وصف عدد من الخبراء المصريين التفجيرات التي وقعت في الجزائر العاصمة يوم الأربعاء الماضي بأنها أعمال إجرامية تعبر عن مدى يأس هذه الجماعات الإرهابية بعد أن عزلها الشعب ورفض أطروحاتها الهدامة. وأكد هؤلاء الخبراء لوكالة الأنباء الجزائرية أن منفذي تلك العمليات الإرهابية لن يتمكنوا من عرقلة مسيرة المصالحة الوطنية في الجزائر التي قطعت خطوات معتبرة وضمدت جراح نار الفتنة والأحقاد بين أبناء الشعب الجزائري. وعبر المحامي منتصر الزيات المختص في شؤون الجماعات الإسلامية عن استغرابه لتوقيت هذه التفجيرات التي جاءت في وقت كما قال قطعت فيه الجزائر خطوات كبيرة في تطبيق المصالحة الوطنية التي كان من بين نتائجها "كسر حاجز الكراهية والأحقاد التي تركتها أزمة السنوات الماضية". وقال منتصر الزيات انه لم يكن يتوقع حدوث هذه التفجيرات لان المصالحة الوطنية في الجزائر "سمحت لإعداد كبيرة من أعضاء الجماعات المسلحة بالنزول من الجبال وباتت الجزائر أقوى النماذج نجاحا في إدماج العناصر المتشددة في الحياة الاجتماعية وفتح افاق المستقبل لهم وذكر الزيات أن الشعب الجزائري برمته يدرك الغاية من هذه التفجيرات وهو مصمم على تجاوز آثارها السلبية الداخلية والخارجية والمضي قدما في تحقيق السلم والأمن والاستقرار في كل ربوع الجزائر. ومن جهته يرى رئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية عبد المجيد فريد أن مخططي هذه الأعمال الإرهابية لن يتمكنوا من إيقاف "عجلة التنمية والإصلاحات المختلفة وكذا إقبال الشركات الأجنبية على الجزائر بعد عودة الأمن والاستقرار لربوعها. وذكر الخبير عبد المجيد فريد أن ما سجلته الجزائر من خطوات هامة في مجال المصالحة الوطنية وإخماد نار الفتنة أصبح يزعج هذه الجماعات الإرهابية المرفوضة من قبل المجتمع الجزائري والمجتمع الدولي كله. وأضاف أن انفتاح الجزائر على العالم وعودتها القوية إلى الساحة العربية والدولية في المدة الأخيرة وتمكنها من بناء مؤسسات الدولة وحل الأزمة الداخلية ولد لدى هذه العناصر الضالة حقدا كبيرا ويأسا بعد أن فشلت كل مخططاتها المدمرة في الجزائر بفضل يقظة الشعب والسلطات. وابرز عبد المجيد فريد أهمية توحيد الجهود الدولية لإيجاد آليات تساهم بصورة فعالة في القضاء على ظاهرة الإرهاب "وتجفيف منابع تمويل هذه الآفة"بعد أن أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الإنسانية وبدوره يرى الكاتب السياسي عبد الله الاشعل أن الشعب الجزائري الذي تمكن من تجاوز محنة التسعينات لديه الرصيد الكامل للتصدي لبقايا هذه الجماعة الإجرامية الرافضة لمسعى المصالحة الوطنية. وألح الكاتب على ضرورة تجند الإعلام الجزائري بمختلف أشكاله لفضح وتعرية أهداف هذه الجماعات التي" تجد الدعم من طرف جهات أجنبية معادية لمصالح الجزائر التي تتمتع باستقلالية القرار" ومن جهته أكد الخبير في الشؤون العسكرية بمعهد الخليج للدراسات الإستراتيجية جمال الدين مظلوم أن هذا العمل الإجرامي" يحمل بصمات خلايا إرهابية تعمل في الخفاء بدعم من تنظيم القاعدة " وذلك قصد زعزعة استقرار الجزائر " التي تمكنت " من إعادة الأمور الداخلية إلى وضعها الطبيعي" موضحا أن هذه العناصر يؤلمها رؤية الجزائر وهي تقوم بدور فعال على الصعيد العربي والدولي . وأضاف أن مخططي العملية كانوا يسعون إلى إحداث ضجة إعلامية كبيرة على المستوى الدولي غير أن معظم الدول والمؤسسات عبر العالم تفطنت للخطة وأدانت العملية بشكل مطلق وتضامنت مع الجزائر بصفة تام وأشار السيد مظلوم الى أن انتشار الظاهرة الإرهابية في العالم العربي يتطلب وجود تعاون عربي في مجال تبادل المعلومات وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وفرض رقابة مشددة عل مواقع الانترنت التي تنشر من خلالها هذه الجماعات أطروحاتها الهدامة. واج