ماتزال "العروشية" سيدة الموائد والأعراس السياسية بولاية الجلفة، حيث تشكل العنصر المميز في ""طبخة" الترشيحات،والعامل الابرز في حسم القوائم المرشحين وتخضع الاحزاب السياسية بولاية الجلفة لهذا المنطق إذ تسارع الاحزاب الى طلب ود وتزكية اعيان الاعراش والقبائل ويجد شيوخ "العروش" أنفسهم هذه الأيام ضمن قوائم المدعوين تلقائيا للولائم و"الزردات". من طرف مسؤولي الأحزاب السياسية باعتبار أن "العروشية" احدى أهم عوامل النجاح بالجلفة. فمن عرش "أولاد نائل" الذي يتربع على الغالبية، إلى عرش "أولاد رحمان" العائد إلى الواجهة، ثم بدرجة أقل عرش "السحاري"، وفي إطار الحرب الباردة تتوزع عوامل القوة والضعف، حسب حجم التحالفات الإستراتيجية بين هذه العروش، وحتى بين الفرق المشكلة للعرش الواحد. وضمن هذا السياق يرى بعض المتتبعين أن "العروشية" رغم تأثيراتها على فئة واسعة من مواطني الولاية إلا أنها بدأت تفقد سيطرتها على النخب الصاعدة، التي وجدت في المؤهلات البديل الاستراتيجي الوحيد لتجاوز احتكار الوعاء الإنتخابي من طرف الأحزاب، وبالتوازي مع تبقى الإشاعة سيدة النقاشات هذه الأيام، وفي هذا الإطار يحاول بعض الأفلانيين تصدير فكرة إمكانية ترأس الوزير السابق " بن علية بلحواجب" لقائمة الأفلان ،غير أن هذه الإشاعة تصدم باشاعة أخرى تقول أن البرلماني "بلحواجب" لم يعد يمتلك القوة اللازمة للتحكم في مجريات الأحداث في الجلفة بدليل عجزه عن لعب دور مؤثر في انتخابات مجلس الأمة التي فاز فيها حزب الأرندي بالجلفة على حساب مرشح جبهة التحرير الوطني وبعيدا عن ساحة الإشاعات. وشكل الخبر الذي نشرته "الشروق اليومي" بشان ترشح "عبد القادر بن الشريف" شقيق العقيد بن شريف إلى جانب كل من ""برادعي مداني" و"عبد اللاوي عيسى" و"الحدي اسماعيل" و"" محمد بلحرش" ، وكذا " مصطفى بن دراح" كما برزت إلى الواجهة الأمينة الولائية للاتحاد النسائي "مريم بوشنافة" كممثلة للعنصر النسوي في قائمة المترشحين للبرلمان. وفي كل هذا، يبقى "شريف رحماني" الرقم الأول في المعادلة السياسية بولاية الجلفة والقادر على خلط كل الأوراق، فإذا كان مرشحو "الأرندي" حاليا سيقيمون بالتأكيد احتفالات خالدة في حال عدم ترشح وزير تهيئة الإقليم والبيئة، بعد بروز امكانية وترشيح رحماني على رأس قائمة الأرندي في العاصمة ، فإن الأحزاب الإسلامية وفي مقدمتها "حمس"، تدعو في صمت عله ينسحب من السباق في الجلفة. أما "الأفلان" فإنه لا محالة مستعد للتخلي عن كل الحركات التصحيحية، وإصدار بيان طويل يثمن فيه دور الوزير في مجال البيئة وطنيا ودوليا، ويعدد إنجازاته ويثني عليها، في حال فقط قرر "شريف رحماني" رسميا عدم الترشح بولاية الجلفة. كريم يحيى