لن تمر الهزيمة الأولى التي مني بها المنتخب الوطني، الثلاثاء، أمام منتخب إيران (1 / 2)، تحت قيادة المدرب رابح ماجر، مرور الكرام على صاحب الكعب الذهبي، ليس لأن الفريق سقط أمام منتخب بدا متواضعا، بل لأن التشكيلة الوطنية منقسمة من الداخل والأجواء في غرف التبديلات ليست على ما يرام، إضافة إلى حالات اللا انضباط التي تسود في الفريق. ويشير كل ما يجري في الفريق الوطني إلى أن ماجر لم يتمكن من فرض منطقه أو التحكم في التشكيلة الوطنية بصفة عامة، و"الكوادر" بصفة خاصة، إذ كان عليه كسب ودهم مؤقتا على الأقل وليس العكس، على غرار ما فعله مع كارل مجاني، الذي حمل شارة القيادة في اللقاء الأول أمام تنزانيا، على أساس خبرته الطويلة وقدرته على تنظيم زملائه على أرضية الميدان، ولكنه تفاجأ بتحويل شارة القيادة إلى زميله عيسى ماندي خلال لقاء إيران. وأفاد مصدرنا بأن الأجواء لم تكن عادية في غرف تغيير ملابس "محاربي الصحراء"، عقب نهاية المباراة أمام إيران، بسبب سخط الثلاثي محرز وتايدر وهني على مدربهم، وفلسفته التي لم تعجب اللاعبين. وبدا رياض محرز، نجما فوق العادة أمام إيران، ولم يتقبل تغييره في الشوط الثاني، بزميله الملالي، وقام بلقطة غير رياضية، حين عبّر عن غضبه من المدرب ورفض مصافحته، تحت أنظار زملائه ومختلف وسائل الإعلام الجزائرية والدولية. وحتى إن كان تغيير محرز، في غير محله، لاسيما أنه جاء في الوقت الذي استفاق فيه الفريق وكان بوسعه العودة في النتيجة إلا أنه لم يكن على لاعب ليستر التصرف بتلك الطريقة مع مدربه، ما توحي بأن ماجر، لا يتحكم في المجموعة وعلاقته متوترة مع نجومه. هذا وعلى الرغم من أن ما قام به سفير تايدر أيضا، لا يليق بسمعته كلاعب محترف، ولكن غضبه من المدرب يبدو منطقيا، لأنه لم يمنح له فرصة المشاركة في المباراتين، مفضلا عليه لاعبين آخرين على غرار بوخنشوش، وهو ما دفع بلاعب نادي أنتر ميلان الأسبق، إلى مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، ويطالب بعدم استدعائه مرة أخرى. عودة بن طالب إلى تدريبات ناديه تغذي فرضية خلافه مع مدرب الخضر في ذات السياق، تعززت فرضية وجود خلاف بين مدرب الخضر ونبيل بن طالب أكثر بعد استئناف اللاعب التدريبات بشكل طبيعي مع ناديه شالك الألماني، لاسيما أن الفاف أعلنت عبر بيان لها، أن بن طالب أعفي من لقاء إيران بداعي الإصابة، بينما ذكرت مصادر أخرى أن مغادرته مركز سيدي موسى كانت بسبب خلافه مع صاحب الكعب الذهبي، وهو ما غذته صور تدريباته مع فريقه الألماني، مباشرة بعد مغادرة مركز سيدي موسى. من جهة أخرى، وبعدما شعر بعجز الفريق عن التسجيل، غامر ماجر بإقحام إسلام سليماني ضد إيران لعلّه يصل إلى الشباك ويسجل هدف التعادل على الأقل، وهذا في الوقت الذي تمنت فيه إدارة نادي نيوكاستل الإنجليزي، إعفاء مهاجمها من مواجهتي تنزانياوإيران تفاديا لتفاقم إصابته ما قد ينهي موسمه مبكرا. يواصل مقاطعة الصحافة وخططه غير مفهومة هذا ويواصل مهاجم نادي "بورتو" الأسبق مقاطعته وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث لم ينشط ندوة صحفية قبل وبعد مباراة إيران، واكتفى بإرسال مزيان إيغيل، مساعده في العارضة الفنية، رفقة عيسى ماندي لمقابلة الإعلاميين بعد الهزيمة أمام إيران، وهذا غير كاف بالنسبة إلى الرأي العام، الذي يريد سماع تبريرات الخسارة على لسان مدرب الخضر، الذي طالما تفنن في انتقاد المدربين السابقين للفريق الوطني عبر "البلاطوهات". وبحسب مصدرنا، فإن لاعبي المنتخب الوطني، خاصة المحترفين منهم، لم تعجبهم طريقة عمل ماجر، خلال التربص الأخير، إذ تفتقد منهجيته الصرامة التكتيكية ويعتمد على طرق قديمة نوعا ما في التدريبات. ويبقى ماجر مطالبا بمراجعة حساباته وإعادة ترتيب البيت من الداخل، قبل مواجهة البرتغال المقبلة، لاسيما أنه سيواجه منتخبا عالميا يقوده النجم كريستيانو رونالدو، الذي لن يحول شافعي وماندي دون وصوله إلى شباك الخضر. ماجر يواصل تجاهله وسائل الإعلام إيغيل يغطي "الشمس بالغربال" ينفي قضية تايدر ويخفف من