من وحي كلمة اقرأ وهي أول رسالة إلهية لخاتم أنبيائه، جاءت فكرة الجزائر تقرأ، للتشّجيع على القراءة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لتتحول في فترة وجيزة إلى مشروع ثقافي واقعي. بعدما اِلتفّ حولها آلاف الشباب الجزائريين والعرب. وتجسّد المشروع في عدّة إنجازات وبرامج تشجّع على مطالعة الكتب. أهمّها دار النّشر التي حملت اسم المبادرة "الجزائر تقرأ" وتجاوزت الأدوار التقليدية المقتصرة على الطباعة والنشر والتوزيع إلى تبنّي الإبداعات الجزائرية والعربية الناشئة، ولعب دور همزة الوصل بين القارئ وعالم الكتب بنشر أخبار المؤلّفين وجديد الإصدارات، إضافة إلى نشاطات ثقافية قيّمة في مختلف فروعها عبر ولايات الوطن؛ كتبادل الكتب، وتنظيم معارض مصغرة ونوادي الكتاب، والملتقيات الأدبية، والمسابقات المختلفة التي تحفّز الأقلام المبدعة، وتزرع التشويق ونهم القراءة لدى الشّباب الجزائري. والملفت في المشروع هو الحضور القوي والفاعل للجنس اللطيف، حيث تسجل الشابات الجزائريات نشاطا ملحوظا كقارئات وكاتبات ومشرفات على النشاطات المختلفة، وهو الأمر الذي اعتبره البعض دليلا على مدى وعي الفتاة الجزائرية العصرية، وإقبالها على طلب العلم. وفي هذا الصدد قامت مجموعة من الطالبات بجامعة صالح بوبنيدر ( قسنطينة 3 ) بتنظيم نشاط جلسة مع كتاب وهي بادرة للقراءة في الهواء الطلق، وبالتحديد في باحات الجامعات التي يتجمع فيها الطلبة عادة لتبادل أطراف الحديث، وتقول الطالبة نسرين وهي إحدى المشرفات على المبادرة: "نريد أن نصيبكم بعدوى القراءة، فواصلوا سقينا بمطر الإهتمام والتشجيع، نحن جسركم إلى ضفاف الإبداع والعلم، وسلّم ارتقائكم إلى العلا" وتضيف: "الكتاب هو الأنيس الأنفع والأروع على الإطلاق، إنني شغوفة جدا بمطالعة الكتب منذ طفولتي وأرى أنه من واجبي كمواطنة أحلم بمستقبل مشرق لوطني، أن أقدّم شيئا نافعا له ولا أنفع من نشر ثقافة المطالعة والدعوة إلى طلب العلم". وفي إطار المشروع ذاته، احتضنت خولة (أستاذة إنجليزية ) مبادرة مكتبة الشارع التي جسّدت منذ فترة عبر العديد من ولايات الوطن، وقرّرت تزويد الروافد المعرفية الجديدة التي ازدانت بها عدّة أحياء في مدينة قسنطينة بكتب متنوعة من مالها الخاص وعن ذلك تقول: " لعلّ هذه الكتب هي صدقتي الجارية بعد مماتي، وسأواصل في دعمها رغم أنني مستاءة جدا من عمليات السرقة والتخريب التي تتعرض لها هذه المكتبات، كنا نعتقد أنّ من لا تعنيه الكتب على الأقل يحترم من يقدّر قيمتها، لكننا تفاجأنا بسلوكات وحشية، البداية كانت محبطة، وجدنا المكتبات تعرضت للتخريب والكسر، ومعظم الكتب تعرضت للسّرقة والتمزيق" وتستدرك: "طبعا هناك فئة من المواطنين المثقفين الذين شجعونا كثيرا، وأثنوا على مجهوداتنا، ووعدوا بالدّعم وحراسة المكتبات، هؤلاء هم من يجعلوننا نستمر في نشاطنا". وفي سياق متصل تحدّثنا سامية من ميلة وهي مشرفة على نشاطات "الجزائر تقرأ" عن الحضور النسوي في تظاهرة ربيعنا الثقافي بالولاية وتقول الشابة: التي تواصلنا معها "المبادرة النسائية كانت حاضرة بقوة كبيرة جدا خاصة في التحضيرات والتنظيم والاستقبال وعلى مدار أربعة أيام لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية، استقبلنا الكثير من عاشقات الكتب والمبدعات الشاعرات والكاتبات الشابات وأبرزهن أصغر كاتبة في الجزائر التلميذة "دليلة بوسلمة".