تشهد منطقة شمال مالي مواجهات حادة بين الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل، الذي يسعى لفرض سيطرته على المنطقة بعد إعلان الأزواد استقلالهم. وذكر هام سيد احمد اغ، الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد في اتصال مع «البلاد» أمس، أن الوضع في مدينة تومبوكتو وغاو منذ عدة أسابيع مشدود ويبعث على القلق، الأمر الذي دفع حسبه إلى أخذ مبادرة سريعة من قبل أعيان الطوارق من مناطق كيدال وغاو وتومبوكتو لدراسة كيفية مواجهة العناصر الإرهابية ووضع النقاط المتعلقة بالمشاريع السياسية. وأوضح هام سيد احمد أن أعيان الطوارق والمنتخبين ورجال الدين بالمنطقة لا يساهمون في تحقيق التضامن والوحدة للشعب الأزوادي فقط، وإنما العمل من أجل وضع الأسس الأولى لتأسيس دولة. وأفاد المتحدث أن عددا من ممثلي المجتمع المدني يتواجدون حاليا بمدينة غاو. من بينهم أتالة اغ الطاهر ويرافقه أعيان الطوارق من مدينة كيدال ورجال دين، ويمثل أثالة قبيلة طوارق لدرار التابعة لمدينة كيدال. ويهدف الاجتماع حسب هام سيد أحمد إلى الوحدة ضد أي نوع من التنظيمات الإرهابية سواء تعلق الأمر بتنظيم القاعدة أو بحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا المنشقة عن القاعدة وسيعمل المجتمعون حسب المصدر ذاته على العمل من أجل إيجاد الدور الذي يمكن لرؤساء القبائل والمنتخبين ورجال الدين في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، لعبه من أجل محاربة الإرهاب وإيجاد حلول سياسية للخروج من الأزمة. وأفاد هام سيد أحمد أن القياديين العسكريين للحركة الوطنية لتحرير الأزواد لا يمكنهم البقاء مكتوفي الأيدي أمام استفزازات العناصر الإرهابية النشطة في المنطقة وقال «إن عددا من العسكريين لتحرير الأزواد تعرضوا لاعتداءات عنيفة من العناصر الإرهابية في مدينة غاو ومدينة تومبوكتو في الأيام الأخيرة»، مشيرا إلى أن صبر القياديين العسكريين محدود أمام استفزازات العناصر الإرهابية التي تدّعي أنها تملك النار والجنة والذين أصبحوا لاجئين، حسب تعبيره.