إهتز صباح أمس في حدود الحادية عشرة والربع سكان مدينة عنابة وزوارها لوقوع حادث انتحار مروّع وفريد من نوعه، أثار الألم وحديث سكان عنابة، عندما أقدم شاب في سن الثانية والعشرين، بطال، على إضرام النار في جسده، مستعملا البنزين، وذلك أمام مبنى ولاية عنابة وأمام مرآى المئات من العنابيين الذين ذهلوا وتأثروا لهول الحادثة. الضحية وحسب معلومات من مصالح الأمن، يدعى خادم جودي، يقطن بحي ديدوش مراد الفوضوي، انتقل في الصباح الباكر إلى مقر الولاية بهدف مقابلة مسؤولي الولاية، حتى يشكي ما تعانيه عائلته المحرومة من سكن محترم، خاصة أن إشعار الولاية وصلهم لأجل إخلاء المسكن المعرض للتهديم ضمن إطار البرنامج المسطر من بلدية عنابة، الخاص بالقضاء على الأحياء الفوضوية. الشاب الثائر، منعته "البيروقراطية" من مقابلة والي الولاية أو حتى مسؤول بسيط يطرح عليه مأساته الإجتماعية. وقد حضرت الشروق اليومي بالصدفة جانبا أخيرا من عملية الانتحار، إذ حاول (جودي) تفجير نفسه بواسطة قارورة غاز كان يحملها رفقة سكين حاد من الصنف السادس، إضافة إلى خمس لترات من البنزين ولكن الحراسة الأمنية المشدّدة منعته من تفجير نفسه، فاكتفى بالانتقام لنفسه على حساب نفسه، حيث رشّ كامل جسمه بالبنزين وأضرم النار في بدنه وانطلق يجري في مشهد هيتشكوكي نادر وسط هلع العنابيين والعنابيات حتى سقط مغمى عليه أمام شرطي مرور، نزع سترته الرسمية وراح يائسا لإنقاذ هذا الشاب المنتحر، كما ساعده سائق سيارة أجرة بمطفأة السيارة، لتتدخل مصالح الحماية المدنية في آخر لحظة، لأجل إنقاذ الشاب عبر نقله إلى مصلحة الإستعجالات، حيث وصفت حالته بالميؤوس منها، خاصة في قسم الحروق بمستشفى إبن سيناء الجامعي، أين يعاني من حروقات من الدرجة الثالثة. وقالت مصادر طبية للشروق اليومي، أن نجاة الشاب من الموت هو أشبه بالمعجزة في الوقت الذي لم ترد أية تعاليق من مسؤولي الولاية، عدا الصدمة من ردّ فعل الشاب المنتحر. فارس مصباح