دعا المختصون المشاركون اليوم الجمعة في المؤتمر الدولي الثالث للحساسية التطبيقية الى ضرورة التكفل بالحساسية للأغذية لدى الطفل بالوسط المدرسي . وأكد الأستاذ س. مارتين مختص في أمراض الحساسية من فرنسا على "توفير علبة الاستعجالات بالمدارس والتي تحتوي خاصة على دواء الأدرنالين حقن وهو الدواء الوحيد الذي يمكن ان ينقذ الطفل من الموت في حالة إصابته بأزمة ناتجة عن الحساسية للأغذية ". وقال الأستاذ المختص في هذا المجال انه "إذا لم يتم استعمال دواء الأدرنالين في الحين فانه لايمكن حماية الطفل من الموت بعد تحويله الى الاستعجالات بالمستشفيات". وبعد تقديم الحقنة مباشرة نصح الأستاذ المختص المشرفين على الأوساط المدرسية بنقل الطفل المصاب على جناح السرعة الى المستشفى أو القطاع الصحي القريب لإجراء التحاليل الضرورية وتشخيص نوعية الحساسية . وأوضح الأستاذ مارتين ان الأزمة "تتحول الى أزمة ربو حادة لدى 90 بالمائة من الحالات ولهذا لابد من توفير أيضا بوحدات الطب المدرسي -حسبه - دواء الفنطولين وسيلستان والبريكانيل لمعالجة نوبات الربو.. الطفل المصاب في بعض الأحيان يغمى عليه وإذا لم يتفطن المحيطين به يمكن ان يتعرض الى أزمة تنفسية وقلبية حادة تؤدي به الى الموت". واعتبر الدكتور منصور خوجة مختص في الحساسية التطبيقية ورئيس الجمعية الوطنية للأطباء المختصين في هذا المجال ان "المؤتمر الثالث للجمعية ركز على هذا النوع من الحساسية لكونها منتشرة بكثرة ويتعرض لها الطفل بعد تناول الوجبة بالمطاعم المدرسية أو بعد تناوله اللمجة ". وذكر الدكتور خوجة بمختلف أنواع الأغذية التي تؤدي الى الحساسية لدى الطفل من بينها الفول السوداني وزلال البيض والشكلاطة والصويا, ووصف المختص الحساسية للأغذية "بالخطيرة جدا" حيث تأتي في مقدمة الاستعجالات الطبية وتتمثل أعراضها في ظهور بقع حمراء بالبشرة والتهابات بالحنجرة يمكن أن تؤدي إلى أزمة تنفسية حادة تؤدى بدورها الى أزمة قلبية قاتلة . واعتبر نفس المختص أن "ارتفاع نسبة هذه الأمراض خلال سنوات راجع في بعض الأحيان إلى انفتاح السوق الجزائرية وتنوعها بالمواد المستوردة". أما الأستاذ س. بنفار من مستشفى نيكار بباريس (فرنسا) فقد ركز في مداخلته على الحساسية للأدوية ولاسيما المضادات للحيوية استنادا الى دراسة تم انجازها في هذا المجال و التي أكدت ان "نسبة 6ر13 بالمائة من الأطفال تعرضوا الى حساسية للمضادات الحيوية و نسبة 4 بالمائة فقط من الكبار تعرضت لهذه الحالة ", وأوضح نفس المختص ان الأطفال "هم الأكثر عرضة للحساسية للمضادات الحيوية والأدوية التي هي من نفس الصنف ودعا الى وقف العلاج فورا في حالة ظهور هذه الحساسية وإجراء فحوصات وتحاليل طبية ". للإشارة فان الهدف من هذا اللقاء الذي يدوم يومين هو التكوين المتواصل وتبادل التجارب والخبرات في الميدان . واج