قلب مدينة وهران مسير بروميدا كبد فندق حياة ريجنسي بوهران خسائر ب 300 مليار وفر الى الخارج * * كشفت السيدة "نايت" المديرة العامة لفندق حياة ريجنسي بوهران "للشروق اليومي"، عن تفاصيل جديدة في قضية الاحتيال التي تعرض لها مالك الفندق السيد "الحاج مختار محي الدين" على يد مسير مجمع "بروميدا" الإيطالي، الذي فرّ تاركا وراءه الفندق يتخبط في مديونية بلغت 300 مليار سنتيم، كما ذكرت ذات المديرة أن موعد بيع "حياة ريجنسي" في المزاد العلني من طرف القرض الشعبي الجزائري الذي مول المشروع، لم يتحدّد بعد وهي الآن تنتظر تدخل وزير المالية للحيلولة دون غلق هذه المنشأة السياحية التي تعيل العشرات من العائلات. * مسلسل الاحتيال بدأ، عندما دخلت مجموعة "بروميد" الإيطالية الناشطة في مجال السياحة منذ عامين تقريبا إلى الجزائر، وفي أجندتها مشروع استثماري ضخم قيمته 12 مليار دولار، فقُوبلت بالترحيب من السلطات العليا في البلاد، لكنها انتهت بأكبر عملية إحتيال كبّدت الخزينة العمومية خسائر بالملايير، وقد ولّت المجموعة الإيطالية "بروميدا" التي زعمت أن لها باع كبير في مجال تسيير الفنادق والمنتجعات السياحية، وجهها شطر وهران، نظرا للإمكانات السياحية الهائلة التي تتوفر عليها، فكانت بداية مسلسل الاحتيال مع فندق حياة ريجنسي ذي تصنيف 5 نجوم الواقع بحي البركي بوهران - 7 كلم عن مطار السانية - لمالكه السيد "الحاج مختار محي الدين". * * شيك بدون رصيد لتسيير فندق ب500 مليار سنتيم؟! * "الشروق اليومي" تنقلت إلى فندق "حياة ريجنسي"، وقابلت السيدة "نايت" المديرة العامة لهذه المؤسسة الفندقية، التي نالت ترتيبا مشرفا في شمال إفريقيا، وتسلّمت شؤون تسييرها منذ شهرين تقريبا، حيث روت لنا بنبرة مليئة بالتذمر والحسرة، كيف استحوذ الإيطاليون على هذه المؤسسة الفندقية، بطريقة احتيال محترفة... البداية كانت عندما اتصل "ماريو رونكالين" البالغ من العمر 64 سنة، الذي دخل التراب الوطني في 14 جويلية 2006، بمالك الفندق "الحاج مختار محي الدين"، على أساس أنه مسير لمجمّع "بروميدا"، واقترح عليه مشاركته في تسيير فندق حياة ريجنسي، وأمام حجم الثقة والشهرة التي نالها المجمع المذكور في ظرف وجيز، ما كان من السيد "محي الدين" إلا الموافقة على الفور، لكن الطرف الإيطالي استغل هذه الثقة وقدّم شيكا كضمان، قيمته 50 مليار سنتيم، من أجل تسيير الفندق، لكنه في حقيقة الأمر كان بدون رصيد، أي ما يمثل 10 % من التكلفة الإجمالية للمشروع، السيد "محي الدين" صاحب الفندق تنقل إلى فرنسا، حيث يقيم، لكنه عندما عاد تفاجأ بالوضعية اللامقبولة التي آل إليها فندقه على يد الإيطاليين، الذين عاثوا فيه فوضى وتخريبا طيلة 8 أشهر التي تسلموا فيها زمام إدارته، ناهيك عن أعمال السرقة التي طالت بعض الأغراض الثمينة به، دامت التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن التي اشتغلت على ملف هذه القضية الشائكة، 6 أشهر كاملة، اكتشفت من خلالها تورط مجمع "بروميدا" في عملية احتيال فريدة من نوعها، لتأمر فيما بعد محكمة السانية، بوضع رجل الأعمال الإيطالي المزيف تحت الرقابة القضائية، ومصادرة جواز سفره، إلى أن يتم الفصل في قضيته، لكن "رونكالين" لم يمنح للعدالة الجزائرية فرصة مقاضاته، وفرّ تاركا وراءه عدة استفهامات، بخصوص الأطراف التي سهلت هروبه من التراب الوطني عبر الحدود المغربية، في سيناريو يذكرنا بأفلام "المافيا" الإيطالية، علما أن محكمة الجنح بالسانية، كانت أدانته غيابيا في شهر نوفمبر من السنة الماضية، بعقوبة الحبس النافذ لمدة 5 سنوات، مع إصدار أمر بالقبض الدولي عليه وإلزامه بتعويض الخسائر التي لحقت بالطرف الجزائري، بتهمة إصدار شيك دون رصيد بقيمة 50 مليار سنتيم، خيانة الأمانة، النصب والإحتيال والسرقة. * * حياة ريجنسي مهدد بالغلق بمديونية بلغت 300 مليار سنتيم * ناشدت السيدة "نايت" المديرة العامة لفندق "حياة ريجنسي" بوهران، السلطات المعنية وفي مقدمتها وزير المالية، بالتدخل للحيلولة دون غلق هذه المؤسسة الفندقية، التي باتت تعيل العشرات من العائلات، بعد أن تراكمت الديون عليها التي ورثتها عن فترة تسيير الإيطاليين، والتي بلغت 300 مليار سنتيم، هي الآن ملزمة بدفعها إلى القرض الشعبي الجزائري الذي موّل هذا المشروع الضخم، علما أنه تم تسديد فواتير الكهرباء والماء التي كانت على ذمة الفندق لصالح شركتي سونلغاز والجزائرية للمياه، كما ذكرت مديرة الفندق "أنها مستعدة لدفع الديون التي تراكمت على الفندق"، لكن المشكل العويص يبقى في الجدول الزمني للتسديد الذي فرضته إدارة القرض الشعبي بوهران، الذي يلزم إدارة الفندق بدفع 12 مليار سنتيم في كل 3 أشهر، و"في حال إقرار إجراء غلق "حياة ريجنسي" وبيعه في المزاد العلني، سيضيع كل ما بنيناه من أجل استعادة بريق هذه المنشأة السياحية التي خرّبها الإيطاليون".