إنفجرت مساء أول أمس ، قنبلة تقليدية الصنع تم وضعها بمحيط الثكنة العسكرية ببراقي بإتجاه جسر قسنطينة، جنوب العاصمة ، لم تخلف خسائر مادية أو بشرية ، و أفاد مصدر أمني ل" الشروق اليومي" ، أن قنبلة تقليدية الصنع ضعيفة المفعول ، إنفجرت في حدود الساعة السابعة من مساء السبت ، تم وضعها في كيس بلاستيكي أمام جدار الثكنة العسكرية ، لتنفجر دون أن تخلف خسائر مادية أو بشرية ، و خلفت حفرة صغيرة ، حسبما عاينته " الشروق " في عين المكان. وأضاف نفس المصدر ، أن القنبلة مصنوعة بواسطة جهاز هاتف نقال ، وهي الطريقة التي تبناها التنظيم الإرهابي الجماعة السلفية للدعوة و القتال الذي حول تسميته إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، و يسعى لتنفيذ عمليات تثير ضجة ، ويدرج متتبعون للشأن الأمني ، هذه العملية ضمن العمليات الإستعراضية التي تسعى إليها هذه الجماعة التي تريد إثباث توسيع رقعة نشاطها. لكنها على صعيد آخر ، تكشف تفعيل نشاط الشبكات النائمة بالمعاقل السابقة للتنظيمات الإرهابية ، حيث تعد منطقة براقي من أهم معاقل " الجيا" بالعاصمة و المتيجة ، شهدت سلسلة من المجازر و الإغتيالات قبل أن تعرف إستقرارا على الصعيد الأمني ، منذ صدور قانون الوئام المدني عام 1999 ، حيث لم تسجل أية عملية إرهابية منذ سنوات كما تأتي هذا الإنفجار ، أشهرا بعد العملية التي عرفتها منطقة الحراش رمضان الماضي و إستهدفت مقر ثكنة العتاد ببلفور ، و لم تخلف أية خسائر بشرية أو مادية. و تعد هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى العاصمة ، حيث أكد محافظ الشرطة خاوة سمير ، رئيس خلية الإتصال و العلاقات العامة بأمن ولاية الجزائر ، في تصريح سابق ل" الشروق اليومي" ، أنه لم تسجل أية عملية إرهابية منذ تفجيرات درقانة و الرغاية شرق العاصمة ، الصائفة الماضية ، إستهدفت مراكز تابعة للشرطة ، و خلفت ضحايا مدنيين ، و برأي مراقبين ، فإن التضييق على تحركات الإرهابيين الذين فشلت مخططاتهم في تنفيذ عمليات إرهابية بالعاصمة ، بالسيارات المفخخة لحصد أكبر عدد من الضحايا ، ليلجأوا إلى القنابل التقليدية بواسطة الهواتف النقالة. قنبلة أول أمس ببراقي ، تكشف أن نشطاء تنظيم درودكال ، يراهنون على شبكات الدعم و الإسناد و الشبكات النائمة ، و أيضا على" توظيف " العائدين من القتال في العراق ، و هو ما سبق ل" الشروق " أن أشارت إليه في عدد سابق ، على خلفية أن هؤلاء خضعوا لتدريبات عسكرية و أيضا على صنع المتفجرات ، و العمليات الإنتحارية هناك ، إضافة إلى المفرج عنهم في إطار تطبيق تدابير ميثاق السلم و المصالحة الوطنية من الإرهابيين الذين تم توقيفهم في وقت سابق و لم يسلموا أنفسهم لأجهزة الأمن ، حيث كان الأمير الوطني لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال عبد الملك درودكال ،المدعو أبو مصعب عبد الودود ، قد أوفد " مندوبين" عنه للإتصال بقدماء " الجيا" ، للإلتحاق بتنظيمه ، مدعما بالتحاقه رسميا بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن ، في إطار مساعي لتوحيد الجماعات الإرهابية التي تنشط في عدة مناطق ، لتوسيع خريطة النشاط الإرهابي و العمليات الإجرامية ، حيث يركز في المدة الخيرة على إستهداف المراكز الأمنية و الثكنات العسكرية لتحقيق الدعم ، في ظل الحصار على عناصره في الجبال و ملاحقة شبكات الدعم و الإسناد التي تشكل القاعدة الخلفية للإرهاب ، و كانت أجهزة مكافحة الإرهاب قد ركزت نشاطها و حملاتها على الشبكات النائمة لوقف الدعم اللوجيستيكي للتنظيمات الإرهابية ، و في سياق متصل ، أعلنت مصالح الأمن حالة إستنفار قصوى ، و تم تكثيف عمليات التفتيش و نقاط المراقبة لتحديد هوية الفاعلين. نائلة.ب