السلوك السلبي لمحرز فند مساعد المدرب الوطني مزيان إيغيل صحة المشاكل والخلافات التي خرجت إلى العلن أمام مرأى عدسات الكاميرات التي التقطت تصرفات غير لائقة من بعض كواد الخضر، الذين أظهروا عدم رضاهم عن معاملة الناخب الوطني رابح ماجر معهم على شاكلة ما حدث مع متوسط الميدان سفير تايدر الذي غادر مقعد البدلاء دقائق قبل نهاية اللقاء الودي أمام منتخب إيران احتجاجا على عدم إشراكه في المباراتين الوديتين الأخيرتين، فضلا عن رفض نجم ليسر سيتي رياض محرز مصافحة صاحب الكعب الذهبي بعد تبديله في الدقيقة ال66 من اللقاء بلاعب نادي بارادو ملالي، وحتى هني الذي غادر أرضية ملعب كراز في وقت مبكر من المرحلة الأولى كانت ملامح وجهه تعبر عن غضبه من خروجه بعد نصف ساعة فقط من اللعب. وقبل إيغيل الجلوس بقاعة الندوات لمواجهة وسائل الإعلام عقب نهاية اللقاء الودي أمام منتخب إيران وتنشيط الندوة الصحفية بدلا من الناخب الوطني رابح ماجر، الأخير لا يزال يصر على مقاطعة الإعلام والتهرب من مسؤولياته في تبرير خياراته وشرح طريقة عمله التي صارت غير مفهومة ليس لدى أبسط مناصري الخضر بل عند الفنيين والاختصاصيين الذين لم يجدوا توضيحات للنهج التكتيكي الذي يعتمد عليه ولا للخيارات الفنية التي يقوم بها قبل المباريات وخلالها. لا توجد قضية اسمها تايدر ولا نعماني ولا بلخير وحاول الذراع الأيمن لرابح ماجر إخفاء الحقيقة التي سبق أن أشرنا إليها حول الخلافات الموجودة داخل المنتخب الوطني بين بعض اللاعبين والمدرب الوطني، مخففا من وقع تصرفات سفير تايدر ورياض محرز، وكان قبلهما نبيل بن طالب الذي عبر عن عدم رضاه من تغييره في مباراة تنزانيا ومازال الغموض يحوم حول سبب مغادرته معسكر الخضر بعد اللقاء الودي الأول أمام منتخب تنزانيا. وقال إيغيل عن عدم إشراك تايدر في اللقاءين الوديين الأخيرين والتصرف الذي قام به بمغادرة مقعد البدلاء قبل نهاية مباراة إيران: "تايدر ليس وحده من لم يلعب اللقاءين الوديين لقد ضبطنا تشكيلة هذه المباراة حسب خصائص منافسنا والجاهزية البدنية للاعبين. سفير يدخل دائما ضمن مخططاتنا وإذا لم يلعب هاتين المباراتين فسيشارك في اللقاءات القادمة للمنتخب الوطني، وأؤكد لكم أنه لا توجد قضية اسمها تايدر ولا نعماني ولا بلخير وجميع اللاعبين الموجودين داخل المجموعة سوف يتحصلون على فرصة للعب"، مضيفا: "أما بالنسبة إلى الحديث الذي وقع بين ماجر وتايدر في الحصة التدريبية الأخيرة عشية اللقاء الودي أمام منتخب إيران فهو أمر طبيعي، اللاعب طلب تفسيرات من الناخب الوطني لعدم إشراكه في المباراة، ومن حق أي لاعب محترف أن يبحث عن الأسباب فهو في حاجة إلى شرح وضمان لأن يكون ضمن التشكيلة الوطنية وهو ما وقع ببساطة في الدردشة التي حصلت بين الرجلين". خروج محرز كان بحثا عن إنعاش خط الهجوم للعودة في النتيجة وتهرب مساعد المدرب الوطني من الرد على أسئلة الصحفيين بخصوص السلوك الذي قام به رياض محرز الذي غادر أرضية الميدان متذمرا من ماجر بسبب تبديله، ورفض مصافحته أمام عدسات الكاميرات واكتفى فقط بتعليل سبب تغييره. وقال: "خروج محرز كان من أجل إعطاء الفرصة لإشراك لاعبين آخرين، حيث كان لدينا الحق في 6 تغييرات واستخدمنا 4 منها، واللاعبون الذين دخلوا كانوا من المهاجمين للضغط على منطقة المنافس والعودة في نتيجة اللقاء". في سياق متصل، برر المتحدث التغيير المبكر الذي قام به الطاقم الفني الوطني بتبديل لاعب الهجوم سفيان هني بلاعب الدفاع مختار بن موسى. وقال: "لاحظنا اختلالا في وسط الميدان أثر علينا وأرهق دفاعنا وكان لا بد من إعادة التوازن للوسط، وهي الغاية من خروج هني ودخول بن موسى وتحول ماندي إلى الرواق الأيمن للدفاع وبن سبعيني إلى المحور". كما نوه مزيان إيغيل بمردود مدافع اتحاد العاصمة مختار بن موسى الذي أفاد كثيرا التشكيلة الوطنية في مباراة إيران بفضل تغطيته الجيدة في الدفاع والتمريرات الحاسمة التي يقدمها. وقال: "بن موسى قام بعمل جيد فهو مدافع ممتاز في التغطية فضلا عن ذلك لديه تمريرات دقيقة وحاسمة".