إحياء للذكرى ال46 لرحيل الكاتب مولود فرعون بتاريخ ال15 مارس من سنة 1962م، نظمت الجمعية الثقافية "آسيرم"، نهاية الأسبوع الماضي، بمسقط رأسه بقرية تيزي هيبل ببلدية بني دوالة الواقعة على بعد 17 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو العديد من النشاطات تكريما لروح هذا الرجل الذي ترك بصمات متميزة في الأدب الجزائري• استهلت هذه النشاطات بوقفة ترحم على ضريح الأديب الراحل ووضع باقة من الزهور تكريما لإسهاماته التي قدمها خدمة للثقافة والأدب الجزائري، إلى جانب نشاطات أخرى تتجسد أساسا في شهادات حية قدمها تلاميذ الراحل مولود فرعون والعديد من الشخصيات التي كانت على علاقة به وعاشت معه، كما يتم عرض فيلم وثائقي حول الراحل استعرض أهم المحطات الثقافية والأدبية في مساره المهني• كما تم تسمية مكتبة المنطقة على اسمه وهي المؤسسة الأولى التي درس فيها مولود فرعون الذي ولد بتاريخ 18 مارس سنة 1913م بقرية تيزي هيبل، نشأ في أسرة فقيرة لكنها مشتبعة بمبادئ الدين الإسلامي، هذه الوضعية الصعبة دفعت بوالده إلى اتخاذ الهجرة كوسيلة لفك هذا القيد الذي لم يمنع الراحل من التحاقه بالمدرسة الابتدائية المتواجدة بقرية توريرت موسى، بعدها التحق بمدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة ليتخرج بعد سنوات من التكوين، وعاد بعد ذالك إلى مسقط رأسه بتيزي هيبل أين عين فيها مدرسا سنة 1935م، وهنا بدأت مخيلته تتوسع أكثر لتهتم بمختلف القضايا الوطنية التي تهم الرأي العام• ثم التحق مولود فرعون بمدرسة توريرت موسى التي لا تبعد سوى بثلاث كيلومترات عن مسقط رأسه أين عين معلما سنة 1946م ليعين بعدها في إطار العمل الإداري التربوي سنة 1952م بمنطقة الأربعاء ناث ايراثن الواقعة بأعالي جبال جرجرة، ثم التحق سنة 1957م بالجزائر العاصمة حيث عين مديرا بمدرسة النادور المتواجدة في المدنية حاليا سنتين قبل استقلال الجزائر، عين مفتشا لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين سنة 1955م وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها مولود فرعون قبل أن يسقط برصاص الاستعمار بتاريخ 15 مارس سنة 1962م، وهوالذي كان في مقر عمله منهمكا بقضايا أمته ووطنه في ظل الأعمال البشعة التي تسلطها فرنسا الطاغية على الأبرياء العزل من الجزائريين الذين انتصروا بفضل شجاعتهم وصبرهم رغم المكائد التي تنصبها منظمة الجيش السري التي كانت تمارس جرائم الاختطاف والقتل ليلا ونهارا، وهي التي كانت قد اقتحمت مقر عمل جماعة مولود فرعون وهم منهمكين في دراسة قضايا وطنهم خاصة في المدن الكبرى من الوطن الجزائر فرحل مولود وبقيت أعماله خالدة• من مؤلفاته "أيام قبائلية" يتحدث فيه عن عادات وتقاليد منطقة القبائل و"أشعار سي محند اومحند"، إلى جانب أربع روايات هي "ابن الفقير" التي كتبها سنة 1939م، "الذكرى"، "الدروب الوعرة" و"الأرض والدم"، وكلها روايات تتحدث عن المعاناة البشعة التي لاحقت الجزائريين إبان الحقبة الاستعمارية من طرف الاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية الجزائرية ونشر المسيحية، إلى جانب العديد من الرسائل والمقالات ذات الطابع الشخصي• ومن لا يعرف مولود فرعون فلن يعلم أنه صاحب المقولة الشهيرة "أكتب بالفرنسة وأتكلم بالفرنسية لأقول للفرنسيين إنني لست فرنسيا!"•