عندما فازت الشقيقة قطر شهر ديسمبر 2010، بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، بعد تفوقها على ملف الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأزاحت قبل ذلك أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، بدأت بعض الدول الغربية، خاصة بريطانيا وبعض حلفائها في التشكيك حول قدرة قطر في احتضان العرس العالمي، غير أنهم في قرارة أنفسهم متأكدون أن المنافسة العالمية ستنجح خاصة، أن الأشغال تسير بسرعة البرق. عندما قال حسن الذوادي للأمين العام للجنة المشاريع والإرث في قطر أن كأس العالم تعد فرصة مهمة جدا للمنطقة العربية بالأخص، لأن رؤية قطر لهذه الاستضافة تتجاوز تنظيم المنافسات الكروية الممتدة على مدى شهر واحد، لاستثمار الفرص التي تقدمها هذه البطولة لتحفيز التنمية الاجتماعية المستدامة في قطر والمنطقة، ولتأمين مستقبل أفضل لأجيالها المقبلة، هي رسالة مشفرة لكل العالم بأن قطر هي البلد المضيف الوحيد لكأس العالم 2022 ول 64 مباراة للبطولة عبر ثمانية ملاعب. الحديث عن المونديال القطري يجرنا حتما إلى الحديث عن الشقيقة المغرب التي أودعت ملفها لاحتضان مونديال 2026، واختارت نجوما عالميين للدفاع عن ملفها، منها الدولي الجزائري لخضر بلومي، يجعلنا كعرب ندافع بما نملك من أجل أن يلعب كأس العالم في شمال إفريقيا، مثلما دافعنا بما نملك من أجل أن تلعب هذه المنافسة في بلد مسلم كقطر، رغم أن منافس المغرب الثلاثي (أمريكا والمكسيك وكندا) يشنون حربا إعلامية من أجل حرمان الشقيقة المغرب من هذا الطموح الذي رصدت له ما يقارب 16 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات في حال الحصول على شرف نسخة 2026، وعزمها على توسيع الطاقة الاستيعابية لخمسة ملاعب حتى تستجيب لمعايير "الفيفا"، فضلا عن تشييد ستة ملاعب جديدة. رغم أنني كغيري من الجزائريين أتمنى أن تفوز المغرب بشرف احتضان هذه المنافسة الكروية العالمية، ورغم أنني أشم رائحة الخداع من المسؤول الأول عن الاتحاد الدولي لكرة القدم أنفانتينو الذي سيدعم عن قصد ودون قصد الملف الأمريكي، خاصة أنه يعرف تفاصيل إبعاد الرئيس السابق بلاتير من "الفيفا"، وسط فضائح كثيرة هو الوحيد في العالم المطلع عليها باعتبار أنه كان الذراع الأيمن للرئيس المخلوع من هرم "الفيفا"، إلا أنه حسب رأيي فإن أنفانتينو سيرد الجميل للأمريكان الذين خابت أحلامهم في احتضان مونديال 2022، خوفا على مصيره الذي سيكون مثل سابقيه. ومثلما أكدناه مرارا، فإننا كعرب مجبرون على الوقوف بجانب قطر لإنجاح كأس العالم، وهذا رغم السهام الموجهة إلى ملفها يوميا من أعداء اليوم والأمس. مجبرون أيضا على الوقوف بجانب المغرب الذي قدم ملفا يستوفي كل الشروط التي وضعتها اللجان المختصة، التي حاولت بكل حيلها من أجل إضعاف ملفه الذي لقي دعما مهما وكبيرا من الدول، من بينها الجزائر التي أعطت موافقتها لنجمها لخضر بلومي ليكون خير سفير لجيراننا، ورئيس اتحاديتها الذي أعلن منذ أشهر دعم الجزائر لهذه القضية. أعرف أن المغرب تملك كل عوامل نجاح ملفها، الذي يبقى بين أيدي أعضاء المكتب التنفيذي ل"الفيفا" الذين سيصوتون بداية شهر جوان القادم على البلد المنظم للمونديال 2026، وقد يدخل العرب التاريخ لو تجرى هذه المنافسة مرتين متتاليتين في بلد عربي، يومها سنقول نحن قريبون من وحدة كروية عربية نتمناها من صميم الفؤاد أن تكون يوما ما وحدة سياسية عربية بعيدا عن كل أشكال البرود والتفرقة والخلافات.