لمن لا يعلم، فإن بلدية عين حساينية تسمى حاليا بلدية هواري بومدين وهي مسقط رأس الرئيس الراحل هواري بومدين، وتبعد عن قالمة بحوالي 20 كلم.. البلدية الكبيرة لا تمتلك إلا مسجدا واحدا وُضع أساسه عام 1975 وتمّ تدشينه منذ ربع قرن، وأمام التوسع الديموغرافي كان لزاما إنجاز مسجد آخر فبدأت مساعي حثيثة مع البلدية مكنت من الحصول على قطعة أرض بقرية بني عيش أحمد على بعد بضعة أمتار من المسكن الذي ولد فيه هواري بومدين. وتحصل رئيس لجنة المسجد عمر بن الخطاب السيد رشيد بن رمضان على كامل وثائق البناء والحيازة، بما في ذلك إمضاء والي ولاية قالمة ، ولكن المساعي توقفت عند مديرية العمران التي لم تمنح "المسجد" الرخصة النهائية، خاصة أن لجنة المسجد جمعت الأموال حوالي 100 مليون.. لأجل الإنطلاق في البناء حالما تحصل على "الرخصة اللغز". المشكلة أن قطعة الأرض المخصصة لمسجد عمر بن الخطاب تقع بجوار قطعة أحد الخواص الذي يريد إنجاز ملهى في المنطقة، ومن غير المعقول أن يلتصق جدار ملهى بجدار مسجد، وهو ما يجعل أحد المشروعين في مهب الرياح قطعا. الصراع، جعل لجنة المسجد تسعى بكل الطرق لأجل وضع أساس بيت الله لتنسف نهائيا مشروع الملهى، وجعل الثاني يطمح بطرقه الخاصة للإستحواذ على كامل قطعة الكعك لأجل إنجاز مشروعه "الترفيهي"، وما زاد من مخاوف سكان "هواري بومدين" أن جمعية المسجد وضعت ملفها لدى مديرية العمران منذ شهرين دون أن تحصل على الرخصة الأخيرة بالرغم من أن مديرية العمران في قالمة من عادتها أن تعطي رأيها في مدة 15 يوما بالسلب أو بالإيجاب. صحيح أن بلدية هواري بومدين لم يبق فيها أي فرد من عائلة الراحل الذين تنقلوا إلى هيليو بوليس وحمام دباغ ومدينة قالمة، لكنها مع ذلك مازالت مسقط رأسه وحاملة لإسمه.. الإمام الراحل عبد الحميد كشك قال من القاهرة عام 1979 أن بعض خصال بومدين تذكره بالفاروق عمر بن الخطاب.. لكن في مدينة هواري بومدين 2007 يخشى المواطنون أن يخسروا "هواري" و"عمر" دفعة واحدة. ناصر