أعلنت منشورات "الجزائر تقرا" عن تنظيم ورشة للكتابة الروائية تحت عنوان "البناء الدراماتورجي للشخصيات في النص الروائي" بمدينة معسكر يؤطرها الروائي سمير قاسمي في الفترة الممتدة ما بين 15 و18 افريل الجاري. التسجيلات مفتوحة إلى غاية 12 افريل وتستهدف 6 متربصين لتقديم مشاريعهم الروائية التي سترى النور عن منشورات "الجزائر تقرا" مع إعطاء الفرصة لمبدعي مدينة معسكر للاشتراك في هذه الدورة المجانية والمدفوعة التكاليف. وقد عرفت المبادرة انتقادات من طرف بعض الأكاديميين، خاصة الذين يرون أن فعل الكتابة يعتمد أولا على الموهبة لا يمكن تخريج كتاب وروائيين عن طريق الدورات التكوينية، لأن الرواية كفن لا تدرس في الجامعات والمعاهد، لكن مدير النشر بالدار عبد الرزاق بوكبة يعتقد أن الكتابة فعل وليست انفعالا "وتفكيك لا تفكّكا، وحفر لا تسوية للتراب، ووعي لا إلهاما. وهو ما يجعل جانبا مهمّا منها محكوما بالمعرفة والعلم، أي أن فيها ما نتعلّمه من الخبراء والمختصّين. وإلا ما معنى وجود معاهد وكلّيات للآداب والفنون في العالم؟"، ويضيف بوكبة قائلا أن "اعتماد الكاتب على موهبته وحدها وانخراطه في طقوس رومانسية استجلابا للإلهام من غير اكتساب المهارات والفنيات والتقنيات والأصول، التي تمنح لنصه عمقه ونضجه ومعرفيته، سيجعل ما يكتب مجرّد رقعة من البوح والهذيان". واعتبر المتحدث في تصريح للشروق أن الورشات التكوينية في الكتابة "تقليد مهمّ لإنضاج التجارب الناشئة، شريطة أن تكون خاضعة لرؤية حقيقية وموكولة لمؤطّرين يهدفون إلى نقل تقنيات الكتابة لا نقل حساسياتهم الشخصية لمن يكوّنونهم، ذلك أن هناك كتّابا يرون نجاحهم في مدى أن يستنسخهم غيرهم. هذه نقطة أراها مهمّة جدا، ذلك أنني أفضل أن يبقى الكاتب الناشئ ناقص خبرة على أن يصبح نسخة مشوّهة من غيره". الورشة تهدف خاصة إلى تاطير الأقلام الناشئة، حيث عرفت الجزائر في السنوات الأخيرة ميل عشرات الأقلام دون سن العشرين وباستثناء قلة – يقول بوكبة – أن نصوصها فضفاضة وتفتقر إلى مهارات تعطي للرواية مصداقيتها منها البناء والتوغل في اللحظة الإنسانية للشخصية على ضوء ما يقتضيه السياق الفني والإنساني للمفصل السردي. وهو النقص الذي دفع بالبعض إلى السخرية من ظهور أقلام جديدة، بما يشبه مصادرة الحق في الوجود، فقلت انه عوض ذلك، علينا مرافقة هؤلاء ومساعدتهم من خلال التكوين، فهم مكسب لنا وللكتابة. وكشف مدير النشر بمنشورات "الجزائر تقرا" أن هذه الورشة هي واحدة من بين عدة ورشات ستطلقها الدار مستقبلا في عدة مدن جزائرية، حيث أوكلت لمختصين وكتاب من الجزائر والوطن العربي. وقال أن عدد الذين أقبلوا على التسجيل في الدورة حال الإعلان عنها ساعات فقط فاق المائة مسجل، وهذا يؤكد تعطش الجيل الجديد للتكوين، رغم التهمة الجاهزة عنه وهي كونه مغرورا وزاهدا في التعلّم. للإشارة التزمت الدار بنظر النصوص التي ستسفر عنها الورشة إذا توفرت فيها الشروط، كما سيتم تحول النص الفائز إلى مسرحية بالتعاون مع مسرح معسكر.