أفاد مسؤول المحافظة السامية للامازيغية ا مراحي يوسف أن كتاب " نجل الفقير" المتميز للكاتب المرحوم مولود فرعون قد تمت ترجمته إلى 25 لغة عالمية بما فيها اللغتين العربية والامازيغية نظرا لجملة الأفكار والقيم الإنسانية الرائعة التي تضمنها. وأبرز مراحي في مداخلة ألقاها بمناسبة الذكرى ال47 لاغتيال الأديب رفقة مجموعة من رفقائه في النضال من طرف المنظمة السرية المسلحة الفرنسية " أوياس " في 15 مارس. وأوضح مراحي إن كتاب " نجل الفقير" الصادر سنة 1952 الذي قام بترجمته ولد موسى إلى اللغة الامازيغية لم يستلهمه فرعون أبدا من مضمون كتاب الأديب الفرنسي ألبير كامي كما قد تبادر الأمر لذهن البعض. بل أن ألبير كامي كان قد ألف عنوان مشابه سنة 1936 حول الوضعية الاجتماعية المزرية لسكان منطقة القبائل مشيرا إلى كتاب آخر لمولود فرعون بعنوان " يوميات القبائل " ترجم من طرف كمال بوعمار، فيما ظهر مؤلف ثالث له باللغة العربية وهو الحامل لعنوان " الدروب الوعرة ". وبالمناسبة أكد ذات المتدخل أن المحافظة السامية للامازيغية أصدرت مؤخرا خلاصة أشغال اللقاء التكريمي الذي نظم العام الماضي بدار الثقافة لتيزي وزو تخليدا لروح الأديب الفقيد و ذلك في شكل كتيب منبها أن مولود فرعون كان دائما في كتاباته يحرض الأهالي وأبنائهم على الإقبال الكبير على سبل العلم والمعرفة باعتبارها المحرك الأساسي للانعتاق من ربقة الاستعمار و لإحراز أي تقدم اجتماعي واقتصادي حقيقي. للتذكير فإن الكاتب مولود فرعون الذي اغتيل في 15 مارس 1962 كان يشتغل آنذاك مفتشا للمراكز التربوية الاجتماعية التي أنشأها جاك سوستال عام 1955 وهو ينحدر أصلا من عائلة ريفية متواضعة الحال من مواليد 8 مارس 1913 بقرية تيزي هيبل بدائرة بني دوالة ليتحصل أولا بمسقط رأسه على التعليم الأساسي. ثم أهله جده للحصول في 1928 على منحة مكنته من الالتحاق بالتعليم المتوسط بمدينة تيزي وزو وبعد أربع سنوات من مشواره الدراسي نجح و بجدارة في اجتياز مسابقة الانتساب للمدرسة العليا للمعلمين في بوزريعة بالجزائر العاصمة وأخيرا في 1965 تزوج المرحوم ابنة عمه ذهبية التي وافاها الأجل مؤخرا.