مع اقتراب يوم الحسم في الثاني من ديسمبر القادم اشتعل أمل كل العرب والمسلمين من محبي اللعبة الأكثر شعبية في أن تظفر قطر باستضافة كأس العالم لعام 2022 وهو ما يسمح للعرب بالحلم في احتضان تظاهرات رياضية أخرى، أقوى وأشمل مثل الألعاب الأولمبية وتظاهرات علمية واقتصادية راقية .. ولأن المحاولة دائما أحسن من الصمت فإن التاريخ يشهد أن المغرب كانت عام 1994 أول من حاول وكادت تظفر بشرف احتضان كأس العالم بعد أن وجدت الدعم من عدة دول أوربية ومنها فرنسا وأيضا من دول الخليج، وكان العرب المتواجدون في كأس العالم منذ 1970 باستثناء غياب واحد للعرب عن دورة 1974 بألمانيا، هذا إذا استثنينا المشاركة الرمزية لمصر عام 1934 في إيطاليا، قد تابعوا باهتمام منافسة الملف المغربي للملف الأمريكي ولم تخسر المغرب شرف الاستضافة إلا في الأنفاس الأخيرة بفارق ثلاث أصوات فقط، ولكن اتضح بعد ذلك أن فرنسا التي دعمت المغرب لخطف التنظيم كانت تريد أن تبقى وحيدة في منافسة تنظيم مونديال 1998 الذي فازت بتنظيمها وخرجت المغرب صفر اليدين، والغريب أن المغرب ابتعدت عن الترشح لمونديال 2006 رغم أن المنافسة مع أبناء القارة الآسيوية اليابان وكوريا الجنوبية أسهل من منافسة ألمانيا في دورة 2006 التي خسرتها المغرب، ثم نافست ولكنها سقطت أمام ملف جنوب إفريقيا عام 2010 وأرجأت التنافس إلى غاية 2026 وهو موعد بعيد، وقد يصبح مستحيلا إذا تمكنت قطر من اقتطاع شرف الترشح لاحتضان مونديال 2022 لأن منح العرب الشرف مرتين متتاليتين يبدو مستبعدا بالنسبة للغرب الذي مازال برغم قوة ملف قطر لاحتضان كأس العالم يبحث عن أعذار مناخية وجغرافية لأجل سحب البساط من تحت أقدامها .. وإذا كان المغرب قد ترشح في أربع مناسبات كاملة وفي اثنين منها نافس دولا سبق لها أن احتضنت كأس العالم مثل فرنسا التي كانت عاصمة للكرة عام 1938، وأعادت الكرّة عام 1998 وأمام ألمانيا التي استضافت مونديال 1974 وأعادت التجربة عام 2006 فإن العرب والأفارقة بقوا بعيدين عن الترشح باستثناء محاولة لم تكتمل لملف بين تونس وليبيا من أجل كأس العالم 2010 الذي كان أهم فرصة لأن الفيفا قررت أن تمنح إفريقيا الفرصة بفتح الترشيحات لدول القارة السمراء فقط، وخابت آمال المصريين بعد أن حصلوا على "صفر" من الأصوات ولكنه صفر إيجابي مادامت مصر حاولت واجتهدت لأجل هذا الشرف، بينما فضلت الجزائر التي مرت بعشرية سوداء أن تكون الاستثناء ضمن كل دول شمال إفريقيا بالابتعاد عن التفكير في الترشح رغم أن الجزائر قادرة على ذلك خاصة إذا تحققت مشاريع الخماسي القادم الذي سيوفر مالا يقل عن عشرة مركبات رياضية عملاقة، إضافة إلى بنى تحية في الفندقة والطرقات وغيرها من وسائل الترفية والاتصال والنقل المتطورة. لكن ما يعاب على العرب أنهم لم يقفوا الوقفة اللازمة والقوية مع ملف قطر التي مازالت تحارب لوحدها دولا كبرى هي الأقوى في العالم اقتصاديا وعسكريا مثل أستراليا والولايات المتحدةواليابان وكوريا الجنوبية .. والمؤسف أن بعض الدول التي تدعّي السيادة العربية الوهمية ترى أنها الأجدر بأن تكون لها السيادة الكروية، فبقيت قطر تكافح لوحدها والكل يعلم أنها بمجرد أن تفوز بالتنظيم في الثاني من ديسمبر القادم حتى يجتمع العرب من حولها بحثا عن شرف معنوي وثمار مادية من خلال عرض خدماتهم على بلد سيكون في حالة تتويجه سيدا عربيا جديدا في التحدي.