نزل نجم المعلقين العرب الأستاذ عصام الشوالي ضيفا صبيحة الخميس على مدينة عين الفوارة بعدما لبى دعوة أسرة الوفاق لمتابعة لقاء الوفاق مع الفيصلي الأردني، حيث صنع عصام الملقب بأمير المعلقين العرب الحدث طيلة يوم الخميس حيث خطف الأضواء من الجميع وكان رائعا بتواضعه الذي زاده رفعة المستوى العالي للتنظيم الذي ساد حفل التكريم الذي احتضنته وكالة تروبيك تور أين كانت الفرصة مواتية لعقد جلسة مطولة مع المتربع رقم واحد على عرش التعليق في قناة آرتي التي زادت شهرتها بالدوري العربي وبتعليقات ابن تونس الخضراء الذي يفيد ويبدع ويمتع في المقابلات التي يعلق عليها تبعا للحماسة والإثارة المضمونة معه تكونت أستاذ أدب فرنسي فوجدت نفسي في قناة أرتي الأستاذ عصام الشوالي ليس خريج الإعلام ولم تكن له الخبرة اللازمة في التعليق لكن تعلقه بالكرة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة بشأن اللعبة دفعه لاغتنام فرصة بعث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لمشروع إذاعة الشباب التونسية حيث كنت (يقول عصام) آخر من قدم ملف اعتماد المشاركة بتاريخ 31/07/1995 على الساعة الرابعة مساء في الوقت الذي كان آخر أجل السادسة مساء ولم أصدق أني نجحت في الامتحان وواصلت المشوار في التعليق لغاية اليوم الذي عرض علي مسؤولوا قناة أرتي في سبتمبر 2001 فكرة الانضمام إليهم وقرر ت المجازفة والمغامرة مع أن آرتي لم تكن معروفة آنذاك بنفس الحجم اليوم تلقيت الكثير من المتاعب من الحرس القديم وعن صعوده الصاروخي في سماء التعليق علق المعلق التونسي عصام بأن الأرض لم تكن مفروشة له وهو كان قد فضل المغامرة مع آرتي في الوقت الذي حان موعد ترسيمه كمنشط رئيسي بإذاعة وتلفزيون تونس7 ، حيث لاقي الكثير من الصعوبات والعراقيل خاصة من الحرس القديم في آرتي لكني نجحت في كسب ثقة مسؤولي القناة بدليل أني نشطت كأس العالم 2002 بعد 03 أشهر فقط من التحاقي بالقناة وواصلت بخطى واثقة أين حققت جميع طموحاتي في ظرف وجيز وبتوفيق الله علقت في نهائي كأس العالم 2006 كما علقت في نهائي كأس العالم إناث وعملت 70 نهائي في مختلف المنافسات القارية. دراجي سفير فوق العادة للتفوق الجزائري أثنى الشوالي كثيرا على المعلق حفيظ دراجي الذي وصفه بأنه أستاذ في مجال التعليق ويملك مهارات ممتازة في التعليق على المباريات وقال عصام بأن حفيظ الذي فضل العمل بالجزائر لو سافر للعمل في القنوات الإعلامية في الخارج لكان قد صنع مستقبلا زاهرا ورهيبا، ولا ندري هل تغيظ هذه الشهادة الأعداء الكثر لحفيظ الذي غالبا ما كان يخطأ كثيرا في المعلومات التي يقدمها في المباريات زيادة على استبداده في المسؤوليات التي يمسك بها وهذه أكيد أن الشوالي لا يعلمها لأنه تكلم عن الجانب المهني وهو محق على كل حال الإمكانات في الخليج والمهارات في المغرب العربي دافع عصام كثيرا عن الجهة التي ينتمي إليها ( المغرب العربي) في معرض حديثه عن تقييم مستوى الكرة العربية حيث أكد بأن المغاربة يلعبون بمهارات عالية ويميلون في طريقة لعبهم إلى الأندية الأوربية عكس الكرة