تمكنت مصالح خفر السواحل الإيطالية خلال اليومين الأخيرين، على مستوى إقليم جزيرة لومبادوزا جنوب العاصمة روما، من توقيف 500 حراڤ قدموا إليها من مختلف الدول الافريقية ودول الساحل الجنوبي. وحسب الصحيفة الإيطالية "لاريبوبليكا" في عدد نهار أول أمس السبت، فإنه خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين وصل نحو 500 حراڤ إلى سواحل لومبادوزا على متن البواخر التي تم اعتراضها من قبل خفر السواحل. وحسب ذات المصدر، فإن العملية الأولى التي تمت في حدود الساعة العاشرة صباحا من نهار يوم الخميس المنصرم، بعد ورود نداء استغاثة من أحد الحراڤة بواسطة هاتف نقال، حيث طلب النجدة من الجهات المذكورة بعد تعرض القارب، الذي كان يقلهم، إلى عطب تقني حال دون وصولهم إلى بر الأمان، سيما وأن القارب الذي قدر طوله ب 15 مترا كان يقل نحو 125 رعية افريقية من مختلف الأعمار والجنسيات، وفور ذلك تنقلت عناصر البحرية الإيطالية مدعمة بفرقة طبية عاملة على مستوى الميناء إلى عين المكان، حيث تم تحويل المعنيين الذين عثر عليهم على بعد مسافة أزيد من 53 ميلا، إلى الجنوب من جزيرة لومابدوزا الإيطالية، وأضاف التقرير الوارد على صفحات جريدة "لاريبوبليكا" أن المعنيين حولوا فور ذلك إلى مركز الحجز بالجزيرة المذكورة، حيث تلقوا الإسعافات الطبية المطلوبة، وكان نهار الجمعة، قد شهد وصول قارب طوله 18 مترا يضم 368 مهاجر غير شرعي. وذكر ذات المصدر أن من بينهم 5 نساء وعشرات الأطفال، نقل جميعهم إلى مركز الاستقبال بالجزيرة. وأمس الأول، تم توقيف 41 مهاجرا غير شرعي من قبل عناصر الكارابينيي "رجال الدرك".وإلى الجنوب من جزيرة لومبادوزا، عرفت أول أمس، قبالة الساحل الجنوبي من سردينيا رسو قارب، يحمل 16 مهاجرا غير شرعي، تم اعتراضه من قبل الحرس "لافورسا إيطاليا" على بعد 30 ميلا إلى الجنوب من شاطىء رأس spartivento. وحسب ذات الصحيفة، فإن أعمار المسعفين تتراوح بين 20 و35 عاما، مشيرة إلى "الحراڤة الأفارقة" ومن بينهم تونسيون وليبيون وجزائريون، وقد كانوا في حالة سيئة جدا، إذ أوضحوا لمصالح الدرك أثناء التحقيق معهم أنهم مكثوا في البحر ثلاثة أيام كاملة بسبب تعرض قاربهم إلى عطب تقني كاد أن يعرض حياتهم للخطر، وأشارت ذات الصحيفة إلى أن المصالح الإيطالية باتت تنظر بعين الحسرة إلى الوضع السائد بالمدن الجنوبية من خلال الانتشار الرهيب لظاهرة الحرڤة نحو أراضيها، سيما وأن الدول الإفريقية المعنية ترفض التعامل إطلاقا مع الجهات المسؤولة بإيطاليا من خلال تسهيل عمليات الترحيل، مشيرة إلى أن مراكز الحجز المتواجدة عبر إقليم ولايات وجزر لومبادوزا، صقلية، وسردينيا باتت تعاني ضغطا واكتظاظا كبيرين، ما حال دون تقديم خدمة إنسانية للموقوفين الذين يصلون التراب الإيطالي "أصلا" في حالة يرثى لها، إذ تتطلب وضعيتهم الصحية علاجا ضروريا ومعاملة إنسانية لائقة، مع الإشارة إلى أن البرلمان الإيطالي كان قد صادق منذ أيام على مشروع مرسوم تنفيذي ينص على إلزامية طرد كامل المهاجرين غير الشرعيين الموقوفين على أراضيها، بغض النظر عن أصولهم، مع فرض عقوبات صارمة قد تصل إلى ثلاث سنوات سجنا نافذا.