شيعت زوال أمس، جنازة الشاب الضحية (جودي خادم) صاحب 22 شتاء، في أجواء شتوية حزينة محفوفة بالاستياء والغضب لدى عائلته وأبناء حيّه الشعبي "ديدوش مراد" المعروف لدى العنابيين ب"لاري روز". الشاب الذي انتحر حرقا من أجل السكن، تم نقل جثمانه من مستشفى ابن سينا، الجامعي مباشرة إلى غاية منبى ولاية عنابة، حيث كانت نهايته المأساوية.. وطاف مشيعو الشاب المنتحر حول مقر الولاية وكان عددهم بالمئات، منددين بما أسموه (مقتل) الشاب، حاملين جثمانه على رؤوسهم ولسان حالهم "خادم جودي ضحية حڤرة". المحتجون وعلى رأسهم أبو الضحية، الذي هو إبن شهيد، أعربوا للشروق اليومي عن تذمرهم إزاء موقف السلطات المحلية والولائية التي لم تكترث لحادثة إشعال "جودي" النار في جسده بعد أن رفض المسؤولون مقابلته، ومع أن الشروق اليومي نقلت عملية الإنتحار المثيرة ونقلت رغبة الشاب في إيصال صوته إلى المسؤولين، والتي انتهت بصبّ البنزين على جسده وإشعال النار ودخوله في غيبوبة دامت يومين كاملين إنتهت بوفاته. والد جودي، قال للشروق اليومي، أن إبنه رقد في غيبوبة في مستشفى في قلب عنابة ولم يزره أي مسؤول من عنابة لا من البلدية ولا من الدائرة ولا من الولاية، بالرغم من أن هذا الشاب لم يطلب أكثر من ملاقاة مسؤول ولو صغير!! ومن (حرقة) نفسه، قرّر حرق نفسه عندما أغرق جسده بخمس لترات من البنزين وإضرام النار في جسده، ولم يجد من يمنعه عن فعل ذلك بالرغم من أن حراس الولاية منعوه من تفجير مقر الولاية بحجز قارورة غاز صغيرة كانت معه وسكين من الصنف السادس، وثمّن الوالد الحزين على إبنه، موقف شرطي مرور قام بنزع سترته الرسمية وأخمد النار التي اشتعلت في إبنه، إضافة إلى سائق سيارة أجرة تطوّع لنقل "جودي" إلى مصلحة الإستعجالات بمستشفى ابن سينا الجامعي، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة إثر تأثر بدنه بحروق من الدرجة الثالثة. يذكر أن (خادم جودي) تزوج منذ سنتين وكان عمره 20 عاما وله إبن يبلغ من العمر عاما واحدا وكان المنتحر يسكن مع أبيه في شبه (جحر) وبعد زواجه إكترى بيتا في حي سيدي سالم بالبوني، وظل يطالب بمسكن لائق له ولوالده ليختار النهاية المأساوية، التي صنعت الحدث الإجتماعي في عنابة وأنست أبناء المدينة هموم السياسة والاقتصاد وكرة القدم.. بل أفقدتهم نهائيا شهية الحياة وحتى شهية الموت.