الخليجية التي لا تعتمد إلا على الأموال لأن اللاعب الخليجي في أصله "شبعان" ولا يبحث عن شيء لأن كل الإمكانات متوفرة أمامه حيث يتفق جميع الملاحظين على أن عقلية اللاعبين الخليجيين ميالة للكسل والتواكل، ويضيف عصام في سياق متواصل بأن الفرق المغاربية كانت عقدة مصر وفرق المشرق قبل أن تتراجع تحت تأثير التغييب ونقص الإمكانات وعدم الاستمرارية في العمل وغياب الاستقرار الحاج عيسى لاعب نادر ومكانه في أوربا بشأن الحاج عيسى كشف عصام بأنه معجب جدا بأدائه وبشخصه، وبطريقة لعبه الفريدة ومراوغاته الممتازة ، وأرجع الشوالي فضل انتشار باجيو العرب واشتهاره عربيا إلى قناة أرتي وإلى الدوري العربي ، لأنه لولا البطولة العربية لما شاع حاجي وذاع بمثل هذه الدرجة التي يستحقها على كل حال، وأنصح باجيو العرب الذي يوجد الآن تحت المجهر وتحت الأضواء المكشوفة بأن لا يفكر في الاحتراف في الخليج لأن ذلك صفقة فاشلة مهما كانت القيمة المالية للعرض، ومكانه في أوربا حيث المستوى العالي وحيث يمكن له تفجير مخزون الفنيات والإمكانات ويصبح له اسم عالمي مثل ما فعل اللاعب الدولي الجزائري الأصل زين الدين زيدان الذي أحبه وأقدره كثيرا، أو سلسلة النجوم الذين صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية ملؤوا الدنيا ضجيجا مثل رابح ماجر ،عصاد الذي كان قريبا من الريال، لخضر بلومي وبن تيفور... وبصراحة أكثر أتمنى أن يكون الحاج عيسى ناضج أكثر ويحسن استغلال الفرص المتاحة له لان عمر نجوم كرة القدم صغير ولا يتجاوز 10 سنوات، ولابد من تحين الفرص وعدم تضييعها. الاتجاه المعاكس: الشيخ كامل أنقذ دوري أبطال العرب قدم عصام الشوالي مقاربة دقيقة لفكرة الاحتكار الذي باتت تفرضه قناة أرتي خاصة في المنافسات العاليمة ولجوئها إلى التشفير لضمان العائدات المالية الوفيرة من العمليات التجارية لبيع البطاقات قائلا بأن المسألة ليست بالسهولة التي يتصورها الأنصار والمتابعون والجماهير لأن الحقيقة هي أن القناة برئاسة شيخها محي الدين كامل هي التي أنقذت الدوري العربي من الاندثار بدليل أن المنافسة لم تكن تعرف مثل هذا الصدى والتنافسية إلا بعد رعايتها من طرف راديو تلفزيون العرب الذي رفع مستوى الدوري لأن الحل لترويج المنافسات عالميا أصبح في احتكار حقوق البث مثلما جرى في كأس العالم الأخيرة التي بيعت حقوق بثها ب 970 مليون أورو في الوقت الذي كانت لا تتجاوز 87 مليون أور في كأس العالم 1998 وكان الشيخ كامل قد دفع 100 مليون دولار لشراء حقوق البث عربيا ونفس المنحة تسير عليه قناة الجزيرة الرياضية وغيرها من القنوات.ورغم أن الشوالي صرح بأنه من مناصري القنوات المفتوحة التي تزيد في الشعبية والفرجة إلا أنه نصح الغاضبين من هذه المسألة (مازحا) بضرورة السعي لتكريس حق المواطن في متابعة المنافسات دستوريا والدستور فوق الجميع مقاربة قد تفرضها واجبات المهنة لكنها تؤكد أن الشوالي لا يخشى السير في الاتجاه المعاكس لمحبيه خوفا من تقلص شعبيته.. بطاقة حمراء: صفراء لي وألعن الاحمرار رفض المعلق عصام الشوالي منح البطاقة الحمراء لأي شخص وأجاب