تتجدد دعوة الامام الخميني اليوم لإحياء هذا اليوم لكي ينهض المسلمون بشتى مذاهبهم وقومياتهم وأوطانهم للدفاع عن أقدس أقداسهم. * هل قام المسلمون بما عليهم في الثلاثين عاما من دعوة الامام الخميني أو في الأربعين عاما على حريق المسجد الأقصى واحتلاله من قبل الصهاينة..؟ ان مزيدا من التخلي باديا في سلوك المسلمين بعد أن تعددت قضاياهم وتناءت عن القدس خطواتهم.. يجيء يوم القدس هذه السنة والقضية الفلسطينية في غرفة الإنعاش فهل يظل يوما للذكرى أم يوما للكفاح والتحرير؟