عادت الخزعبلات مرة أخرى، إلى المؤسسات التعليمية، خاصة في المدارس الإبتدائية عبر (وصية) يطلب فيها من التلميذ أو التلميذة إعادة كتابتها خمسة وعشرين مرة، وإلا تعرض إلى مكروه.. وظهرت هذه الوصايا الطويلة جدا في زمن حاسم بالنسبة للتلاميذ المنشغلين بالامتحانات ونتائجها، إذ تطلب كل وصية من التلميذ كتابتها باسم الإسلام ومكةالمكرمة والرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ضمن خمسة وعشرين نسخة كاملة، مما يعني أن التلميذ سيمضي ما لا يقل عن العشرة أيام في كتابة موضوع لا يغنيه وخارج المقرر واهتماماته. (الوصية) التي ظهرت في ابتدائيات وإكماليات مدن الشرق الجزائري وجدت للأسف تجاوبا من تلاميذ أبرياء راحوا ينزوون لكتابة هذه الوصية وإرسالها إلى أصدقائهم خوفا من (اللعنة) التي تتحدث عنها هاته الوصية مثل حرمانه من رحمة الله يوم القيامة، وتضرب الوصية أمثلة عن أناس هلكوا في حوادث مرور وآخرين مات أعزّ الناس إليهم، لأنهم تجاهلوا الوصية، بينما نجح كاتبوها في جني الخير والمال، وهو ما جعل الأبرياء ينساقون خلف هاته (الوصية) ويشعرون بالرعب وينسون أن أمامهم مدرسة وأساتذة ودروسا في شبه غياب أو فراغ تعليمي، أمام سلبية الأساتذة والطاقم التربوي. الغريب أن هذه "الوصية" عندما تنشر بالمال تتحدث عن مبلغ (25 ألف روبية) مما يوحي أنها قادمة من الجمهوريات السوفياتية في قالب يقول إن الشيخ (أحمد) في مكة رأى النبي في منامه، فأمر بكتابة هاته الوصية المكونة من حوالي 500 كلمة كلها شعوذة وخزعبلات.. وكانت هاته (الوصية) تظهر في بداية الاستقلال وبداية السبعينيات ومازال مصدرها مجهولا لحد الآن، بالرغم من أن الآراء تتنوع وتختلف وتصب في كونها يهوديات، الهدف منها شغل التلاميذ في أشياء لا علمية ولا دينية وجعل الأبرياء يغرقون في توافه الأمور وفي الشعوذة. ب. عيسى