بدأ مساء الجمعة لقاء بين القادة العسكريين والسياسيين ووجهاء وعلماء قبائل الطوارق بمنطقة الأزواد، للاتفاق على النهج الجديد لدولة الأزواد الجديدة التي أعلنت استقلالها في السابع من الشهر الحالي، حيث طالب العلماء بإعلانها إسلامية على منهج أهل السنة والجماعة بحضور العديد من الأمازيغ القادمين من دول أخرى كليبيا والجزائر والمغرب والنيجر. انطلقت أشغال اللقاء الأول من نوعه بين المئات من القادة العسكريين للحركة الوطنية لتحرير الأزواد، والسياسيين ورؤساء قبائل الطوارق وعلماء منطقة الأزواد والأمازيغ، من أجل تحديد نهج الدولة الجديدة للأزواد بعد إعلان استقلالها عن مالي في الشمال على مساحة تزيد عن 800 ألف كلم مربع. وطالب العلماء ورجال الدين الذين سجل حضورهم بأعداد كبيرة في مقر الحكومة الجهوية غاوو وسط المدينة، السياسيين والقادة العسكريين بإعلانها دولة إسلامية على منهج أهل السنة والجماعة دون غلو أو تجاف وتميع في التمسك بأحكام الدين وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي كلمة ألقاها الأمين العام للحركة الوطنية للتحرير الأزواد، بلال آغ شريف، أكد أن الدولة الجديدة ستكون متمسكة بتعاليم الشريعة والإسلام المعتدل الوسطي، كما نوه ذات المتحدث بالمواقف الكبيرة للكثير من القوى الفاعلة في منطقة الساحل التي أكدت على حق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث خص بالاسم الجزائر دولة وشعبا. وحسب ما يدور في كواليس المجتمعين، فإنه تم تقسيم المجتمعين إلى العديد من اللجان والهيئات أهمها إعداد دستور لبناء دولة حديثة مدنية وفق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى التحضير لحكومة وحدة وطنية أو مجلس وطني انتقالي يعمل على إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية إلى غاية الإعلان عن انتخابات وطنية للأزواديين. وفي نفس السياق، تم تأسيس لجان للأمن والدفاع والاقتصاد والمالية والخارجية مهمتها تثبيت الأمن داخل البلاد، إضافة إلى التواصل مع دول الجوار كالجزائر ومالي والنيجر وليبيا وموريتانيا للحصول على اعتراف أولي دولي منهم. تجدر الإشارة إلى أن اجتماع الأزواديين حضره العشرات من المدعوين والمشاركين الأمازيغ على غرار ممثل الكونغرس الأمازيغي سيد شكري القادم من ليبيا، إضافة إلى شخصيات أمازيغية قادمة من الجزائر من برج باجي مختار وأدرار وتيزي وزو والبويرة. موازاة مع هذا، عرف محيط مقر الحكومة الجهوية والقصر الجمهوري في غاو الذي احتضن اجتماع الأزواديين، إطلاق نار كثيف خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث صدت قوات الحركة الوطنية لتحرير الأزواد هجوما يعتقد أنه من طرف جماعة أنصار الدين والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. محاولة تفجير مدرجات مطار غاو الدولي للحيلولة دون إنزال عسكري محتمل جماعة التوحيد والجهاد ل "الشروق": نحن نحمي مناطق الأزواد من قطاع الطرق واللصوص والفوضى عرف مقر الاجتماع الذي حضره أعيان منطقة الأزواد من عسكريين ووجهاء قبائل وسياسيين إطلاق نار كثيف، في محيط مقر الحكومة الجهوية والقصر الجمهوري الذي احتضن اللقاء، وحسب شهود عيان من العسكريين في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد قالوا ل "الشروق" إن الاجتماع يسعى مجهولون لإفساده والتشويش عليه، وغالب الظن من أفراد جماعة أنصار الدين". من جانب آخر، وفي حديث خاص لكاميرا "الشروق"، من القيادي في جماعة التوحيد والجهاد أبو عبد الرحمان المغربي قال "نحن نسعى لتطبيق الشريعة فقط، فلماذا يتمالؤون علينا ويكونون في الجانب المعاكس للعقل والدين والفطرة، والله لم نخرج من ديارنا من أجل المال أو السلطان أو الجاه، بل خرجنا من أجل لا إله إلا الله محمد رسول الله" وأضاف "الدنيا لا تستهوينا، فنحن كبارا ورجالا وصغارا كلنا نبتغي وجه الله والحياة الآخرة، لقد طلقنا الدنيا، ونحن نقوم بحماية المقرات المهمة في المنطقة كالمستشفيات ودور الأيتام وشركة الكهرباء والماء من أي اعتداء للصوص والخارجين عن القانون وقطاع الطرق". وفي سياق آخر، قال مصدر من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، إن سيارات من جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا قامت بمحاولة الهجوم على المطار الدولي لمحافظة "غاو"، غير أن نقاشا حادا وتبادلا لإطلاق النار وقع بين جنود الحركة وأفراد جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وقال ذات المصدر إن المهاجمين كانوا يسعون لتفجير مدرجات المطار، بسبب ما قالوه لأفراد الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، إنهم يسعون للحد من الإنزال العسكري لأي دولة أو قوة أجنبية يمكنها أن تستعمل المطار المدني في إنزال طائرات عسكرية لقصف مواقع جماعة أنصار الدين والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا".