تذكر قرية تيزي هيل ابنها الاديب ملود فرعون الذي كرم من خلال مجموعة من تلاميذه واصدقائه في تظاهرة نظمتها جمعية "ثززوث" حيث نظم معرض للكتاب والصور أبرز مآثر الكاتب الذي اغتيل من طرف المنظمة الإرهابية الفرنسية "التنظيم السري المسلح" غداة الاستقلال. ملود فرعون الذي ترك العديد من الكتب امهما "ابن الفقير" و"الأرض والدم" يكتشف للقارئ ايضا عبر رواية جديدة نشرت العام الماضي من طرف ابنه "حي الورود" بعد 45 عاما من رحيله.الرواية المذكورة سبق أن قدّمها فرعون سنوات قبل رحيله إلى دار "لو سوي" الفرنسية، لكن ناشره طلب إجراء تعديلات عليها، فرفض وصرف النظر عن فكرة إصدارها. وتعرقل ظهور المخطوط إلى النور كل هذه السنوات في فرنسا، إلى أن جاءت الذكرى الخامسة والأربعون لاغتيال فرعون، فقررت أسرته نشر النص المكتوب في سنوات حرب الاستقلال، وتكشف النقاب عن العديد من الأمور الغامضة في حياة فرعون، وفي مقدمتها مواقفه من الثورة الجزائرية والاستقلال.وعلى عكس رواياته السابقة "نجل الفقير" و"الدروب الوعرة" و"الأرض والدم"، حملت رواية "حي الورود" مواقف صريحة من الاستقلال والثورة، إذ رأى الكاتب أن استقلال الجزائر هو السبيل الوحيد لخلاص الشعب الجزائري، على رغم ما كان يحمله فرعون من نبذ للعنف. يتناول الكاتب في روايته حقبة صعبة من تاريخ الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي، عندما كان جزء من سكان الجزائر، فرنسيي الأصل، يتمسّكون بفكرة الجزائر الفرنسية، ويرون أنها جزء لا يتجزّأ من فرنسا. وقد حاول فرعون توضيح حقيقة العلاقة بين الجزائري والمستوطِن أو "الأقدام السوداء"، مصوراً صعوبة جمع الاثنين في علاقة، ما دام الحقد ثالثهما.رواية "حي الورود" تجري أحداثها في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، بعد معركة الجزائر، وتحكي قصة مدرس جزائري من أصول بربرية يقع في حب معلمة فرنسية جاءت إلى الجزائر بحثاً عن زوجها. وتذهب الأحداث في وصف العلاقة التي بدت مستحيلة بحكم ارتباط الطرفين. لكن المعلمة فرانسواز تختار في النهاية حبيباً آخر، من "الأقدام السوداء"، وترفض حب الجزائري الذي حاول أن ينقل قيم التسامح والحب لابنة فرنسا "المتعجرفة".الرواية ليست قصة حب عادية، بل تحيل إلى مرحلة تاريخية للجزائر في السنوات الأخيرة للاستعمار.