عن سؤال الشروق له حول القضية بأنه إنسان متسامح ومحبوب وقلبه أبيض ومن غير الممكن أن يمنح أي بطاقة حمراء مع انه ضمنيا منحها للحكام والمسؤولين الذين ضيعوا الكرة العربية ولم يقدموا لها ما يسمح لها بالتقدم والتطور حيث عاتب الشوالي كثيرا غياب الإمكانات ومراكز التكوين لان الكرة العربية قادرة على إنجاب الأحسن على الإطلاق إن تم الاعتناء بالشبان -أحيانا ينقطع البث المباشر بسبب خلل تقني أو عطب أو أمور خارجة عن النطاق وهذه لا أحبذها كما وقع لي في تعليقي على لقاء أرسنال والبارصا حيث انقطع الخط لمدة 15 دقيقة فقدت فيها أعصابي لا ألعب في جدية التحضيرات للتعليقات كشف عصام بأنه لا يلعب أو يتهاون في عمله حيث يحضر مسبقا وبكل جدية للمباريات التي يكون مكلفا بتعليقها وأكد بأن الأوراق الثابتة غالبا ما يحضرها بأسبوع قبل موعد المباراة مثل الجانب التاريخي للفرق المتنافسة والتأكيد على الأرقام والنتائج والأهداف بدقة زيادة على اللاعبين ومستواهم ومشاركاتهم بالتفصيل تزامنا مع ترك بقية الأمور المتعلقة بالطقس يوم المباراة والكواليس ومسار الرحلات التي تقطعها الرفق المتنافسة وأجواء التحضيرات والإقامة وتبقى أخر المعطيات المتعلقة بالتحكيم والتشكيلتين في آخر المطاف. وفاق سطيف يستحق اللقبين الوطني والعربي أبدى الشوالي إعجابه الكبير بمستوى فريق وفاق سطيف الذي كان الأحسن في النسخة الرابعة من هذا الدوري وكانت مقابلاته في المستوى وتتميز بالإثارة وهي صورة تعكس المجهودات التي تمت وتتم في هذا الفريق العائد لعهد التتويجات، وبنظر المعلق الشهير فإن الفكر الجديد في إدارة الوفاق هو العامل الرئيسي وراء هذه النجاحات حيث اجتمعت الأموال والرجال والإدارة المنظمة والجمهور الذهبي واللاعبين البارزين والتعاون المستمر والمحبة الموجودة في أسرة الفريق هي كلها ظروف ترشح الفريق الذي برز فوق الميدان لنيل اللقب الخاص بالدوري العربي لأنه يستحقه بجدارة وبدون مجاملة. سطيف بلاد كورة ونجومها يتحدثون وتنبأ الشوالي بأن الكحلة عائدة للأمجاد بعد غياب دام أكثر من 17 سنة وهذا ليس غريبا عن سطيف التي أنجبت رشيد مخلوفي وكرمالي وسرار ولعريبي وزرقان وعجاس وعجيسة وغيرهم من الأسماء اللامعة، ومن الجيل الحالي بورحلي والحاج عيسى الذي يعد الأفضل على الإطلاق إن سنحت له الفرصة للظهور والاحتراف. بعد الجهد والجهاد حان وقت الحصاد وبرأي عصام فإن الوقت قد حان للحصاد وجني ثمار المجهودات الكبيرة المبذولة من طرف إدارة الفريق وأعضائها النشطين وهذه المرحلة حاسمة ولا يمكن التهاون فيها لأن الفريق الذي قاد القاطرة الأمامية منذ الجولة الخامسة بدون منازع وتأهل لأول مرة للمربع الذهبي في المنافسة العربية ومرشح للذهاب بعيدا في الكأس الجمهورية من غير الممكن أن يتساهل في اللحظات الأخيرة التي تحتاج يقظة أكثر وإن شاء الله أتمنى للوفاق كل الألقاب التي يحلم بها. جمهور سطيف هو البطولة العربية اعترف الشوالي لنا بأنه أخبر الشيخ محي الدين كامل في اجتماع رسمي منذ أسبوع فقط بأن جمهور وفاق سطيف هو البطولة العربية وهو الذي منحها هذا الريتم