توقعت مصادر قضائية يوم أمس، أن يتم إصدار مذكرة توقيف دولي من طرف السلطات الأمنية الجزائرية ضد رجل أعمال إيطالي يدعى "ماريو رونكالي" متهم في قضية إصدار شيك بدون رصيد قيمته 50 مليار سنتيم، إضافة إلى السرقة والنصب والاحتيال الذي كان ضحيته فندق "حياة ريجنسي" الواقع في حي البركي بوهران، وذلك بناء على شكوى أودعها صاحب الفندق حاج مختار محي الدين" منذ حوالي شهر، يؤكد فيها أنه كان ضحية نصب واحتيال من طرف شريكه الإيطالي الذي تقاسم معه التسيير منذ سنتين. وحسب بعض التفاصيل التي أوردتها الزميلة "لوكيتديان دوران" في عددها أمس، فإن رجل الأعمال الإيطالي مبحوث عنه منذ شهر جانفي الفارط، قبل أن يقوم صاحب الفندق "مختار محي الدين" برفع شكوى ضده لدى محكمة السانيا، عقب الاختفاء المريب لرجل الأعمال الإيطالي الذي توجه نحو بلده بصورة مفاجئة، وقال إنه سيقوم بتحويل الأموال عبر البنك، لكن ظهر فيما بعد أن ماريو رونكالي له مشاكل بنكية أو نية للاحتيال تمثلت أساسا في سحب الأموال من حساب بنكي لشركته التي أسسها مع حياة ريجنسي والمفتوح على مستوى القرض الشعبي الجزائري وإدخال تلك الأموال لحسابه الخاص في بنك "سوسييتي جنرال" بشكل غامض ولا يخلو من نوايا سيئة. المشكلة الكبرى التي فجرتها هذه الفضيحة، حسب بعض الملاحظين، تتمثل في تزايد الشكوك حول بعض الأدوار التي يقوم بها المستثمرون الأجانب الذين تم استقبالهم في السنوات الأخيرة وحصلوا على امتيازات خاصة وتتعلق أساسا بالإعفاء الضريبي الذي استفاد من ورائه رجل الأعمال الإيطالي المذكور وقدر ب 1.3 مليار دينار، وهي الامتيازات التي حصل عليها رجال أعمال أجانب، علما أن "ماريو رونكالي" جاء ضمن وفد رسمي يتألف من رجال أعمال إيطاليين في بداية العام الماضي، وحظي برعاية رسمية فوق العادة، قبل أن يتبين أن كل شيء تم بدون مراقبة مباشرة من طرف الدولة والعديد من الجهات الرسمية التي استقالت عن أداء دورها الأساسي، واكتفت بالترحيب والثناء على هؤلاء المستثمرين ليقع المحظور ويتبين أن النصب والاحتيال ممكن حدوثه في مثل هذه الظروف أيضا. وتبرز أهمية الاحتيال خصوصا في المشاريع الكبرى مثل مشروع التوسع السياحي في منطقة مداغ بوهران والذي خصصت له الدولة غلافا ماليا يقدر بأزيد من 58 مليار دينار، وكان من المفروض تهيئته من طرف الأجانب، لكن ما حدث مؤخرا يؤشر على خطورة الوضع وضرورة المراقبة. للإشارة، فإن فندق "حياة ريجنسي" يحتوي على 300 غرفة و21 جناحا خاصا، وقد عرفت مكانته السياحية تراجعا كبيرا، بالمقارنة مع فنادق أخرى، علما أن التسيير الذي تم تسليمه إلى الإيطاليين كان يمثل تجربة جديدة في وهران قبل أن يتراجع صاحبه كلية لفائدة شريكه الأجنبي وتحدث الفضيحة التي لم ينته التحقيق فيها بعد من طرف مصالح الأمن بوهران. قادة بن عمار