أجمع العديد من المختصون في مكافحة مرضان الثدي إلى أهمية إعداد مخطط وطني لمكافحة هذا المرض الذي من شأنه تنظيم وتعميم عمليات التشخيص الطبي للسرطان على المستوى الوطني إلى جانب منح المرضى العناية اللازمة والتكفل النفسي والبسيكولوجي، بالإضافة إلى توفير الأجهزة اللازمة لهذه العملية، الأمر الذي يستدعي حسبهم التحضير لندوة وطنية تشارك فيها كل الهيئات الوزارية المعنية بالأمر. نظمت جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان، أمس، بمنتدى المجاهد يوم تحسيسي وإعلامي حول مرض سرطان الثدي، حيث دعا المشاركون خلال هذا اللقاء إلى ضرورة إعداد مخطط وطني لمكافحة مرض السرطان في الجزائر، مؤكدين في هذا الصدد على أهمية تنظيم ندوة وطنية لمكافحة داء السرطان بمشاركة الجهات المعنية للتوصل إلى وضع الخطوط العريضة لهذا المخطط. وفي هذا السياق، أكد كل من كمال بوزيد رئيس مصلحة بمركز بيار وماري كوري لمكافحة مرض السرطان وصالح بن ديب مختص في الأشعة الطبية إلى جانب رئيسة جمعية الأمل حميدة كاتب، إلى ضرورة تحسيس السكان بأهمية اللجوء إلى الكشف المبكر للوقاية من السرطان لاسيما سرطان الثدي الذي يصيب سنويا 7 ألاف امرأة في الجزائر، منها أزيد من 3 آلاف وفيات من النساء المصابات بهذا المرض من بين 7000 حالة تشخص سنويا. كما أشار كمال بوزيد إلى ضرورة مكافحة السرطان بصفة عامة وسرطان الثدي بصفة خاصة، كاشفا عن تسجيل 35 ألف حالة جديدة مصابة سنويا بمختلف أنواع السرطان في الجزائر، حيث تتكفل مصلحته ب 4000 حالة جديدة مصابة بداء السرطان من بينها 1400 امراة تعاني من سرطان الثدي سنة 2009 مقدرا عدد المصابين بالسرطان في الجزائر ب 300 ألف مصاب، داعيا إلى إجراء الكشف المبكر وذلك قبل بلوغ المرض مرحلته الرابعة أي نسبة 80 بالمائة وهذا ما يصعب علاجه مما يستدعي أحيانا حسبه استئصال الثدي كليا وإخضاع المريضة إلى علاج صعب وثقيل ومكلف ماليا . وبعد أن ذكرت بكل النشاطات والجهود التي ما فتئت تبذلها الجمعية لمساعدة مرضى السرطان بمركز بيار وماري كوري، دقت رئيسة جمعية الأمل كاتب ناقوس الخطر على انتشار هذا المرض بكثرة خلال هذه السنوات الأخيرة داعية الجميع إلى بذل الجهود لمكافحته، من جهة أخرى أشارت إلى القافلة الإعلامية للتشخيص والوقاية من مرض سرطان الثدي التي نظمت في كل من ولايات الجلفة والاغواط وغرداية والتي عرفت استجابة معتبرة لمواطنات من هذه الولايات، كما أكدت بان جمعيتها تنوي توسيع هذه القوافل التحسيسية إلى عدة مناطق من الوطن خلال السنوات المقبلة نظرا للتجاوب الكبير الذي لقيته من طرف المواطنات عبر هاته الولايات. من جهته، أكد بن ديب أن التشخيص المبكر للمرض قد يقلص من عدد الوفيات مشيرا إلى وجود عدة أنواع من التشخيص من بينه التشخيص الفردي والتشخيص الجماعي والمنظم، مشيرا إلى حتمية إجراء المرأة البالغة 40 سنة من العمر الكشف المبكر لسرطان الثدي عن طريق فحوصات إشعاعية للثدي » ماموغرافيا « لان ذلك يساهم في تشخيص المرض والشفاء منه، كما ابرز أهمية إجراء التشخيص المنظم الذي يستجيب للمقاييس المعمول بها دوليا ملحا على وجوب تكوين أطباء وأعوان طبيين وتوفير أجهزة ذات نوعية متطورة معتبرا الفحص الإشعاعي للثدي أدق وسيلة للكشف المبكر للمرض. من جهة أخرى، ذكر المتحدث بالمشروع النموذجي للكشف المبكر لمرض الثدي حيث اختيرت في هذا الإطار 15 ألف امراة لإجراء هذا الكشف ببلدية سيدي امحمد، حيث سيجرى هذا التشخيص بالمجان بالعيادة المتعددة التخصصات بحي محي الدين التابعة للبلدية المذكورة حيث وفرت كل الإمكانيات وجندت كل الفرق الطبية المتعددة التخصصات للتكفل بالمعنيات بهذا الكشف المبكر.