لاتزال مشاكل الصحة العمومية في الجزائر تؤرق أطباءنا وسط ظروف عمل محدودة ووسائل علاج بسيطة. وما تنظيم اليوم الدراسي الطبي الثالث حول تشخيص سرطان الرئة وعلاجه والوقاية منه، أمس بالعاصمة، إلا صرخة أخرى للتحسيس بمخاطر هذا المرض الذي يصيب سنويا حوالي 8 آلاف جزائري. ويعقد المشاركون فيه آمالا كبيرة على أن تأخذ الجهات المعنية بالتعليمات التي خرجوا بها. وفي هذا السياق، صرح البروفيسور حبيب دواقي، رئيس مصلحة الربو والحساسية وعلاج سرطان الصدر والمشرف على اليوم الدراسي الذي نُظم بالمركز الاستشفائي الجامعي ببني مسوس، أن الغاية من انعقاد هذا اليوم الدراسي الطبي هو دراسة آخر التقنيات والوسائل الطبية لتشخيص سرطان الرئة وعلاجه وتبادل الخبرات مع خبراء وأطباء مختصين قصد الخروج بتوصيات مستعجلة ترفع إلى وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وأشار المتحدث إلى أن الجزائر تعاني من مشاكل كبيرة في ميدان الصحة، خصوصا فيما يتعلق بالأمراض المزمنة والخطيرة، وعلى رأسها السرطانات بمختلف أنواعها التي يبقى تشخيصها المبكر وعلاجها والوقاية منها متخلفا بعض الشيء، مشيرا إلى نقص أجهزة الأشعة والسكانير الموجهة للتشخيص وتذبذب توفير الأدوية الخاصة بسرطان الرئة ونقص التكفل بالمريض خلال العلاج وبعده. وفيما يخص سرطان الرئة، يقول البروفيسور دواقي إنه السبب الأول في وفاة الرجال في بلادنا بسبب التدخين الذي يشكل 90 بالمائة من الوفيات، مقدرا عدد الحالات الجديدة بحوالي 8 آلاف كل سنة بدأت تمس تدريجيا شريحة الشباب المدخن بعد أن كانت مقتصرة على من هم أكبر من 60 سنة. وتكمن المفارقة يضيف المتحدث في أن هذا المرض السرطاني الذي يقتل الآلاف سنويا يمكن الوقاية منه باعتبار أن سببه الرئيسي هو التبغ. وخلص اليوم الدراسي الذي شهد مشاركة أطباء عامين ومختصين وخبراء من العاصمة وخارجها إلى اعتماد مجموعة من التعليمات تخص التشخيص المبكر والعلاج والتكوين والبحث والوقاية. أهمها إنشاء في أقرب وقت ممكن 3 مصالح للجراحة الصدرية في العاصمة وحدها وعلى الأقل في كل وحدة صحية عبر التراب الوطني. وكذا إنشاء معهد وطني للسرطان يتكفل بتنسيق الجهود الوطنية الخاصة بالتشخيص والعلاج والبحث. كما أكدت التوصيات على ضرورة وضع برنامج وطني فعال لمكافحة السرطان عموما وسرطان الرئة خصوصا بالتركيز على مكافحة التدخين. إيمان بن محمد: [email protected]