من التنافسية العالية والإثارة التي كانت مفقودة ولا نراها إلا في البطولات الأوربية، وأكد الشوالي في نفس السياق بأن الإخوة في الخليج مبهورين بأنصار الكحلة الذين تفوقا من ناحية العدد الرهيب الذي يسجل في كل مقابلة وكذا الأهازيج والأغاني التي يرددها تزامنا مع المفرقعات والفيميجان والألعاب النارية التي ينبغي بالمناسبة الحذر في استعمالها والمهم أن الناظر والمتابع لمواجهات الوفاق يحس وكأنه يتابع منافسة أوربية خاصة لما تلعب الكحلة ليلا وتحت الأضواء الكاشفة بورتريه: المعلق الشاعر عندما هام ابن زيدون في عشق ولادة نظم روائع الغزل وخلد اسمه في تراث المحبين إلى الأبد لكنه لم يكن يعلم أن كرة القدم ستنافس يوما ما معشوقته وتخلق لنفسها عاشقا ولهانان من نوع خاص تعلق بها منذ الصغر ارتبط بلاعبيها مثلما تربط الحياة بالماء والهواء..عصام الشوالي التونسي تربى على صوت محمد صلاح وأمجاد الكرة المغاربية يذكر بلومي وعصاد وماجر وطارق ذياب والتيمومي وبودربالة وكل فناني الكرة في العالم لايضع الحدود الجغرافية عائقا أمامه يطير محو الأرجنتين حاملا عشقه لماردونا ورقصة التانغو ويحل بالبرازيل بكل مفردات التقدير للمواهب التي غزت العالم وأدخلت الفرجة في قلوب المقهورين ورسمت معاني الفرجة في لعبة يقول عشاق الجماد والعلم الدقيق أنها تكتيك وفقط.. الشوالي ليس معلقا عاديا درس الأدب الفرنسي اشتق منه معاني الغرام وهمسات المحبين في بلاد الجن والملائكة وحولها إلى صراخ من نوع خاص يعزف به سمفونية خالدة تعطي للمباراة بعدها الجمالي حتى وان كانت خالية منه فوق الميدان..يحب النادي الملكي لكنه متواضع يبحث عن المزيد من النجاح يضع التكلف في سلة المهملات ويفتح باب التلقائية على مصراعيه لايخشى على نجوميته من الصراحة ويبني جسرا متينا مع عشاقه على أواصر عشقه المميت لكرة القدم..الشوالي يعلق بلغة الشعراء وأرقام الخبير وتحريات الصحفي الدؤوب ويجمع بين أضلاع اللعبة في صورة تختصر مسار ذلك التونسي الذي دخل عالم التعليق بالصدفة وجاهد في سبيل النجاح حتى تربع على قلوب الملاين مثلما تربعت كرة القدم على عقله قبله. على السريع: -حاج عيسى أحسن لاعب في الجزائر -الوفاق وشبيبة القبائل أحسن فريقين في الجزائر والصفاقسي في تونس والرجاء البيضاوي في المغرب - أعشق ريال مدريد، و بوكا جينيور منذ أيام مارادونا وأتأثر بأجواء الكرة الأرجنتينية والبرازيلية. -يسعدني أن ألقب بأمير المعلقين العرب لكن لا مجال للغرور في العمل لأني لا أحب الألقاب بقدر ما أحب أن أكون بسيطا ومحبوبا وناجحا في عملي وحياتي. -بدون تردد جمهور الكحلة وبيضاء احسن جمهور عربي انه رائع. -حرماني من تعليق مباراة كأس إفريقيا بين تونس والمغرب بسبب موضوع الحياد يعد أسوا ذكري في حياتي العملية وقد آلمني ذلك كثيرا لأني أعتقد بأنها فرصة لا تعوض ولا تتكرر. وفي سياق البطاقة الحمراء التي رفض الشوالي منحها لأحد فقد بدا المتحدث متواضعا جدا حينما قال بأنه سيمنح بطاقة صفراء لنفسه في حالة ما قصر في حق أحد أو ظلم فريقا أو فضل طرفا على آخر. إعداد : نصرالدين معمري