أعلن وزير الخارجية الايطالي، جيوليو تيرتسي، عن مراجعة قريبة للإجراء الخاص بالختم على جوازات الجزائريين العائدين من ايطاليا، عبر قنصلية ايطاليا بالجزائر، وهو الإجراء الذي اعتبرته الجزائر مساسا بسيادة وخصوصية جواز السفر الجزائري. وقال الوزير جيوليو تيرتسي، الخميس، في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية، مراد مدلسي، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أنه بعد عملية تقييم لهذا الإجراء الذي يختم بواسطته على جوازات سفر الجزائريين العائدين من ايطاليا، تبين أن هناك تحسنا في هذا الاتجاه، وعليه فقد تقرر مراجعة هذا الإجراء، دون أن يعطي الوزير تيرتسي تاريخا محددا للتخلي نهائيا عن هذا الإجراء، ولا تفاصيل عن كيفية التراجع عن ختم جوازات سفر الجزائريين. واشتكى وزير الخارجية الايطالي بصراحة، في تصريحات صحفية على هامش الندوة الصحفية، من عبء بيروقراطية الإدارة الجزائرية، وما تسببه من تعطيل للمشاريع الاستثمارية الايطالية في الجزائر، وقال "لقد تحصلت على تعهدات صريحة وجادة من الحكومة الجزائرية، لتخفيف الإجراءات البيروقراطية، وعبئها على المشاريع، مضيفا أن الحكومة الجزائرية تعهدت بتسهيل أكثر للإجراءات المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، وقال "هناك التزام كبير من الحكومة الجزائرية في هذا المسعى، وقد أكد لي المسؤولون الجزائريون أن الشركات الايطالية مرحب بها في الجزائر، لتنويع الإنتاج الصناعي الجزائري، حتى لا يقتصر على قطاع المحروقات فقط". وبخصوص الرهينتين الايطاليتين المختطفتين في تندوف وجانت، أعطى وزير خارجية روما، الانطباع أن بلاده تعارض أي تدخل عسكري لتحرير الرهائن، حفاظا على حياتهم، مفضلا مبدأ التفاوض، وقال "بالنسبة لنا، هناك قيمة مطلقة، وهي ضرورة المحافظة القصوى على حياة وسلامة ورفاهية الرهينتين المختطفتين، وهو ما نعتبره أولوية ملحة"، مضيفا أن إيطاليا تعارض بصفة مطلقة دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية، لقاء تحرير الرهائن، معتبرا أن دفع الفدية يصب مباشرة في تمويل أنشطة التنظيمات الإرهابية، ولذلك يضيف تيرتسي فإيطاليا عارضت وتعارض وستعارض دفع الفدية للإرهابيين، موضحا أن حساسية قضية الرهينتين تتطلب حدا كبيرا من التحفظ، بحيث لا يمكن إعطاء أية تفاصيل أكثر بشأنهما.
مدلسي للايطاليين: الجزائر أرض استثمار وليست مجرد منبع للطاقة والمحروقات وبدوره، بعث مدلسي برسائل للطرف الايطالي، خلال الندوة الصحفية المشتركة مع وزير الخارجية الايطالي، جوليو تيرتسي، مفادها أن الجزائر تريد استثمارا حقيقا من ايطاليا، وعدم الاكتفاء بالنظر للجزائر كمورد للطاقة، وقال "لقد أبلغنا وزير الخارجية أن الجزائر ليست مجرد مصدر للطاقة، بل الجزائر ارض استثمار" وأضاف "هذه رسالتنا للايطاليين". وأوضح مدلسي أن زيارة الوزير تيرتسي كانت أساسا للتحضير للقمة الثنائية بين البلدين الثانية من نوعها شهر نوفمبر المقبل بالجزائر، وهي القمة التي تأجلت لثلات أعوام متتالية، لأسباب أرجعها المراقبون لعدم تقبل روما لإجراءات قانون المالية التكميلي لسنة 2009، المتعلقة بقاعدة 51 / 49 بالمئة للمستثمرين الأجانب.